وجاء في كلمة رضا سعيد: إن اختيار جامعة دمشق لاستضافة هذا المؤتمر الدولي المهم، يؤكد الدور الريادي لهذه الجامعة في تبني التقنيات الحديثة وتسخيرها لخدمة الإنسانية جمعاء، كما يعكس إيماننا الراسخ بأهمية البحث العلمي والابتكار في مواجهة التحديات المستقبلية، وسعينا الدائم لتوفير بيئة علمية محفزة تشجع على الإبداع والتميز.
وأعرب سعيد الذي يعتبر أحد رواد النهضة العلمية عن فخره العميق واعتزازه الكبير بما وصلت إليه جامعة دمشق العريقة من مكانة مرموقة على الصعيدين المحلي والدولي، مبيناً أن حلمه كان عندما تأسست الجامعة عام 1923 أن تكون منبراً للفكر والإبداع وملتقى للعقول النيرة في مختلف أرجاء الوطن العربي وكل أنحاء العالم وأن تسهم في إثراء الحركة العلمية والتنموية بالمجتمع وفتح آفاق جديدة أمام الأجيال القادمة.
وبدأت على مدرج جامعة دمشق أمس أعمال المؤتمر الدولي الأول من نوعه حول الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية، حيث أكد رئيس جامعة دمشق محمد أسامة الجبان مشاركة عدد من الباحثين من عدة دول عربية، لعرض الأوراق العلمية على مدار 3 أيام حول الذكاء الاصطناعي.
وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح أن المؤتمر يكتسب أهمية بالغة من المحاور التي سيتطرق لها بعمق وشمولية من خلال الأوراق البحثية المشاركة في جلساته، فضلاً عن الورشات العلمية التفاعلية التي تشارك فيها الفرق الشبابية، بهدف تسليط الضوء على دور الشباب السوري في التخطيط الإقليمي بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية.
محاور المؤتمر
وأكد الجبان أن الأوراق العلمية تتركز حول إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الشمول المالي الرقمي، وتفعيل آلياته في صناعة السيارات وأخلاقياته ومخاطره وحاجته للتنظيم القانوني واستخدامه في الحروب العسكرية وأثره في الأمن الدولي، إضافة إلى واقع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي واستخدامه في الأمن المعلوماتي والذكاء الصنعي في زرع وتعويض الأسنان وتعقب حركات الفك.
وأشار إلى أن المؤتمر يستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الشعاعي للوجه والفكين بالتصوير الرقمي والمسؤولية الجنائية للذكاء الاصطناعي ومستقبل الأعمال معه ودوره في تطوير تعليم التصميم المعماري والتكامل الإبداعي بين العلوم والفنون في تعليم التصميم وتعزيز الطلاقة الفكرية.
وحسب الجبان سعت جامعة دمشق خلال السنوات الماضية لتطوير البحث العلمي والارتقاء بمخرجاته، مضيفاً: وإدراكاً منها لأهمية هذا الأمر خصصت الجامعة جزءاً من إمكانياتها لدعم الباحثين وتحفيزهم على النشر الخارجي مادياً ومعنوياً، ونظراً لأهمية النشاطات العلمية ودورها في إتاحة الفرصة للباحثين والمختصين لتوليد الأفكار والاطلاع على المستجدات العلمية، كان هذا العام حافلاً بالنشاطات العلمية المختلفة، وشمل معظم الكليات والمعاهد العليا بهدف الوصول إلى تعاون علمي وبحثي في مختلف المجالات العلمية والمعرفية.
وأضاف: إن هناك فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة والاطلاع على أهم التجارب العالمية في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التخطيط الإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع، وخاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم لأنظمة الذكاء الصناعي واستخدام تقنياته في مختلف المجالات، ومنها تحسين وتطوير التعليم كأسلوب وأدوات، حيث يعد التعليم أحد أهم المجالات التي تشهد استخداماً متزايداً لتطبيقات الذكاء الصناعي، وكذلك تمتلك آفاقاً واسعة لتطوير هذا الاستخدام في المستقبل.
تحسين المناهج
وفي كلمة له أكد رئيس جامعة عجلون الوطنية فراس الهنانده أهمية استكشاف دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعليم العالي وتقديم خدمات مجتمعية متطورة، ولاسيما أنه يعد أداة قوية يمكنها أن تحدث تحولاً جذرياً في تقديم التعليم وتعليمه.
واعتبر أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات التعليمية يمكن من خلاله رصد أداء الطلبة واحتياجاتهم ما يساعد على تحسين المناهج الدراسية وتطوير إستراتيجيات تعليمية جديدة، كما يتيح تحسين تجربة التعليم من خلال أدوات مثل المساعدات الذكية والدروس التفاعلية والمنصات التعليمية الذكية التي تدعم التعليم الذاتي والتفاعلي، كما يمكن أن يلعب دوراً بارزاً في تحسين جودة الخدمة المجتمعية
وأضاف الهنانده: إن خريجي دمشق قدموا إسهامات ملحوظة وتركوا بصمة واضحة في الأردن وأثبتوا تميزهم في مختلف المجالات.
من جهته أشار عميد كلية الهندسة المعلوماتية عمار الجوخدار في تصريح لـ«الوطن» إلى أهمية لقاء الباحثين لتبادل الخبرات وصولاً إلى تعاون بين مختلف الجامعات وإسقاطه في المجال التطبيقي على أرض الواقع ما ينعكس على الطلاب والاطلاع على تجارب الآخرين.
ولفت إلى إنشاء مركز الذكاء الاصطناعي في الأردن لتعزيز التعاون الأكاديمي بين الباحثين والطلاب على مستوى الجامعات العربي وتطوير برامج تعليمية مبتكرة، مضيفاً: نرغب الوصول إلى اتفاقيات بين جامعة دمشق والجامعات الأخرى وخاصة أن قانون تنظيم الجامعات الجديد يتيح المرونة على عدة مستويات وتوقيع اتفاقيات مع جامعات محلية وعربية.
استبدال الإنسان بالآلة
وأشار عميد الكلية إلى التركيز على عدد من الجوانب السلبية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أهمها محاولة استبدال الإنسان بالآلة وارتفاع مستوى البطالة على حساب الجهاز المنفذ للعمل ما يركز الأموال والأرباح بأيدي الجهة التي تستطيع شراء الآلات الذكية، مضيفاً: هذا الأمر يحدث بشكل تدريجي، ومن خلال المؤتمر نحاول الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وإيجابياته الكبيرة.
كما لفت إلى أن الجامعة كانت سباقة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تأسس قسم خاص بجهود مشتركة مع أساتذة وباحثين من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا عام 1983 ما أسهم بانطلاقة سريعة ومتوازنة غطت عدداً كبيراً من مجالات الذكاء الصنعي، وأسفرت عن العديد من مشاريع الماجستير والدكتوراه والمنشورات العلمية، وأما قسم الذكاء الاصطناعي كاختصاص جامعي تأسس مع إحداث كلية الهندسة المعلوماتية 1999.
وأكدت المعلومات الرسمية أنه تم خلال السنتين الماضيتين تنفيذ أكثر من 70 بحثاً علمياً من طلبة الماجستير والدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي نظراً للأهمية الكبيرة يحظى بها وارتباطه بالعديد من المجالات.