30 مليار ليرة قيمة وفر المازوت نتيجة تحديث خطوط إنتاج المخابز.. برهوم: مخابزنا مستقرة فنياً وأكثر من 30 مخبزاً أُعيدَ تأهيلها

منذ منتصف العام 2022 وحتى تاريخه يعتبر الوضع الفني للمخابز عموماً مستقراً في سورية خاصة في السنتين الأخيرتين، حيث جرى إعادة تأهيل حوالي 80٪ من المخابز من قبل المؤسسة والمنظمات الدولية بالتوازي مع الانطلاق بمسار التوسع للمناطق التي مخابزها خارج الخدمة، والتأكيد خلال الأيام القادمة على رفع كفاءة الخطوط الإنتاجية بتحسين شروط العمل والإنتاج، حسب تصريح معاون مدير عام المؤسسة السورية للمخابز للشؤون الفنية المهندس علي برهوم 

نتائج مثمرة
بالتالي، كشف برهوم أنه نتيجة لتحديث خطوط الإنتاج وبعد وضع معايير جديدة لمخابزالدولة، تحقق وفر كبير بما يخص الميزانية العامة من خلال توفير مادة المازوت بحوالي 30 مليار ليرة، إضافة إلى ربط العمر الزمني للآلات بالطاقة الإنتاجية لخط الإنتاج، بعد أن كانت المعايير السابقة غير قادرة على ضبط الموضوع، إذ ليس من المعقول العمل بـ 15 طناً على خط استطاعته 3 أطنان فقط، فتم ربطه بالطاقة الإنتاجية ومصدر المادة، بعد أن كان سابقاً مجموع أعمار القطع المكونة للخط مضروباً بعدد الخطوط في سورية حوالي 450 ألف شهر فأصبح حالياً 1,5 مليون شهر وصار لدينا توفير كبير بحجم الصيانة.
وتابع: نعمل بالوقت الحالي على استخدام وتركيب الطاقة الشمسية في تشغيل المخابز، فانتقلنا بذلك من المحاور الأساسية إلى رفع التقنيات المستخدمة وتوفير الجهد وتقليص عدد ساعات العمل، فبعد أن كان الخط القديم يحتاج زمنياً 2,5 ساعة للطن أصبح الآن يحتاج 1,5 ساعة، وهذا ينعكس إيجاباً على المازوت وساعات العمل وأشياء أخرى.

العمل بالتشاركية
ولفت برهوم إلى تنشيط ملف المنظمات والاهتمام به وصولاً إلى علاقة سليمة وتنسيق مباشر مستمر كون الشركة خاسرة وإمكانياتها محدودة، حيث تدخلت المنظمات في محافظات الزلزال الأربع (طرطوس وحلب واللاذقية وحماة) بإنجاز عمل مميز في 2023 بالتدخل في 40 موقعاً تقريباً أصابها الزلزال، منوهاً بدور المجتمع الأهلي المتميز بمساهمته أحياناً بجزء من العمل أو بكامله أو تقديم قسم من الآلات كما فعل في مخبز الرحيبة بريف دمشق بتقديم المبنى والآلات ومجموعة التوليد وتقديم المؤسسة للمولدة عن طريق إحدى المنظمات الدولية.
ويتم تشغيل المخابز حصرياً من قبل المؤسسة، أما الأفران الخاصة فلها سقف من المخصصات ويكون الضمان مخابز الدولة، مشيراً إلى مساهمة المجتمع المدني في النبك بتركيب بعض الآلات وكذلك في قطنا والقطيفة، حيث تم حالياً الانتهاء من مرحلة الهيكل لمخبز الناصرية والمباشرة بالإكساء، إضافة لتجهيز مخبز كفر شمس في درعا، وتركيب الآلات عن طريق إحدى المنظمات والمؤسسة حسب إمكانياتها، و كذلك الحال في منطقة الحميرة، قدم المجتمع المخبز على الهيكل كاملاً وسيجري العمل لإدراجه في خطة المؤسسة لعام 2025، وفي الزويتينة بحمص أيضاً ساهم المجتمع المحلي بإنشاء المخبز لكنه توقف بسبب خلاف مع الزراعة لنقل الملكية وحالياً قيد الحل، في حين قدم المجتمع الأهلي في حمام القراحلة مخبزاً نموذجياً كاملاً للبناء والآلات ولم تتكلف المؤسسة بليرة واحدة.

((قدم المجتمع الأهلي في حمام القراحلة مخبزاً نموذجياً كاملاً للبناء والآلات ولم تتكلف المؤسسة بليرة واحدة))

وأضاف: نسوِّق لروح المنافسة في أي مجلس أو اجتماع بين المحافظات للتشجيع على المساهمة الفاعلة حيث يوجد فعاليات اقتصادية تبنت تقديم خط الإنتاج والآلات ومجموعة التوليد، وتقوم المؤسسة بالأعمال المدنية لتأهيل أحد الأفران المدمرة في دمشق من قبل غرفتي التجارة والصناعة المركزية.

