بدأت وزارة السياحة خطّة شاملة ومتكاملة لإعادة تنشيط القطاع وإنعاش الاستثمار السياحي في مختلف المحافظات، تركّز على تأهيل عدد من المنشآت السياحية والفندقية، والتنفيذ الفوري بإعادة التأهيل والإعمار، إضافة إلى الدفع بسلسلة تسهيلات متنوعة لتفعيل السياحة الداخلية، تمكنت من خلالها من إيصال نسبة الملاءة الفندقية إلى أكثر من 90% خلال هذا الصيف، وهي نسبة مبشّرة بملامح استقرار راهنة وقادمة بعد طول ارتباك عانى منه القطاع خلال سنوات الحرب على البلاد.
وتؤكد الوزارة أن الموسم الحالي كان غير مسبوق منذ عشر سنوات، لجهة التشغيل الفندقي وارتياد الشواطئ بالنسبة للسياحة الشعبية، وتعزو الوزارة هذا الانتعاش لجملة الإجراءات التي عمدت إليها خلال العامين الأخيرين، المتمثّلة بإطلاق الشواطئ المفتوحة بالتعاون مع مجالس المدن والمحافظات في المنطقة الساحلية، وتأمين الخدمات الرخيصة بعيداً عن احتكار السماسرة لهذه الشواطئ.
وعلى مستوى الاستثمار والتوظيفات الرأسمالية في القطاع، تشير المؤشرات إلى خط بياني صاعد إن في مجال ترميم المنشآت المدمرة أو على مستوى الاستثمارات الجديدة، وتشهد أروقة الوزارة ومديرياتها في المحافظات تهافتاً مطمئناً و إقبالاً على طلبات التراخيص للاستثمارات الجديدة.
بالمقابل تحرص الوزارة على وتائر سريعة في تنفيذ خططها المتضمنة عمليات منح الاستمارات، وتبسيط الإجراءات اللازمة وفق رؤيتها المستقبلية التي تسهم في اختصار مدة الإنجاز، ودراسة احتياجات كل محافظة من المنشآت وفق الطبيعة والجغرافيا وخصوصية كل منطقة، وهناك خطة لتفعيل قطاع الاستثمار السياحي بهدف التدخل الإيجابي في تنشيط السياحة الداخلية، ورفد الاقتصاد الوطني.
وعلى سبيل المثال تحدثت تقارير الوزارة عن منح مديرية سياحة دمشق 49 استمارة تأهيل سياحي من سويات مختلفة بقيمة استثمارية ثلاثة عشر ملياراً و755 مليون ليرة سورية، وبطاقة استيعابية 4086 كرسي إطعام، و311 سريراً فندقياً خلال النصف الأول من العام الحالي، كما تم منح رخصة توظيف سياحية، وتأهيل فني أولي لمركز تدريب سياحي خاص باختصاص علوم سياحية في محافظة دمشق، بطاقة استيعابية 110 طلاب وطالبة، ويضم المركز 7 قاعات تدريسية: قاعة مطالعة، قاعتا حاسوب، كافيتريا، صالة، مطعم تدريبي، ومكاتب، كما طرحت الوزارة موقع مشروع المجمع السياحي رقم 1 في منطقة دمر الشام الجديدة بمحافظة دمشق العائدة ملكيته للتجمع التعاوني السكني للنقابات المهنية بهدف إشادة مجمع سياحي متكامل يتألف من فندق، وشقق فندقية بسويات ثلاث وأربع نجوم، ومطاعم، وكافيتريات، ومركز رجال أعمال، ومركز تجاري مع ناد رياضي، وصالات رياضية وترفيهية وألعاب الكترونية وألعاب أطفال، وسينما، منطقة معارض خارجية، وحدائق، ومسطحات خضراء، إضافة إلى فعاليات ترفيهية ورياضية وثقافية متممة على مساحة 97000 م2، بصيغة التعاقد (B O T)، والتنفيذ 59 شهراً من تاريخ تسليم الموقع، ومدة استثماره 45 سنة، وأيضاً منحت مديرية سياحة دمشق رخصة إشادة سياحية معدلة للملكية لمجمع سياحي تجاري من الدرجة الممتازة (4 نجوم) على العقار 1399، المقسم 21، من منطقة ساروجة العقارية بمحافظة دمشق بمساحة 1056 م2.
وفي مجال التأهيل والتدريب السياحي، شهد هذا الجانب من عمل الوزارة خلال العامين الأخيرين، نشاطات مكثفة ومركزة، من أجل استدراك الفجوة الكبيرة الحاصلة في قوام بنية الكوادر العاملة في القطاع، بعد التسرب الكبير الحاصل خلال سنوات الأزمة ” هجرة..الانتقال إلى أعمال أخرى بسبب إغلاق المنشآت”..وقد تم إعادة تفعيل كل مراكز التدريب والتأهيل الفندقي وتجهيزها بكل الوسائل التعليمية والتدريبية المناسبة، إضافة إلى التشبيك بين معاهد ومراكز التأهيل والمنشآت العاملة، أي ربط قطاع التدريب والتأهيل بقطاع التشغيل والاستثمار، وجسر الفجوة التي كانت قائمة بين الطرفين، وهو المتغير الذي بدأت ملامحه الإيجابية بالانعكاس على القطاع بشكل مباشر.
الثورة