يدرج على موقع (فيس بوك) أشبه بطرفة يتداولها السوريون قبل الأعياد، وهي الإصرار على كتابة بيت المتنبي: عيد بأي حال عدت يا عيدُ.. بما مضى أم بأمر فيك تجديدُ.
لكن لسان حالهم يتمنى حقيقة أن يعود العيد بما مضى، لأن التجديد الوحيد الحاصل هو أن نسبة (المعيدين) تقل في كل عيد بسبب انخفاض القدرة الشرائية أكثر من العيد الماضي، حتى باتت حلوى العيد وملابسه ترف لا يقوى عليه إلا القليلون جداً.
وفي هذا الإطار، بيّن عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق في تصريح لـ«الوطن» أن الإقبال على شراء مستلزمات العيد من ألبسة وحلويات وغيرها سيكون ضعيفاً جداً خلال عيد الأضحى، وذلك في ظل تزايد ضعف القوة الشرائية للمواطن والغلاء الفاحش للأسعار، مبيناً أن نسبة المواطنين الذين لديهم قوة شرائية جيدة قليلة جداً ولا تتجاوز 0.5 بالألف من المجتمع السوري.
وأضاف: بأنه هناك ارتفاع يومي بأسعار معظم المواد نسبته تتراوح بين 5 و10 بالمئة، ضارباً مثالاً عن بعض المواد التي كان سعرها خلال العام الماضي 100 ألف ليرة ومن المفترض مع تغيرات سعر الصرف أن يصبح سعرها 200 ألف ليرة لا أكثر، لكننا نجد السعر أعلى بكثير والسبب غير معروف للجميع.
وقال: لو كان هناك ارتفاع أسعار خارجي أو ارتفاع في عناصر تكلفة المنتج فإن هناك مبرراً للارتفاع، لكن المشكلة الحقيقية في وجود تشوه بعناصر التكلفة، والتاجر لا يعرف كيف سيتعامل معها. واصفاً واقع السوق بالـ«غريب عجيب»، لأن نفقات العمل التجاري باتت مخيفة ومشوهة بشكل كبير من رسوم وضرائب وغيرها ومبلغ الخمسة آلاف وحتى العشرة آلاف لم يعد له قيمة شرائية.
وأشار حلاق إلى أن إغلاقات المحال التجارية اليوم ليس لها سبب وجيه وواضح، كما أن هناك غياباً لتداول الفواتير بين الحلقات التجارية بسبب وجود خلل بالتكاليف، وليس هناك أي تاجر يستطيع معرفة تكلفة منتجه ونتيجة لذلك نراه يبيع عـ«العمياني».
وبيّن أن الحكومة تظن بأن الاستثمار يعني جلب شخص ما لديه مال لفتح منشأة صناعية، وتعتقد أنها ستشجعه على العمل نتيجة المحفزات والتسهيلات التي تقدمها له وهذا أمر خاطئ، لأن المستثمر لا يهتم بالمخفزات والتسهيلات بقدر ما يهتم بوجود سوق تصريف لإنتاجه والمشكلة أن هذا السوق ضعيف لذا لن يتشجع للاستثمار.
بدوره أوضح أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة لـ«الوطن» أنه دائماً خلال المواسم سواء أعياد أم غيرها نشهد ارتفاعاً بالأسعار وهذا الأمر اعتاد عليه المواطن، مبيناً بأن أسعار اللحوم البيضاء على سبيل المثال ارتفعت بنسبة 20 بالمئة قياساً للعيد الماضي وبهدف إيجاد بدائل عنها أعدت الجمعية كتاباً ستقوم بإرساله لرئاسة مجلس الوزراء يتضمن السماح باستيراد الأسماك كبديل عن اللحوم البيضاء والحمراء نتيجة لاحتوائها على البروتين الحيواني الذي يعوض عن البروتين الموجود في اللحوم.
ولفت إلى أن أسعار الحلويات والسكاكر تعتبر خيالية هذا العيد وحتى الأنواع الرديئة منها ارتفعت قياساً للعيد الماضي بنسبة غير قليلة، موضحاً بأن قرار الحكومة بعدم السماح باستيراد اللوز والجوز والكاجو والفستق الحلبي الذي صدر نهاية العام الماضي يعتبر من أبرز الأسباب التي ساهمت بارتفاع أسعار الحلويات وخصوصاً أن الإنتاج المحلي يعتبر ضعيفاً ولا يغطي الحاجة إضافة إلى ارتفاع سعر الصرف اليومي وتكاليف الإنتاج.
وتوقع أن يكون إقبال المواطنين على شراء الحلويات والسكاكر هذا العيد ضعيفاً جداً وأقل من العيد الماضي ومن سيشتري ستكون الكمية أقل من حاجته، كما أن الإقبال على شراء الألبسة وحتى ألبسة البالة سيكون ضعيفاً جداً باعتبار أن نسبة كبيرة من الناس تكتفي بالشراء خلال عيد الفطر ولا تهتم بالشراء خلال العيد الحالي في ظل ضعف القوة الشرائية وعدم القدرة على شراء الألبسة التي باتت أسعارها خيالية.