كشف أستاذ علم الفيروسات ورئيس لجنة البحث العلمي الخاصة بالتصدي لجائحة كورونا في “جامعة البعث” أنور العمر، عن بحث جديد يتم العمل عليه لإيجاد لقاح لفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وترعاه جامعة خاصة محلية.
وشرح العمر مضمون بحثه لوكالة “سبوتنيك” الروسية، مبيّناً أنه يتضمن تجربة لقاح (البرونشيت) في الوقاية من فيروس كورونا، مبيّناً أن اللقاح المذكور يُعطى للدجاج لحمايتهم من فيروس البرونشيت.
والبرونشيت أو التهاب الشعب الهوائية المعدية عند الدواجن هو مرض يسببه فيروس من مجموعة الكورونا، وينتقل عبر الهواء ويدخل الجسم عبر الجهاز التنفسي، وتكون مدة المرض من 2 – 6 أيام.
وأوضح العمر أن البحث سيجري على عينات من دم أطباء بيطريين متطوعين سبق وتعرضوا للقاح (البرونشيت)، لقياس مستوى المناعة لديهم ضد فيروس كورونا المستجد، ودراسة إمكانية استخدام هذا اللقاح لوقاية البشرية من “كوفيد-19”.
ولفت إلى عدم وجود مخاطر للقاح البرونشيت على صحة الإنسان، مضيفاً: “ونحن كأطباء بيطريين معتادون عليه منذ سنوات طويلة، ومن هنا نشأت فكرة تلقيح البشر بهذا اللقاح”.
وأضاف أن فيروس كورونا تحديداً يُستخدم في الحرب البيولوجية، وكوفيد-19 فيروس معدّل وراثياً، لكن مهما أُجريت تعديلات على الفيروس الأصلي تبقى بعض البروتينات مشتركة بينه وبين الفيروسات المعدلة، ومن هنا جاءت فكرة استخدام لقاح البرونشيت في الوقاية من كوفيد 19.
وتقوم فكرة البحث، على “جمع عينات دم من أطباء بيطريين قائمين على استخدام طريقة الرذاذ لتحصين الدواجن، ثم فصل المصل عن عينات الدم للحصول على الأضداد النوعية، لنرى فيما إذا كان فيروس البرونشيت يحث أجسام الأطباء على إنتاج أجسام مضادة نوعية له يفرزها في مصل الدم”.
وأضاف أنه “يمكن التأكد بإحدى الطرق المصلية من وجود الأجسام المضادة لفيروس البرونشيت في مصل الأطباء من عدمه، فإذا كانت النتيجة إيجابية فهذا يعني أن الأضداد النوعية في الدم تتعرف على فيروس البرونشيت، وهذه تطور مهم في للبحث المتقدم”.
والمرحلة الثانية، بحسب العمر، تقوم على اختبار الأضداد النوعية الموجودة في أمصال دماء الأطباء البيطريين مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فإذا تعرفت عليه تكون المرحلة الأخيرة هي تنميط الأضداد النوعية للفيروس والحصول عليها بكميات كبيرة، ويمكن إخضاعها لاختبارات دقيقة جداً لتحديد المسؤولية عن إنتاجها من الناحية الجينية.
وتتسابق العديد من شركات صناعة الأدوية والجامعات حول العالم لتطوير لقاح ضد مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد، وبعضها دخل مرحلة التجارب النهائية، لرصد مدى فعاليته في حماية الناس من الإصابة.
وظهر فيروس كوفيد 19 في الصين أول مرة نهاية العام الماضي، ثم بدأ ينتشر في دول مختلفة حول العالم مع مطلع 2020، حتى تجاوز عدد المصابين به 18 مليون شخص لغاية 2 آب الجاري، وتوفي منهم أكثر من 725 ألفاً.
وفي مطلع نيسان 2020، أكد النائب العلمي لكلية الطب البشري بـ”جامعة دمشق” مروان حلبي، بدء الأبحاث على مستوى سورية في النواحي العلاجية والتشخصية والوقائية من فيروس كورونا، انطلاقاً من الإمكانيات المتاحة لذلك.
وأُصيب بفيروس كورونا المستجد في سورية 1,060 شخصاً حتى تاريخه، شفي منهم 311 حالة وتوفيت 48 حالة، بحسب آخر إحصائية لـ”وزارة الصحة السورية”.
الاقتصادي