أكد رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية الدكتور عابد فضلية أن فئة الـ5 آلاف ليرة التي تم طرحها بالأمس من قبل المصرف المركزي كان يجب أن تطرح منذ عدة سنوات لأن المسألة مسألة فئة نقدية ليست كم عملة، مشيراً إلى أن المصرف المركزي في كل دول العالم يجمع الفئات التالفة وغير المرغوب بها من العملة المحلية ويقوم بإتلافها ومن ثم يحسب وزن الكمية التي تم إتلافها ويطبع عملة أخرى غيرها.
بين فضلية أن المواطن والمصارف تعاني حالياً من الازدحام الحاصل عليها وهذا الازدحام ليس بسبب الإقبال الشديد على الإقراض والاقتراض والتسليف إنما أحد أسباب هذا الازدحام الذي يحصل صعوبة عد كمية العملة التي سيتم إقراضها للمواطنين بالإضافة لسوء نوعية العملة الورقية نتيجة الحرب والفترة الطويلة من الاحتفاظ بها.
وأشار إلى أنه من الطبيعي ومن المطلوب أن تتم طباعة عملة ورقية جديدة وأن تكون من الفئة الأكبر كي تكون هناك سهولة في عد هذه العملة وتخزينها.
ولفت إلى أن توقيت طرح فئة الـ5 آلاف ليرة تم تقديره من قبل المصرف المركزي والذي رأى أن توقيت طرحها الآن هو التوقيت المناسب، مشيراً إلى أن توقيت طرحها من الممكن أن يكون نتيجة معرفته بوجود نقص في العملة الورقية على سبيل المثال.
وأضاف: نحن نعرف لكن ليس معرفة اليقين وسمعنا بأن فئة الـ5 آلاف ليرة موجودة في مستودعات المصرف المركزي منذ عدة سنوات.
ونوه بأنه عندما أصبح هناك تضخم وبات حقيقة واقعة كان الاعتراض ليس على التضخم أو مستواه وإنما على ضعف القوة الشرائية في مستوى دخول المواطنين السائد.
وبين بأنه يجب أن يتم البحث حالياً في زوايا الإنتاج الحقيقي وأن نزيد عرض المنتجات وننتج ما يستورد بهدف التقليل من الحاجة للقطع الأجنبي بالإضافة للجم المضاربات في السوق السوداء إن وجدت لأن ارتفاع سعر الصرف له عدة أسباب أحدها المضاربة وأهمها الحرب والعقوبات والحصار الاقتصادي والعامل النفسي.
وأوضح أنه عند حدوث عقوبات وحروب وأزمات اقتصادية فإن العامل النفسي يجعل المواطنين يتخلون عن العملة الوطنية ويستبدلونها بأصول ثمينة أو عملة متداولة عالمياً وكل هذه الأمور أدت إلى التضخم.
وقال: نحن نعترف بوجود التضخم فلماذا لا يتم ابتداع عملة تساعد على التعاملات بوجود هذه النسبة من التضخم.
وأشار إلى عدم وجود آثار سلبية لطرح فئة الـ5 آلاف ليرة إلا العامل النفسي الموجود في ذهن المواطنين وهذا الأمر نسمعه يومياً من أناس يقولون إنه لم يعد هناك قيمة للعملة الوطنية.
وأكد فضلية أنه لو كان هناك لاحقاً في مرحلة قادمة ومعلنة طرح لفئة الـ10 آلاف فهذا أمر طبيعي لأن هذه الفئة تساعد في التعاملات الاقتصادية وذلك بشرط ألا تتم طباعة كميات أكبر مما يلزم للاقتصاد السوري وفي حال حدوث ذلك فإن هذا الأمر يؤدي إلى التضخم.
ونوه بأن المصرف المركزي حسب الأمور جيداً عند طرح الـ5 آلاف بحيث إن كمية العملة اللازمة للاقتصاد السوري جزء منها تلف وجزء منها مخبأ في البيوت، جازماً بأن الكمية الموجودة في بيوت الناس من العملة حالياً أكبر مما كان موجوداً لدى الناس منذ عشر سنوات.
وأكد بأنه في ظل التضخم الحاصل أصبح الناس عندما يتسوقون يحتاجون لكميات كبيرة من العملة، وأصبح هناك احتفاظ بكميات أكبر من العملة في المنازل لمواجهة التضخم لذلك أصبحت هناك قلة في السيولة بالإضافة لوجود عملة تالفة.
وبين أن طرح أي فئة من العملة حتى لو كانت فئة الـ100 ألف ليرة لا يعني أن الاقتصاد قد انهار حيث إن التضخم موجود حالياً ونسبته معروفة وبالتالي فإن طباعة فئة أكبر من العملة الهدف منها تسهيل التعاملات النقدية.
ونوه إلى أنه في ظل وجود فئة الـ5 آلاف ليرة من الممكن أن ينهي المواطن معاملته في المصرف تسليماً واستلاماً للعملة بربع وقت استلام وتسليم عملة من فئة أقل وخصوصاً هذه الفئة من العملة الجديدة وغير المهترئة.
وشدد على أن طرح فئة الـ5 آلاف لن يسبب تضخماً إضافياً وإنما هو إجراء الهدف منه تغيير العملة وتسهيل التعاملات النقدية بالنسبة للمصارف والمواطنين.
وقال: إن تكلفة طباعة العملة عالية لذلك بدلاً من أن تتم طباعة خمس حاويات على سبيل المثال من فئة الألف ليرة تتم طباعة حاوية واحدة من فئة الـ5 آلاف ليرة ومن الأوراق نفسها وبأقل تكلفة.
الوطن