يواصل سعر الذهب ارتفاعه المتسارع وتسجيله أرقام قياسية جديدة، حيث بلغ سعر الغرام عيار 21 بنشرة اليوم 355 ألف ليرة، و304 آلاف لعيار 18، فيما حددت الجمعية الحرفية للصياغة سعر الأونصة بـ13.250 مليون ليرة، والليرة الذهبية بـ 3.100 مليون ليرة.
ومنذ أكثر من شهر يسجل سعر الذهب ارتفاعاً شبه يومي بالتزامن مع ارتفاع سعر الأونصة عالمياً، وعودة سعر الصرف للارتفاع بالسوق السوداء بعد انخفاض لم يدم سوى لبضعة أيام، في وقت يتراجع فيه التزام الصاغة بالنشرة الرسمية المحددة بحجة ارتفاع سعر الصرف، لتتحكم الفوضى والتفاوت بالأسعار بواقع سوق الذهب.
الخبير الاقتصادي الدكتور شفيق عربش أوضح أن سعر الذهب محلياً مرتبط بسعر الأونصة عالمياً وبسعر صرف الدولار بالسوق السوداء محلياً، فيما تحاول جمعية الصاغة أن تسعر وفق قيمة وسطية بين سعر الدولار الرسمي ونظيره في السوداء، لكن التداول الحقيقي بين الصاغة يتم وفق السعر الموازي، إذ يلجؤون إلى رفع أجرة صياغة الغرام في الفاتورة كوسيلة لتعويض الفارق، فإن كانت تسعيرة الجمعية الرسمية 350 ألف للغرام، فهو يباع عملياً لدى الصاغة بـ370 ألفاً كحد أدنى.
وبيّن عربش أن سعر الذهب بسورية يبقى مرتفعاً سواء ارتفع سعر الأونصة عالمياً وبقي سعر الدولار محلياً على حاله، أو حتى إذا استقر سعر الأونصة وارتفع الدولار، فيما يعتبر السيناريو الأسوأ بارتفاع سعري الأونصة والدولار معاً وهو ما يحدث مؤخراً إلى حدٍّ ما، موضحاً أنه ونتيجة للحالة الاقتصادية العالمية من تضخم وركود فمن المتوقع أن يحطم الذهب الأرقام القياسية السابقة، حيث كان آخر رقم قياسي حوالي 2070 دولار، وقد يتم تجاوزه خلال هذا العام حسب الإجراءات الاقتصادية التي تتخذها الدول الكبرى، فمثلاً إذا أوقف الفدرالي الاحتياطي رفع سعر الفائدة على الدولار سيكون الذهب مرشحاً للارتفاع بقوة.
وحول الادخار أو الاستثمار أوضح عربش أن الذهب يبقى ملاذاً آمناً وتجمد الأموال فيه حفاظاً على قيمتها، إلا أنه بالمقارنة مع العقارات مثلاً فإن مردود الأخيرة من الإيجارات يعتبر أعلى، كما أن العقار لا يخسر أيضاً من كتلته المالية لذلك قد يكون الاستثمار فيها أكثر جدوى وعائد، ومع ذلك فإن السوق راكدة في كلا الاتجاهين نظراً لانخفاض القوة الشرائية للمستهلك.
البعث