يصل سعر كيلو زيت الزيتون في أسواق اللاذقية حالياً إلى 12 ألف ليرة، ليتخطى الغالون سعة 17 ليتراً 200 ألف ليرة، وسط مخاوف من ارتفاع سعره مع بداية الموسم القادم جراء غلاء مستلزمات الإنتاج، وفقاً لعدد من المزارعين.
إنتاج مضاعف
رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة اللاذقية قيس غزال أكد ، أن التقديرات الأولية لإنتاج المحافظة من الزيتون بالموسم الحالي 87998 طناً، بما يزيد الضعف على إنتاج الموسم الماضي الذي بلغ 41، 9 آلاف طن.
وأضاف غزال أن الظروف الجوية وخاصة الجفاف إثر بشكل كبير على كمية الإنتاج لمحصول الزيتون ومحاصيل أخرى خلال فترة عقد الأزهار في شهر أيار الفائت، مبيناً أن الإنتاج الأولي مقسم بين 427 طناً من الأشجار المروية «سقاية»، و87570 طناً من الأشجار البعلية.
ولفت إلى أن كمية الإنتاج موزعة بين مناطق المحافظة الأربع على مساحة إجمالية ٤٥٠٠٥١٩ هكتاراً، فيها ١٠.١٩٢.٤ ملايين شجرة، لافتاً إلى أن معدل إنتاج القرداحة 10366 طناً، وفي منطقة جبلة إنتاج أولي مقدر بحوالي 46076 طناً، ومعدل إنتاج 17288 طناً في منطقة الحفة، في حين أن منطقة اللاذقية تنتج بمعدل 14289 طناً من الزيتون.
وأشار غزال إلى أن الإنتاج كان قد بلغ 168 ألف طن في الموسم قبل الفائت الذي تعرض للحرائق، مشيراً إلى أن الأشجار التي تعرضت للحريق تحتاج بين 4– 5 سنوات لتعود إلى إنتاجيتها بشكل عام.
بين الجفاف والسماد
وفيما يخص إنتاج زيت الزيتون، بيّن غزال أن الإنتاج يحدد بعد موسم قطاف الزيتون ودخول مرحلة العصر، لافتاً إلى أنه يتراوح بين 20 – 25 % كإنتاجية قطعية من الزيت، وقد يصل إلى 27 % من إنتاج الخضيري وهو النوع الأكثر مناسبة للزيت في المحافظة.
وعن سبب ارتفاع سعر الزيت 12 ألف ليرة للكيلو الواحد، رأى غزال أن الظروف الجوية الجافة وارتفاع مستلزمات الإنتاج والأسمدة تسببت بارتفاع السعر مع تراجع القدرة الشرائية للمواطن والفلاح بالوقت نفسه.
مؤشرات
من جهته، أكد رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية حكمت صقر، أن هناك مؤشرات إنتاجية لانخفاض سعر الزيت خلال الموسم الحالي على القطاف، قائلاً إن الإنتاج أفضل من العام الماضي.
وأوضح صقر أن الموسم هذه السنة يعتبر «موسم حملان»، رغم أن الظروف الجوية وعوامل الجفاف القاسي أثرت في كمية الإنتاج إلا أنه أفضل بكثير في الموسم الماضي الذي تعرض للحرائق ولم يكن موسم حملان في الأساس ما أدى لارتفاع سعر الزيتون والزيت.
صقر أضاف بالقول إن العوامل الطبيعية والحرب الكونية اجتمعتا معاً ضد الفلاح، إذ إن عدداً كبيراً من الفلاحين لم يقوموا بعمليات الفلاحة والتسميد لارتفاع أجور الأولى وأسعار السماد، ما أثر على عملية الإنتاج بشكل سلبي في ظل الجفاف الذي حصل خلال الشهرين الماضيين.
ورأى رئيس اتحاد الفلاحين أنه مع بدء موسم الإنتاج ستنخفض أسعار الزيت إلى ما دون 200 ألف ليرة للغالون «بيدون 17 ليتراً»، معتبراً أن السعر الحالي مرتفع ومن غير المنطقي أن يرتفع أكثر من ذلك على الإطلاق.
وذكر أن اللاذقية محافظة منتجة للزيتون، وكميات الإنتاج تغطي حاجتها وتزيد بما يتم تصديره إلى خارج المحافظة، مشيراً إلى عمل نحو 57323 أسرة في زراعة الزيتون بمحافظة اللاذقية.
تحدد السعر
رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية أحمد زاهر بيّن ، أنه لم يتم تحديد سعر كيلو الزيت للموسم المقبل والتسعير يكون عبر لجان معنية مع بداية فترات عصر الزيتون، مشيراً إلى أنه يعتمد على الكمية المنتجة وتخمين السعر وفق مبدأ العرض والطلب.
وحول مبيع الكيلو حالياً بسعر 12 ألف ليرة (200 ألف للغالون)، أكد زاهر أن ما يباع حالياً هو بقايا الموسم الماضي وهي كميات لدى عدد من الفلاحين لا تباع في السوق بشكل رسمي، ومن يحدد سعرها هو الفلاح نفسه بتقييمه للتكلفة من أجور فلاحة وأسمدة وغيرها من تكاليف الإنتاج على اعتبار أن الزيتون والزيت منتج محلي، على حين أن سعر الزيت في موسمه يتم تحديده من قبل لجان من الجهات المعنية.
الوطن