تسبّبت جائحة فيروس كورونا في إدخال تغييرات جذرية على أسواق التجزئة والتسوّق الرقمي. فخلال الربع الأول من العام، شهدنا تأثيراتها الأولية على أسواق التجزئة مع نمو عائدات التجارة الرقمية في الربع الأول من العام 2020 بمعدل 20%، كما تسجّل الأسواق ارتفاعا ملحوظا في نشاط التجارة الرقمية، والتي من شأنها إعادة تعريف المعايير التجارية مع اقتراب فصل الخريف وموسم الإجازات، بحسب تقرير شركة سيلزفورس المتخصصة في تطوير حلول إدارة علاقات العملاء.
عائدات التجارة الرقمية تواصل النمو
سجلت عائدات التجارة الرقمية في الربع الثاني نمواً غير مسبوق بلغ 71% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو أعلى معدل نمو نشهده منذ إطلاق مؤشر التسوّق قبل سبع سنوات. كما شهد الربع الثاني معدلات زيادة تاريخية لعدد الزيارات (37%)، والتحوّل للشراء الرقمي (35%)، والإنفاق (34%)، وذلك مقارنة بما شهدناه منذ العام 2013.
التسوق عبر الإنترنت والاستلام المتجر
شهدت مواقع التسوّق الرقمي التي أتاحت خيار الشراء عبر الموقع واستلام المنتج من المتجر ارتفاعا قياسيا في العائدات بلغ 127% مقارنة بالربع الأول من العام 2019. في حين أن المواقع التي امتلكت متاجر تقليدية لكنها لم توفر خيار استلام المنتجات من متاجرها سجلت نموا بمعدل 54% فقط.
زيادة الشراء وقت الجائحة
جرت العادة أن تشهد مواسم العطلات ارتفاعاً في أعداد زوار مواقع التسوّق الرقمي، لكن هذه الزيادة كانت تنعكس بتراجع معدلات التحوّل للشراء الرقمي، إلا أن الربع الثاني من العام جاء على خلاف هذه العادة. فقد سجّلت مواقع التسوق الرقمي ارتفاع أعداد الزوار بمعدل 37% مقارنة بالربع الثاني من العام 2019، وبلغ معدّل التحول للشراء الرقمي خلالها 3% عالميا، أي بزيادة بمعدّل 35% مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي والذي لم يتجاوز 2,2% (مع تحقيق مواقع منتجات الصحّة والتجميل معدّل تحوّل قارب 4,1%).
خصومات وفيرة في الأسعار
استمرت عروض خصم الأسعار في الارتفاع حول العالم خلال الربع الثاني من العام الجاري، لتتجاوز معدل الخصومات خلال الفترة ذاتها من العام الماضي التي بلغت 18%، وزادت عنها بقرابة 13%. وقد استأثرت الملابس بالنصيب الأوفر من هذه العروض على الأسعار بمعدل بلغ 22% خلال أشهر الربع الثاني، وجاءت الملابس الفاخرة في المرتبة الثانية بمعدل خصم بلغ 17%. في المقابل، كان للألعاب والسلع المنزلية أدنى مستويات الخصم بمعدل 9% و10% على التوالي.
انفاق على السلع الأساسية
تواصل ارتفاع مشتريات المنتجات الأساسية عبر قنوات التسوّق الرقمي: واصل المستهلكون اعتمادهم بصورة متزايدة على قنوات التسوّق الرقمية خلال الربع الثاني أكثر من أي وقت مضى. فمنذ الربع الثاني من العام 2019، واصل الإنفاق الرقمي العالمي على السلع الأساسية التي تشمل المواد الغذائية، ومستلزمات العناية الشخصية، وغيرها من المنتجات التي تتواجد في متاجر البقالة عادة، ليبلغ 154% مقارنة بزيادة بمعدّل 66% للإنفاق على السلع غير الأساسية.
ارتفاع الطلب على الألعاب والتسالي
في ظل الظروف الحالية التي دفعت الناس إلى قضاء أوقات أطول في منازلهم، سجلت الأسواق ارتفاع في الطلب على منتجات التسلية والرفاهية المنزلية. فقد سجلت عائدات الألعاب والتسالي ارتفاعا بلغ 181% خلال الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفعت مبيعات المنتجات المنزلية بواقع 134%. والملفت للانتباه أن منتجات الصحة ومستحضرات التجميل واكبت هذا النمو بمعدّل بلغ 138%.