وعقب افتتاحه أمس مشروع النفق، قال عرنوس في تصريح للصحفيين: نلتقي دائماً على افتتاح مشروعات خدمية وتنموية كبيرة ليس في مجال الطرقات فقط إنما في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة وغيرها، مضيفاً: «سورية قوية بشعبها وجيشها وقائدها ولا قلق عليها في أي وقت من الأوقات».
وأضاف رئيس مجلس الوزراء: تم التعامل مع المنطقة بشكل علمي دقيق، منوهاً إلى إزالة التجاوزات التي كانت موجودة منذ مدة طويلة والتعاطي معها بشكل كامل لتحسين المنظر الجمالي لهذه المنطقة الحيوية والبنية التحتية فيها.
وأشار عرنوس إلى أن المشروع بدأ بتكلفة 26 ملياراً في عام 2022 وتمت المباشرة بالتنفيذ في شهر أيار من العام الماضي وهو أول مشروع يوضع في الخدمة قبل مدته الزمنية بخمسة أشهر.
معالجة الازدحام
هذا ويسهم المشروع في حل مشكلة الازدحام المروري في المنطقة التي تعد محوراً طرقياً مهماً وحيوياً، ويكتسب أهميته أيضاً لوجود مشافي المواساة والأطفال والشهيد يوسف العظمة 601 والمواساة الخيري في المنطقة.
وجال عرنوس على كل مراحل المشروع واستمع من محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي والمعنيين عن التنفيذ حول الجهود الكبيرة المبذولة من العمال والفنيين والمهندسين لوضع المشروع في الخدمة قبل المدة الزمنية المحددة.
ووجه عرنوس الشكر لجميع العاملين في المشروع ولمؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية التي تلبي فوراً عندما يحتاج أي موقع إلى تدخل سريع وخاصة في الأزمات.
تأهيل البنى التحتية
وشملت أعمال المشروع إنشاء نفق يمتد من عقدة الربوة وحتى عقدة 17 نيسان بإجمالي طول 525 متراً يتضمن مقطعين مغلقين: الأول أسفل تقاطع مشفى الأطفال والثاني أسفل ساحة المواساة وحارتين مروريتين في كل اتجاه داخل النفق وثلاث حارات مرورية في أعلاه بكل اتجاه، إضافة إلى تنفيذ عبّارات لفروع نهر بردى ورفع مصبات الصرف الصحي عن مجرى النهر، وإعادة تأهيل البنى التحتية وتحديثها وتنفيذ خط مياه.
وتضمن المشروع أيضاً توسيع الطريق المتجه من دوار المواساة إلى أوتوستراد المزة والطريق المتجه من نفق 17 نيسان لدوار المواساة، وتنفيذ أرصفة لجميع الطرق المحيطة بالمشروع وزراعتها بالأشجار، إضافة إلى إعادة توزيع الحارات المرورية لطريق الشيخ سعد بزيادة عرض الحارات المرورية للطريق الصاعد من دوار المواساة، وتنفيذ دوار من تقاطع طريق الشيخ سعد مع طريق مشفى المواساة الخيري، وإعادة تأهيل المنصف.
كما تضمن المشروع تنفيذ مدخل خلف مشفى الأطفال لزوار المرضى ومرافقيهم وتجهيز ساحة لتكون استراحة ومكاناً لجلوس الزوار ومرافقي المرضى، وتنفيذ مرآب للسيارات على الزاوية الجنوبية من طريق الشيخ سعد يتسع لنحو 120 سيارة مع زراعة أشجار حوله، وإنشاء دوار في ساحة المواساة لتوجيه الحركة المرورية بالموقع وزراعته وإنارته بما ينسجم مع المكان، وتجهيز حديقتين الأولى بالقرب من دوار المواساة موجودة على المخطط التنظيمي والثانية جانب الطريق المتجه إلى أوتستراد المزة وزراعتهما بأشجار النارنج والزيتون ونباتات الزينة وتركيب أجهزة إنارة.
خبرات وطنية
واعتبرت وزيرة الإدارة المحلية والبيئة لمياء شكور أن إنجاز هذا الصرح الوطني هو برهنة على إمكانيات سورية بمواجهة كل التحديات والظروف المعقدة، مؤكدة أن ما تم إنجازه بكل الجهود المحلية والشعبية يسجل لمحافظة دمشق ولأبنائها.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضافت شكور: المشروع محور مروري مهم يعول عليه في إفساح المجال أمام انسيابية حركة المرور، ما ينعكس أيضاً على الأنشطة الاقتصادية.
