احتفل ظهر الخميس الرابع من الشهر الجاري بافتتاح قنصلية جمهورية صربيا في مدينة طرطوس، حيث قام السفير محمد حاج إبراهيم ممثل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد والسفير الصربي فوق العادة في سورية السيد رادوفان ستويانوفيتش والمحافظ فراس أحمد الحامد وأمين الفرع الدكتور محمد حسين ونائب رئيس اتحاد غرف التجارة رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس مازن حماد بافتتاح المقر الكائن في شارع هنانو وسط المدينة.
بعد ذلك أقيم حفل الافتتاح الرسمي في تشيللو بمنتجع جونادا بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهدائنا الأبرار وبالنشيدين الوطنيين لسورية وصربيا وبفيلم قصير عن العلاقات بين البلدين.
كلمة سفير صربيا
ثم ألقى السفير الصربي في سورية كلمة قال فيها:
في البداية، بالنيابة عن حكومة جمهورية صربيا، نود أن نهنئ السيد وليد رفول بمنصبه الجديد كقنصل فخري لجمهورية صربيا في المناطق السورية (طرطوس واللاذقية وحلب وحماة وحمص).
إن الصفات الشخصية والمهنية للسيد رفول معروفة جيداً لجميع الحاضرين هنا، رجل أعمال ماهر، ورجل عائلة بارع، ووطني سوري يتمتع بحس الواجب تجاه مجتمعه، واليوم نحن أيضاً فخورون جداً بالاعتراف به وانضمامه إلينا كعضو جديد في عائلتنا. لأنه بالنسبة لنا، يلعب القنصل الفخري دوراً أساسياً كجسر للتواصل، ليس فقط بين الحكومات والشركات، ولكن أيضاً بين المجتمعات المنتمية.
وأضاف: أود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أهمية سورية بالنسبة لصربيا. ففي عام 1946، كان البلدان من الدول الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة، ومنذ ذلك العام تتمتع سورية وصربيا بتعاون شامل ومثمر، ويدعم كل منهما الآخر خلال المواقف التاريخية المختلفة وخاصة في وقت الحاجة عندما تكون المساعدة هي أكثر أهمية.
قبل أحد عشر شهراً فقط، تعرضت سورية لزلزال مدمر، كان رد فعل الحكومة الصربية سريعاً جداً وكانت واحدة من الحكومات الأوروبية القليلة التي أرسلت مساعدة وبشكل مباشر إلى الشعب السوري، وما يشهد أكثر على الروابط بين البلدين هو حقيقة أن المواطنين الصرب وفي غضون ساعات بعد تلقيهم الأخبار المروعة عن الزلزال، بدؤوا تلقائياً بتأمين المساعدات لسورية وذلك من خلال أشكال ووسائل مختلفة.
وأتذكر المكالمة الهاتفية التي تلقيتها في ذلك الوقت من السفير السوري في بلغراد، سعادة السيد باسم جمعان آغا، الذي أخبرني بأن السفارة السورية ممتلئة حتى السطح بالطعام والملابس التي جلبها المواطنون الصرب، وأنه يناشد علناً عدم إحضار المزيد من الأشياء حتى يتم العثور على المخزن المناسب لها، لكن المواطنين لم يستمعوا واستمروا في إيداع التبرعات لدى السفارة، لم يسبق لي أن شعرت بمثل هذا الفخر بسمة الرحمة الصربية الشهيرة، بل حتى السمة الأكثر شهرة – وهي الرفض العنيد لاتباع التعليمات الواضحة.
وختم كلمته بالقول: لدى سورية وصربيا الكثير لتقدمانه لبعضهما البعض. والدليل على ذلك عشرات الاتفاقيات الموقعة بين بلدينا في العقود الماضية. وآخرها اتفاقية التعاون في مجال الزراعة التي وقعها معالي الوزير محمد حسان قطنا في بلغراد قبل عامين.
إن المعاهدات والاتفاقيات هي مجرد كلمات على ورق إذا لم يكن هناك من يحييها، لذلك أناديكم، وأنادي كل الصرب- هيا لنبدأ بذلك، ومن الآن وصاعداً، لدى صربيا وسورية منزل مشترك في طرطوس ولدينا رجل استثنائي ليربط بيننا، وأغتنم هذه الفرصة لأتمنى لك النجاح وكل التوفيق في دورك الجديد يا صديقي العزيز وليد.
كلمة القنصل الفخري
وألقى القنصل الفخري السيد وليد رفول كلمة قال فيها: اسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم جميعاً في هذا الحفل الذي يتم فيه الإعلان رسمياً عن افتتاح القنصلية الفخرية لجمهورية صربيا الصديقة في طرطوس.
