بعدما حطّمت أسعاره كلَّ الأرقام القياسية.. الذهب يفقد بريق البيع والركود يسيطر على السوق في “عزّ مواسمه”

فرضت الأسعار القياسية التي سجّلها الذهب مؤخراً نفسها على حركة البيع والشراء في محافظة درعا، حيث تشهد السوق حالة غير مسبوقة من الجمود، في وقت كان ينتظر فيه تجار الذهب أن يلعب الصيف، وبفعل ما يحمله من مناسبات زواج ومواسم زراعية، دوراً في تحريك سوق المعدن “الأصفر” كما جرت العادة في مواسم سابقة.

وسجلت أسعار الذهب في السوق المحلية أرقاماً قياسية مؤخراً نتيجة تأثرها بارتفاع سعر الأونصة العالمية، ووفقاً لنشرة جمعية الصاغة ليوم أمس الإثنين، بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 مليوناً و٢٣ ألف ليرة للمبيع، ومليوناً و٢٢ ألفاً للشراء، بينما بلغ سعر الغرام عيار 18( ٨٧٦٨٥٧) ألفاً، مع الإشارة إلى أنّ سعر الذهب في السوق المحلية حطّم الرقم القياسي مطلع الأسبوع الجاري، إذ ارتفع سعر مبيع غرام الذهب عيار 21 إلى مليون و٣١ ألف ليرة سورية.

وعلى وقع هذه الأرقام القياسية، وصف عدد من تجار الذهب حالة ركود السوق بغير المسبوقة، في إشارة إلى تراجع حركة شراء ذهب الزينة إلى حدودها الدنيا واقتصارها فقط على بعض قطع من المشغولات البسيطة، فيما اقتصر اقتناء الذهب بقصد الادخار على المقتدرين مادياً وممن لديهم فائضٌ من السيولة المالية.

وأشار أحد أصحاب محال الصاغة في مدينة درعا، إلى أنّ التراجع الشديد في الطلب على المعدن النفيس وفي مثل هذا الوقت من العام، يعد مؤشراً سيئاً، حسب وصفه، إذ غالباً ما كانت تشهد مواسم الصيف وما يتخللها من مناسبات زواج ومواعيد جني المحاصيل الزراعية، إقبالاً على الذهب بغرض الزينة أو الادخار، وكان ينظر إلى هذه المواسم كمحرك رئيس لأسواق الذهب التي طالما كان ينتظرها التجار.

وأكد التاجر أنّ الطلب على الذهب في مناسبات الزواج بات يشهد تراجعاً عاماً بعد آخر، ففي حين كانت تصل فاتورة المقبلين على الزواج سابقاً إلى أكثر من ٥٠ غراماً، اقتصرت مؤخراً على اقتناء خاتم فقط، وكثيراً ما يتم الاستغناء عنه – أي الخاتم- بعدما وصل سعره إلى أكثر من ستة ملايين ليرة.

بدوره، كشف أحد التجار أنّ أسعار الذهب في السوق المحلية خلال السنوات الماضية كانت رهينة أسعار الصرف، لكنها مؤخراً ارتفعت بفعل أسعار الذهب عالمياً، مشيراً إلى أنّ سعر غرام الذهب في مثل هذا الفترة من العام الماضي كان قريباً من حاجز الـ٧٠٠ ألف ليرة تقريباً، ليرتفع وصولاً إلى مليون و٣١ ألف ليرة، علماً أن هذا الارتفاع حدث بالرغم من استقرار سعر الصرف خلال الشهور الماضية.

وتوقع التاجر أن تظل أسعار الذهب في السوق العالمية مستقرة على الارتفاع متأثرة بالأحداث العالمية، ما سيكون له انعكاس مباشر على السعر محلياً، معرباً عن أمله في أن تشهد السوق تنشيطاً لحركة الطلب على ذهب الادخار، إذ لا يزال “الأصفر” ملاذاً آمناً رغم ارتفاع سعره، على حدّ رأيه.

وشهدت المناسبات الاجتماعية، وفي مقدمتها الزواج، تغيراً في الأولويات، حيث باتت تشهد حضوراً خجولاً للمعدن الأصفر، بعد مناشدات أطلقتها فعاليات اجتماعية للتخفيف من الأعباء والتكاليف.

وأكد المحامي زكريا السعدي أنّ الذهب، وإن غاب عن مراسم الزواج، إلّا أنه عاد من بوابة مؤخر الصداق والذي أصبح يتم تحديده بالذهب، حيث يتفاوت بين منطقة وأخرى ليتراوح بين ١٠ إلى ٥٠ غراماً، فيما يفضل البعض أن يكون المؤخر بالليرات الذهبية، مبيناً أنّ هذه الفكرة شهدت رواجاً في كثير من مناطق المحافظة حفاظاً على حقوق الزوجة بعد ما حصل من معدلات تضخم عالية، إضافة إلى كبح جماح ظاهرة الطلاق التي تزايدت معدلاتها في الفترة الأخيرة.

شارك