خطة العمل الحالية
وبهذا الصدد قال: أدخلنا مخابز جديدة بالخدمة ضمن خطة العام كمخبز ببيلا ويلدا، وتأهيل مخبزين بالمليحة والميادين بدير الزور والتبنة وغيرها، لافتاً أيضاً لوجود خطة قصيرة موضوعة لتأهيل مناطق ريف حلب الشمالي وإدلب عقب التحرير القريب لإعادة تأهيل مخابز هذه المناطق، بعد أن تم إعادة تشغيل 4 مخابز بإدلب في (خان شيخون وسنجار وأبو الظهور ومعرة النعمان) الذي انتهت فيه الأعمال المدنية، والآن بطور تركيب الآلات وتخديم المنطقة كما ذكر، ليصل عدد المخابز التي أُهلَت وأُدخلَت في الخدمة هذا العام إلى أكثر من 30 مخبزاً، حيث بلغ مجموع عدد المخابز التابعة للسورية للمخابز 217 مخبزاً منها 143 مخبزاً احتياطياً يعمل بنظام الإشراف و 74 مخبزاً آلياً يعمل بنظام الإدارة والتي تعمل بمجملها بمخصصات يومية 2731,5 طناً وتنتج ما يقارب 3 ملايين ربطة خبز يومياً.

الخطة المستقبلية والاستثمارية
وبالنسبة لخطة الإنجاز لعام 2024 كأعمال مدنية، أوضح بقوله: أحياناً تتأخر قليلاً كونها تحتاج الدراسات، مع أننا نفذنا قسماً كبيراً منها، لأن جزءاً منها على الجاري وجزءاً آخر على الاستثماري، مبيناً الجاري ننفذه والاستثماري بمرحلة تصديق العقود، وسيكون خلال الشهرين القادمين نسبة التنفيذ 100٪ أما لتاريخه فقد أنجز تقريباً من الخطة الموضوعة نسبة 75٪.
وبيَّن أن لدى المؤسسة خطة من خلال تقديم الأفكار وتطويرها، وخطة أخرى اعتيادية استثمارية ترفع للمالية لاعتمادها وتشمل المباني والآلات والتحديث وتأمين مستلزمات العملية الإنتاجية، وقبل نهاية العام بأربعة شهور ترفع خطة عمل المؤسسة مع المنظمات الدولية ليتاح لهم فرص الدراسة وتجهيز التمويل اللازم لجهوزية التدخل في العام القادم.

الأفران المتنقلة
واعتبر تجربة الأفران المتنقلة غير عملية لمشاكلها الكثيرة، حيث أدخلت الخدمة لفترة بطريقة إسعافية، علماً أن طاقتها الإنتاجية اليومية خلال 24 ساعة عمل لا تتجاوز بحدها الأعظمي 3 أطنان فقط، إضافة لأعطالها الكثيرة وإنتاجها البطيء ولا تلبي الغرض كالأفران الثابتة الأفضل بإنتاجها وتخديمها الأكبر، وجرى سابقاً وضع بعضها في منطقة عين عيسى بالرقة لتخديم الوحدات العاملة فيها لصعوبة إيصال الخبز آنذاك وكذلك إدخالها للغوطة، وحالياً يوجد مخبز صغير منها في معمل الدوير بدمشق، مبيناً أنها حالة اضطرارية مباشرة ولم تلغَ تماماً إنما يُلجَأ إليها في الحالات الطارئة.

الازدحام .. المشكلة القائمة
ولتخفيف مشكلة الازدحام على الأفران، قال: نحاول قدر الإمكان إقامة الأكشاك وزيادة نوافذ البيع وزيادة عدد المعتمدين بتوزيع المادة ما بين المعتمدين والبيع المباشر حتى يخف الازدحام، معتبراً أن المواطنين يفضلون أخذ الخبز من المخابز مباشرة، وبنظره أن الازدحام يكون في أوقات معينة مثلاً صباحاً قبل الذهاب للعمل أو بعد انتهاء الدوام الرسمي وأنه بشكل عام ليس ازدحاماً بقدر ما هو اختناق مؤقت لساعة معينة كما يرى.
ويكمل: ننطلق بأفكارنا لتقديم السورية للمخابز أفضل رغيف للمواطن والعمل على توفير كل ما يلزم لإنتاج رغيف خبز بجودة متناهية، ولهذا نركز على الاستقرار الفني لخطوط الإنتاج وخبرة اليد العاملة ونوعية المواد الداخلة في العملية الإنتاجية، والأمور جيدة حالياً وخطوط الإنتاج مستقرة فنياً، رغم إنه لدينا قلة في العمالة على مستوى المؤسسة بالخبرة الفنية، خاتماً بأنه على مساحة القطر لا يوجد أي تعثر في صناعة رغيف الخبز، إنما هناك تمايز بين مخبز ومخبز نتيجة فرق الخبرة الفنية، فالآلة هي نفسها والمواد المكونة هي نفسها، إنما خبرة العامل تختلف من شخص لآخر.

 

شارك