بعد حزمة قرارات وتعاميم المركزي الأخيرة، والتي وصفت بالإيجابية إلى حدّ كبير، سرعان ما شهد سعر الصرف في السوق الموازية ارتفاعاً جديداً وصفه اقتصاديون بردّة فعل طبيعية على ما اتُخذ من إجراءات تتجه بشكل أو بآخر إلى استقطاب عمليات الصرافة والتمويل بالكامل إلى الأقنية الرسمية، سواء المصارف أو شركات الصرافة المرخصة، حيث سارع المضاربون إلى رفع السعر مجدداً بعد أن حدّد المركزي سعر صرف الحوالات يوم الخميس الفائت بـ 6500 ليرة، وذلك لضمان مكاسبهم، فيما أبدى المصرف المركزي مرونة أكبر من خلال رفع السعر بنشرة اليوم إلى 6800 ليرة.
أستاذ الاقتصاد بجامعة حلب الدكتور حسن الحزوري رأى أن الارتفاع الأخير شيء طبيعي، لأن قرارات المركزي بالشراء بسعر الصرف المتداول للحوالات والبنوك من الأفراد، يعني تجفيف السوق السوداء، ولطالما هناك فئة تبحث عن القطع لعمليات غير مشروعة كالتهريب والتعامل بالممنوعات، فمن الطبيعي أن يزداد الطلب، وتبقى الزيادة في السوق السوداء حتى نسبة 5% طبيعية، معتبراً أن على المركزي أن ينتقل إلى بيع القطع أيضاً حتى يسيطر ويعيد التوازن للسوق.
وتوقع الحزوري أن يحصل توازن قريباً، حيث افتتحت الأسواق يوم السبت على ارتفاع جديد، لتغلق على مستوى الأسعار نفسه يوم الخميس.
وبالتوازي مع ارتفاع سعر الصرف، تشهد أسعار السلع بمختلف أنواعها ارتفاعاً يومياً خلافاً لوعود التّجار بثبات أو انخفاض الأسعار إثر إلغاء النشرات الرسمية الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية، حيث انعكست الأسابيع الأولى من تطبيق القرار فلتاناً بالأسواق وزيادة متسارعة في الأسعار.
البعث