وختمت بالقول: «ما تحقق من إزالة للتشوهات بمختلف مشاهدها المسيئة وتحقيق السلامة البيئية ورفع مستوى الخدمات لأهالي دمشق، سينعكس إيجاباً على المواطن».
من جهته أشاد محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي بالجهود والخبرات الوطنية والتعاون الكامل بين مديريات المحافظة والإنشاءات العسكرية لإعادة تأهيل كامل البنى التحتية في الموقع العام والمناطق المحيطة بعقدة المواساة.
واعتبر كريشاتي أن هذه المشروعات تؤكد إصرار سورية وشعبها على إعادة البناء والبقاء رغم كل العقوبات الاقتصادية.
المتحلق الجنوبي
وأضاف كريشاتي: حالياً تتم إعادة تأهيل الطرف الآخر للمتحلق الجنوبي بين العقدة 6 و8، حيث تم إنجاز أكثر من نصف مرحلة الأعمال، على أن يتم وضع فواصل التمدد.
وفي السياق بيّن المحافظ وجود دراسة مع جامعة دمشق للبدء بتنفيذ نفق المجتهد وباب مصلى قبل نهاية العام.
وبيّن مدير الإشراف في المحافظة جوهر حمود أن أعمال التنفيذ فاقت التوقعات من حيث التصميم والأناقة وسرعة الإنجاز، بالوصول إلى الأهداف المرجوة والاعتماد على عدد من الكوادر الوطنية من مهندسين مخضرمين أصحاب خبرة وكفاءة من نقابة المهندسين وأساتذة سابقين في جامعة دمشق.
صعوبات
ولفت إلى متابعة كوادر المحافظة ومؤسسة الإنشاءات العسكرية بدمشق ومختلف المديريات العاملة والعمال ممن وصلوا الليل بالنهار لإنجاز المشروع.
كما أشار الحمود إلى الصعوبات التي واجهت العمل ومنها قدم العبارات وعدد من خطوط الصرف الصحي والبنى التحتية القديمة التي تجاوز عمرها الـ70 عاماً.
وأكد مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق معمر الدكاك أن الانطباعات كانت إيجابية جداً، لافتاً إلى تقديم عدد من التوجيهات على صعيد استمرار العمل ومتابعة تنفيذ المشروعات وإنجازها بالشكل المطلوب، مع إعطاء الأولوية للمناحي الخدمية التي تنعكس إيجاباً على المواطنين وتبسط من إجراءاتهم.
عقدة المجتهد- باب مصلى
وأضاف الدكاك: هناك جملة من المشروعات يتم العمل عليها، منها تأهيل الطرف الثاني من المتحلق الجنوبي، مبيناً أن مشروع عقدة المجتهد باب مصلى موضوع في الخطة للبدء بتنفيذه خلال الربع الأخير من هذا العام، علماً أن الاجتماعات بدأت من الآن للتحضير للمشروع الذي يبلغ طوله ضعف مشروع المواساة بواقع 1100 متر.
من جهته نوه مدير هندسة المرور والنقل في المحافظة سامر حداد إلى أن المحافظة بدأت بإتباع أسلوب تفكير جديد في ظل ازدياد الضغط السكاني وعدد الآليات، انتقلت خلاله من طرح الحلول الإسعافية مثل تغيير الاتجاهات ووضع بدائل طرقية وإيقاف محاور إلى ضرورة الحاجة لتنفيذ عدد من الأنفاق، بحيث تتم المحافظة على الحركة السطحية للآليات وسهولة مرورها داخل الأنفاق.
واعتبر حداد أن لـ«نفق المواساة» انعكاسات إيجابية اقتصادية لجهة سهولة الحركة بين أطراف المدينة ودخول وخروج آمن في منطقة المواساة.
كما نوه إلى دور المديرية في تنفيذ كل أعمال الدهان والفرش الطرقي وتأمين السلامة العامة، كما تم تأمين مرآب بالقرب من مشفى المواساة لاستيعاب السيارات ومنع وقوفها العشوائي في المنطقة، إضافة إلى إيجاد حل مروري في منطقة الشيخ سعد وبدائل إستراتيجية وحقيقية وحلول للاختناقات التي كانت تحصل فيها.
إنجاز مشروعات أخرى
وأشار مدير فرع دمشق لمؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية محمود وسوف إلى سعي المؤسسة لإنجاز المزيد من المشروعات التي تقوم بها الحكومة من خلال المناقصات أو التخصيص من وزارة الأشغال العامة والإسكان، مبيناً أن أكثر من 70 آلية من «جبالات وبلدوزرات وآليات إسفلت ومدادات إسفلت ومضخات وغيرها» شاركت في إتمام المشروع.