بين أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها محمد أكرم الحلاق، استمرار مشكلة ارتفاع أجور الشحن للبضائع من الخارج، مبيناً أنه قد تصل في بعض الأحيان أجور شحن الحاوية لما يعادل سعرها، ما يعني مضاعفة التكلفة للمنتج.
وأوضح الحلاق أن الأسعار مازالت محافظة على القيم نفسها التي وصلت إليها في شهر أيلول حيث تجاوزت قيمتها 14 ألف يورو، مضيفاً: ومن غير المعروف إلى متى يمكن أن يستمر هذا الموضوع.
وعن تأثير فتح الحدود مع الأردن على تكاليف الشحن بين الحلاق أنه لا يوجد انعكاس ملموس على ذلك، لكون أجور الشحن إلى جميع الموانئ سواء إلى ميناء العقبة أو بيروت أو اللاذقية مرتفعة، مضيفاً: وإن كان هناك توفير في أجور الشحن إلى العقبة إلا أنه يتم دفع الوفر كرسوم عبور ورسوم مرفأ، إضافة لتكاليف الشحن البري إلى سورية.
ولفت الحلاق إلى وجود مشكلة إضافية تزيد من صعوبة شحن المواد وهي تأمين حمولة باخرة كاملة إلى الموانئ السورية، ومن مصدر واحد، معتبراً أن ذلك صعب لكونه لا يوجد اتفاق بين شركات الشحن بهذا المجال.
وأشار الحلاق إلى التسهيلات الحكومية للصناعيين، حيث معظم المواد الأولية مسموح باستيرادها وذلك يشمل أكثر من 95 بالمئة من المواد الأولية الصناعية، كما أن تحديد مدة الإجازة بـ6 أشهر ساهم بحل مشكلة تأخر الشحن، منوهاً بأن وزارة الاقتصاد لا ترد أي طلب استيراد لمواد أولية.
وأكد الحلاق أنه حتى الآن، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف الشحن الذي انعكس على التكلفة لم تشهد منتجات الصناعات الكيميائية في الأسواق أي ارتفاع على الأسعار، بل على العكس هناك العديد من العروض المنافسة بين الشركات على المنتجات، معيداً ذلك إلى أن المعامل وحتى الآن تعتمد على مخازين الأمان من المواد الأولية لديها، مضيفاً: ونحن معتادون على بيت المونة وقد تربينا عليها.
وقال: أضع نفسي كصناعي مع المستهلك في خانة واحدة عند انتهاء المخازين فأنا أتوقف عن العمل وهو يحرم من المنتج.
وعن كمية المخازين لدى المعامل طمأن أمين سر غرفة الصناعة بأنها جيدة، وبأنها تكفي لأكثر من ستة أشهر، وقال: نراهن على حدوث انفراجات خلال الأشهر القليلة القادمة وقبل نفاد المخازين، وذلك ليس على الصعيد المحلي فقط وإنما على الصعيد العالمي بشكل عام وخاصة مع صدور تقارير تفيد ببدء أميركا الإفراج عن الحاويات وخاصة بعد تكبدها أجور أرضيات.
انقطاع ببعض المواد
أنطون بيتنجانة عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق رأى أن آثار كورونا على الاقتصاد العالمي بدأت تظهر بارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل خيالي، والقادم أعظم.
وتمنى بيتنجانة ألا يستمر الارتفاع بتكاليف الشحن بهذا الشكل لوقت طويل، مضيفاً: ولكنه لن يعود كما كان سابقاً، متوقعاً أن يحصل انقطاع ببعض المواد من الأسواق، بسبب عزوف مستوردين عن الاستيراد بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، وأن ذلك سوف يرافقه ارتفاع في الأسعار.
بيتنجانه بيّن أنه لا يوجد خيار حالياً أمام التجار والصناعيين إلا بالاستيراد مجتمعين عبر بواخر ضخمة، ضد الاحتكار الثلاثي لشركات الحاويات ووكلائها عبر بواخر شحن البضائع (بالك)، مضيفاً: ولكن ذلك يحتاج إلى تمويل كبير ما يتطلب منهم التعاون مع بعضهم لتأمين التمويل اللازم، وكسب الوقت.
وأشار إلى أن أسعار البضائع الصينية تشهد ارتفاعاً كبيراً حالياً، وقال: لم تعد الصين العامل المنتج للبضائع الرخيصة وإنما ستكون الصين مصدراً لمنتج غالي السعر، لافتا إلى أن الكثير من الشركات العالمية بدأت بإغلاق مصانعها في الصين والانتقال إلى دول المنطقة.