تخلّى الذهب خلال اليومين الماضيين عن مجاراته لسعر الصرف ليسجل ارتفاعاً غير مسبوق بعد استقراره الفترة الماضية، حيث ارتفع سعر غرام الذهب عيار الـ 21 قيراطاً في السوق المحلية اليوم ليصل إلى 999000 في حين وصل عيار 18 إلى 850000، ولم يخف أغلب الصاغة ازدياد حركة البيع خلال هذا الشهر بغضّ النظر عن ارتفاع سعره، إذ أكد محمد العوض “صائغ ذهب” ازدياد نسبة الطلب على الذهب خلال الأسبوعين الماضيين بنسبة تجاوزت الـ20% عن الأشهر الماضية، لافتاً إلى إقبال الكثيرين على شراء قطع ذات الوزن الثقيل “ليرات ذهبية- جنزير- أساور …”، وعزا العوض السبب في ذلك إلى تخوّف المواطنين المُقتدرين من الأوضاع السياسية في الدول المجاورة ولجوئهم لتجميد أموالهم بقطع ذهبية في حال اضطرارهم للسفر، مشيراً إلى قيام قسم من “زبونات المحال” ببيع بعض عقاراتهم وتحويل المبلغ إلى قطع ذهبية، تزامناً مع ارتفاع سعر الذهب ومجاراته لأسعار العقارات التي رافقها تخوّف من شرائها بعد كارثة الزلزال، وبات الذهب مصدر الأمان للغالبية العظمى من الأثرياء.
في المقابل أرجع غسان جزماتي رئيس الجمعية الحرفية للصياغة في تصريح لـ”البعث” أن سبب ارتفاع سعر الذهب محلياً إلى ارتفاع سعر الأونصة عالمياً، حيث ارتفعت لأول مرة في التاريخ إلى 2470 دولاراً، وعلى عكس ما يُشاع نفى جزماتي الإقبال الكبير على شراء الذهب اليوم، لافتاً إلى أن الإقبال على شراء الذهب ضعيف حالياً بعد أن وصل سعر الغرام الواحد إلى قرابة المليون، فشراء طقم الذهب الكامل كان يكلّف 30 مليوناً العام الماضي، في حين لا يشتري اليوم أكثر من أسوارة واحدة.
وعن كميات الذهب المباعة يومياً، أكد جزماتي عدم دراية الجمعية بشكل دقيق بالموضوع لعدم وجود ارتباط مباشر بشكل يومي مع الصياغ، منوّهاًً بأن مبيعات الشهر الماضي كانت بحدود المقبولة على عكس السنوات الماضية، خاصّة وأن الاعتماد يكون بشكل كبير في هذا الشهر على شراء المغتربين كون الذهب السوري يعتبر من أجود السبائك عالمياً وتندر نسبة التزوير فيه، إلّا أن الأوضاع السياسية حالت دون وصول الكثيرين إلى البلد هذا الصيف بعد أن اضطروا لإلغاء رحلاتهم، وبالتالي كانت نسبة المبيع لهذه الشريحة ضئيلة جداً.