واسمحوا لي أن أتوجه بالشكر الجزيل والتقدير الكبير للحكومة الصربية على اختياري كقنصل فخري لجمهورية صربيا في عدة محافظات سورية، وأن أعبر عن سعادتي بهذا الاختيار راجياً أن أكون عند حسن ظنها بي وأنجح في القيام بالمهام الموكلة لي.
لقد أثبتت السنوات والعقود الماضية متانة العلاقات السياسية بين بلدينا الصديقين، وتعززت هذه العلاقات أكثر خلال الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية من خلال المواقف الإيجابية التي اتخذتها صربيا، حيث رفضت قطع العلاقات مع بلدنا بخلاف معظم الدول الأوروبية لا بل تم في السنوات الماضية توقيع اتفاقيات تعاون في بعض المجالات ومنها المجال الزراعي.
لكن للأسف مازالت العلاقات الاقتصادية بين البلدين أقل من الطموح بكثير، لذلك سوف أعمل بقوة من موقعي الجديد لتطوير هذه العلاقات من خلال التعاون مع السفارة الصربية في سورية والسفارة السورية في صربيا ومع الفعاليات التجارية والاقتصادية في كلا البلدين وأملنا كبير بأن نحقق النجاح المطلوب وخاصة أن الكثير من مقومات هذا النجاح متوافرة.
كل التحية المقرونة بالمحبة لكم وكل عام وأنتم وسورية وصربيا بألف خير بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
كلمة غرفة التجارة
السيد مازن حماد نائب رئيس اتحاد غرف التجارة رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس ألقى كلمة هنأ فيها السيد رفول بمهمته الجديدة مشيداً بدور الفعاليات الاقتصادية في مجال العمل المجتمعي والإنساني إضافة إلى الجانب الاقتصادي، آملاً أن يكون افتتاح القنصلية بداية تعاون جديد يخدم البلدين في جميع الصعد.
تصريح لممثل المقداد
السفير محمد حاج إبراهيم مدير إدارة الشؤون الآفروآسيوية في وزارة الخارجية والمغتربين السورية وممثل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في افتتاح القنصلية قال في تصريح لـ «الوطن»: إن افتتاح القنصلية يشكّل خطوة إضافية تؤكد أن سورية في مرحلة التعافي وأن العديد من الدول العربية والصديقة تحاول سبر سبل الاستثمار وتطوير العلاقات الاقتصادية.
مضيفاً: إن حضور الفعاليات الاقتصادية بهذه المناسبة دليل على رغبة متبادلة من الجانبين في تطوير العلاقات الاقتصادية لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة بين البلدين الصديقين سورية وصربيا.
الحضور
حضر الحفل السادة ممثل وزير الخارجية والمغتربين ومحافظ طرطوس وأمين الفرع والمتروبوليت باسيليوس منصور راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس والشيخ المهندس عبدالله السيد مدير الأوقاف وقائد الشرطة العميد ياسر عبد الرحمن ونائب رئيس اتحاد غرف التجارة السورية رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس.
كما حضره المطران أنطوان شبير راعي أبرشية اللاذقية المارونية ومطران صافيتا للروم الأرثوذكس ديمتري شربل ورئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو وعضوا قيادة فرع الحزب سمير خضر وجمال غزيل وأعضاء مجلس الشعب سهام العثمان ومحمود بلال وأكرم عبد الجليل ورئيسة مجلس المحافظة علياء محمود ونائب المحافظ القاضي حسان ناعوس وأمين عام المحافظة المهندس حسان حسن ورئيس مجلس مدينة طرطوس القاضي محمد زين.
وحضره أيضاً رئيسة غرفة سياحة طرطوس السيدة ابتسام صبح ورئيسة فرع الهلال الدكتورة رنا مرعي ورئيس غرفة تجارة حمص إياد السباعي ونائب رئيس غرفة تجارة اللاذقية أنس جود ورؤساء غرف الزراعة في طرطوس ودمشق وحلب السادة هيثم ضيعة ومحمد جنن ونصر حاج جنيد وقنصل اليونان حازم دانيال وقنصل هايتي روفائيل ضيعة وقنصل بلجيكا إيليا طعمة والعديد من أعضاء الغرف والفعاليات التجارية والاقتصادية والإعلامية.
وكان قد سبق الافتتاح بيوم تكريم 220 من أبناء الشهداء في مركز ثقافي طرطوس بالتعاون بين المحافظة ورجل الأعمال القنصل الفخري لجمهورية صربيا السيد وليد رفول.