تعد رياض الأطفال من المؤسسات التربوية التي تعمل على رعاية النمو الاجتماعي والنفسي للأطفال دون سن السادسة، كما يعتبرها البعض مؤسسة تربوية، من بين مهامها تقديم خدمات صحية وتربوية تعليمية للأطفال، إضافة للخدمات الاجتماعية والنفسية التي تصقل شخصية الطفل وتساعد في بنائها، كما أنها تعمل على رعاية الأطفال ومساعدتهم في الاستفادة من الفرص والخبرات إلى أقصى حد تسمح به قدراتهم المختلفة من خلال عملها على تنمية مهاراتهم ومواهبهم، وذلك بقصد تهيئة الظروف المناسبة لتقدمهم التربوي والتعليمي في المراحل التعليمية المتقدمة، وعملت رياض الأطفال في محافظة درعا كغيرها من الرياض على توفير جملة من الخدمات لتحقيق أهداف الرياض العصرية، لكن ارتفاع أسعار رسومها بدد كل تلك الاعتبارات.
تساؤلات كثيرة
فتحت المدارس أبوابها مع أول أيام شهر أيلول الجاري تزامناً مع اجتهاد الأسرة السورية لتأمين قوت يومها في ظل الغلاء الفاحش الذي بات ينغص كل شيء، ولكن ما أثار تساؤلات الأهالي هو الارتفاع غير المعقول لأقساط روضات الأطفال ودور الحضانة، حيث هناك موسم جديد من رفع سقف الأسعار إلى أبعد الحدود، ما فاجأ الأولياء الذين دخلوا في دوامة من التساؤلات بسبب ارتفاع الأسعار في كل شيء، قابله انخفاض رهيب للقدرة الشرائية لمعظمهم، حيث لا يختلف اثنان على سوء الوضع الاقتصادي، والارتفاع الجنوني للأسعار، سواء في المواد الغذائية أو الخدمات على غرار دور رياض الأطفال التي رفعت أسعارها هي الأخرى دون سابق إنذار لتتراوح ما بين 300 إلى 900 ألف، وفي بعض الروضات أكثر بقليل من الأخير، ما أثار العديد من التساؤلات بخصوص هذا الارتفاع، والزيادة في تكاليف رياض الأطفال هذا الموسم، معتبرين أن هذه الزيادات لا تعكس الخدمات المقدمة في بعض منها.
مخاوف الإغلاق
يطرح بعض الأولياء مخاوفهم من تداعيات هذه الارتفاعات على الجبهة الاجتماعية، وكذلك المخاوف من عدم تعويض الأولياء في مصاريف الروضات في حال تم إغلاقها إذا ما تأزم الوضع الوبائي مع الحديث عن الموجة الرابعة المحتملة لفيروس كورونا.
أم علي (معلّمة) وأم لولدين قالت: أصبحت الروضات تجارية، وكل روضة تنافس الأخرى في ارتفاع الأسعار، علاوة على المتطلبات المستمرة، كل فعالية تطلب مبلغاً نقدياً، تستنزفنا استنزافاً، نحن ننفق خلال العام ما يقارب مليون ليرة للطفل الواحد، ناهيك عن مصاريف القرطاسية.
وطالبت أم ضياء وهي “موظفة” أن تزيد مديرية التربية عدد الروضات المجانية في المدارس لتوفر على الأهالي مصاريف الروضات الخاصة، وألا تقتصر فقط على أبناء المعلمين والمعلمات والمحسوبيات، فاليوم الكل يعاني من غلاء المعيشة، ومن المفترض أن ينظر المعنيون بعين الشفقة لاستقطاب كل الأطفال عبر زيادة عدد الشعب الصفية في مدارس تغطي جميع أحياء المدينة.
ويرى معظم الأهالي أن تكاليف التسجيل في رياض الأطفال “باهظة”، حيث يتفاجأ الأهل بارتفاع الرسوم في رياض الأطفال مقارنة مع الأعوام الماضية، يقول جمال المسالمة وهو “عامل” إنه سجل طفله العام الماضي في الروضة ذاتها برسوم لا تتجاوز 70 ألفاً طوال العام الدراسي، ولكن هذا العام تفاجأ بوصولها لـ 350 ألف ليرة سورية، وبيّن أن الروضة أصبحت تُلزم الأهالي بطلبات ثانوية، مثل رسوم إضافية على الزي الخاص بالروضة والخطة التعليمية، وبعض الرسوم الأخرى، والكتب التي لا يتجاوز سعرها 5000 ليرة في أحسن الأحوال.
عبء كبير
مديرة إحدى الروضات رفضت ذكر اسمها تقول: الروضة تحمل عبئاً كبيراً، والكثيرون لا يعرفون ذلك، فنحن ندفع رواتب الموظفين، والتأمين، وإيجار البناء، والكهرباء، وصيانة الروضة بكل ما فيها، كما نوفر الألعاب التعليمية والترفيهية، إلى جانب متطلبات المديرية المرهقة، ونعاني أيضاً من الغلاء، كل ذلك تحمله الروضة على أكتافها.
رد التربية
من جهته ذكر المهندس منهل العمارين مدير تربية درعا أنه تتواجد عدة شعب صفية اعتمدت كرياض أطفال، وتم تأهيل الغرف الصفية في المدارس المحددة لهذه الغاية بما يتناسب مع رياض الأطفال لجهة الأثاث والمستلزمات الأخرى، كما تم تدريب الكادر اللازم للعمل في تلك الرياض، علماً أن هناك مقترحاً لافتتاح شعب رياض جديدة في وقت قريب فور جاهزيتها، والتسجيل مجاني للأطفال ومتاح للجميع، ويهدف إلى التهيئة الجيدة والمناسبة للأبناء في مرحلة الطفولة المبكرة، وتشجيعهم على دخول المدرسة.
وفق الخدمات
وبيّنت رهف عساف رئيسة شعبة رياض الأطفال في مديرية التربية بأن أسعار الرياض وأقساطها تحدد بناء على الخدمات التي تقدمها، لكن هناك تفاوتاً في الأسعار يعود إلى بدل الخدمات التي تختلف من روضة إلى أخرى، كالنقل والتدفئة والرحلات الترفيهية والكتب وبدل اللباس، مؤكدة أنه مع بداية الشهر العاشر من كل عام تبدأ الجولات الاطلاعية على جميع الرياض ضمن المدينة والريف، ليتم من خلالها التأكد من توافق الخدمات المقدمة مع الأسعار التي تتقاضاها الروضة، وفي حال مخالفة أحد الشروط تتم مخالفة الروضة، ويبلغ عدد الرياض الخاصة المنتشرة في محافظة درعا 84 روضة، و6 رياض رسمية موزعة في المدارس كشعب صفية.
البعث