رغم الحرب والصعوبات مازالت المطالب تتكرر .. والتريث توقيع دائم للمالية على مطالب النقل الجوي

لعل الحماس الذي يوصف به العاملون في النقل الجوي، قد تجلى واضحاً من خلال نقاشاتهم في مؤتمر نقابتهم التي قدمت مايميز متابعتها لأدق التفاصيل واهتمامها بالعمال أو تأمين احتياجاتهم.

الاهتمام والحماس يواجهان بسلبية في الوزارات والإدارات التي لاتجد من يتابع تواقيعها بقرارات تخص العاملين في أهم مفصل في وزارة النقل.

تريث دائم..!
رغم المتابعات تأتي الكتب وصيغ القرارات بسواد كلمة للتريث، وهي كلمة تدل على عجز إداري، فالمطالب إما أن تنفذ أو ترفض مع تبرير الرفض، ومازالت قضايا ملتصقة بطبيعة العمل انعكست سلبياً على الأداء رغم مشروعية المطالب.
تمر السنوات الطوال وقضايا حقوق تتعلق بالعمل مثل التعويضات والتأمين الصحي والحوافز واللباس والتدريب واستبدال المعدات، وهي قضايا دائمة الحضور والمطالب، وتمر السنوات وليس هناك من مجيب، ما يؤكد أن الأولويات لدى الوزارات المعنية من نقل ومالية وشؤون اجتماعية وتنمية إدارية وصحة لا تكترث بطبيعة عمل النقل الجوي وخصوصيته واستراتيجيته ووجوب إعطائه الأولوية.
رئيس نقابة النقل الجوي قحطان أحمد أكد وجوب تلبية احتياجات العمال التي تسعى النقابة دائماً لتلبيتها وفق المتاح، وترفع الكتب ولكن الردود تكون خجولة وتطوى أحياناً، فمن البدهيات أن يكون للعاملين في المطار مستوصف حديث ولهم أسس وإجراءات تعامل تتناسب واحتياجات العلاج المرتفعة كثيراً مع ضعف إمكانيات التأمين الصحي ولفت رئيس النقابة إلى أن ما يتعرض له العاملون من اعتداء وخطر يجب أن يكافأ من قبل وزارة المالية بالإسراع بإصدار القرارات التي تساعد على استمرارية العمل وتعويضاته بما يتناسب واحتياجات العمل، فلماذا تأخير قانون تعويضات العاملين في مؤسسة الطيران؟ وتأخر إصدار قانون التمثيل الخارجي؟ وعدم تفعيل المرسوم ٣٦٤ لعام ٢٠٠٦ باعتبار الطيران من المهن الخطرة ومايترتب عليه من مستحقات؟ وكذلك تشكيل لجنه بموجب الأمر الإداري ٢٤٨٧ تاريخ٢٠٢١/٦/٣ والمتعلق بصياغة مرسوم تشريعي يحدد الأسس والضوابط التي تنظم عمل المرفقات الفنية والعمليات الأرضية والعمليات الجوية.. ولم يصدر أي إجراء؟

الظرف يجعل الشكاوى أقسى
شكاوى العمال باتت أكثر قسوة وإلحاحاً لانعكاسها على معيشتهم، وتبدأ من الرواتب الضعيفة وحقوقهم شبه المغيبة بسبب تقاعس الوزارات عن تلبية الطلبات والرد عليها ومنها ما يتعلق بتسقيف الترفيعات وتأثيره على التقاعد، واللباس الخاص والذي بات مطلباً منذ ثماني سنوات، وفي ظل وجود نقص كبير بالعمال تحتاج هذه القضايا من لباس ووجبة غذائية وتمديد سن التقاعد، وتشميل العاملين في الاستثمار والصيانة بالتعويضات المعطاة للعاملين.

التطوير إرادة
يبقى هذا القطاع من أهم القطاعات التي يمكن تلافي مشاكلها التي تعني العمل والعمال والمواطن، وفي ظل مانسمع عن تنمية إدارية يستغرب أن تكون هذه المشاكل الأساسية ترخي بظلالها على أداء الجميع في النقل الجوي.. فالفجوة تتسع بين أجور العاملين في القطاع الخاص وأجور القطاع العام، وقدم الآليات يسبب إرباكات يتلافاها خبراء العمل، ولكن في عدم تعديل قانون التقاعد سيتم استنزاف هذه الخبرات وتراجع العمل، فنحن نتعامل مع النقل الجوي وحساسيته ولدينا كل المؤهلات لأن نكون في الصفوف الأولى في هذا المجال، نحتاج إلى عقول الخبرات الإدارية الناجحة والتعامل بخصوصية يحتاجها التطلع لحضور لافت ل”السورية” كما كانت سابقاً.

تشرين

شارك