انقطاعات الكهرباء وسوء الطريق وصعوبة تأمين أسواق خارجية للبضائع المنتجة، أبرز مشكلات مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب…! مدير الاستثمار: منحنى الاستثمار في المدينة آخذ في التصاعد والمشكلات تُحل بالتشارك مع الصناعيين

تعد المدينة الصناعية في الشيخ نجار من أهم المدن الصناعية في سورية، حيث تعادل مساحتها مساحة مدينة حماة تقريباً وتضم مئات المنشآت الصناعية في جميع القطاعات، لكنها تعرضت للأسف خلال سنوات الحرب إلى التخريب والتدمير الممنهج ماأدى لتعطل انتاج العديد منها، مع هجرة عدد من صناعيها إلى دول عربية وأجنبية، لكن صناعييها المتبقين أصروا على ترميمها ومعاودة الإنتاج ولو بطاقات أقل بغية المساهمة في إعادة النشاط والحياة إلى هذه المدينة الصناعية الهامة وإن كان هذا يفرمله العديد من المشكلات والصعوبات التي يتم العمل على تذليلها ضمن الإمكانات المتاحة.

انقطاعات متكررة

ولعل أبرز هذه المشاكل التي تؤثر على العملية الإنتاجية تتمثل في الواقع الفني المتردي لمحطات التحويل الكهربائية، التي تحتاج إلى الإصلاح والتأهيل تجنباً للانقطاعات المتكررة والأعطال المتزايدة، التي تؤثر سلباً على القطاعات الأربعة، من دون تجاهل ميزة تزويد الكهرباء للمنشآت الصناعية على مدار اليوم، لكن هذه الميزة تفقد قيمتها مع استمرار هذه الانقطاعات التي تلحق أضراراً كبيرة للصناعيين.

وهو ما يؤكده عضو غرفة صناعة وتجارة حلب محمد صباغ، الذي يملك معملاً في المدينة الصناعية في الشيخ نجار، حيث أشار إلى وجود محطتي تحويل كهربائي في المدينة الصناعية، لكنهما بحاجة إلى إصلاح وتأهيل فعلي، فشركة الكهرباء بحلب تبادر دوما بإصلاحات دورية لكنها مؤقتة وجزئية، فسرعان ما تعود الأعطال إليهما من جديد نظراً لوضعهما المتردي، وهذا يتسبب في حصول انقطاعات متكررة تؤثر سلباً على الصناعيين، الذين يطالبون بصورة مستمرة بإصلاح واقع هاتين المحطتين بشكل متكامل بغية تمكين المنشآت الصناعية من الانتاج بطاقة إنتاج أكبر والتنافس مع الصناعيين في المدن الصناعية المماثلة كعدرا وحسياء وخاصة في ظل الواقع الاقتصادي الصعب والعقبات التي تحول دون الإنتاج المأمول كما يطمح الصناعيون .

*الاستثمار في الطاقات المتجددة

ولفت الصناعي صباغ إلى التخطيط لإنشاء محطة ثالثة بغية تحقيق الاستقرار في تأمين الطاقة الكهربائية للمدينة الصناعية، لكن ذلك لم يتحقق بسبب عدم تأمين التمويل الكامل، مشيراً إلى ضرورة تحقيق الاستقرار الكهربائي من أجل استمرارية تشغيل المنشآت الصناعية على اختلاف قطاعاتها.

ودعا صباغ المستثمرين إلى الاستثمار في الطاقات المتجددة في المدينة الصناعية في الشيخ نجار أسوة بالمدن الصناعية الأخرى، وهو ما يسهم في تحسين التغذية الكهربائية وتخفيف الضغط عن الشبكة العامة التقليدية ويحل مشكلة الصناعيين، ما من شأنه تحسين الواقع الصناعي في هذه المدينة الصناعية الهامة.

*صيانة الطرقات

وأكد الصناعي صباغ ضرورة صيانة وتعبيد الطريق الى المدينة الصناعية في الشيخ نجار بعد تضرره الشديد خلال سنوات الحرب، على نحو يلحق أضراراً إضافية على الصناعيين والمستثمرين الراغبين في الاستثمار ضمن أراضي المدينة الصناعية.

وأشار الصناعي صباغ إلى إنه دون هاتين المشكلتين، يعتبر واقع المدينة الصناعية في الشيخ نجار جيداً في ظل منحها الاهتمام ضمن الإمكانات المتاحة.

*التشارك مع الصناعيين

وقد تواصل “سيريا هوم نيوز” مع بشار فتال مدير الاستثمار في المدينة الصناعية بحلب، الذي أكد أن المدينة الصناعية بحلب تتميز بتوفر التيار الكهربائي على مدار ٢٤ ساعة، رغم وجود بعض الانقطاعات يتم العمل على معالجتها بصورة دورية، إضافة إلى وجود نوعين من المياه، مياه الشرب ومياه صناعية معدة للاستخدام في مجال الصناعة.

ولفت فتال إلى مشاركة الصناعيين في اتخاذ القرارات التي تمس الصناعيين من خلال ممثليهم في مجلس المدينة الصناعية بحلب، الذي يعمل على حل الصعوبات التي قد تواجه الصناعيين والمستثمرين.

*أبرز المشكلات..؟!

ولفت فتال إلى أن أبرز المشكلات التي تواجه الصناعيين في المدينة الصناعية تتمثل بقلة اليد العاملة الخبيرة، وصعوبة تأمين أسواق خارجية للبضائع المنتجة، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة وتأثيرها على المواد الأولية وآلات الإنتاج.

في تصاعد

ولكن رغم هذه الصعوبات، التي يحاول مجلس إدارة المدينة الصناعية تذليلها بعد التشاور والمناقشة مع الصناعيين، يؤكد فتال أن منحنى الاستثمار في مدينة الشيخ نجار الصناعية آخذ في التصاعد، حيث بلغ عدد المقاسم المخصصة حتى تاريخه ٤٨٤٤ مقسم من مختلف أنواع الصناعات وعدد رخص البناء ٣٦٣٠ منها ٥٩ رخصة خلال هذا العام، في حين بلغ عدد المباشرين في البناء ١٣٤٦ منهم ١٢٥ باشر هذا العام.

تسهيلات مشجعة

وأشار فتال الى أن حجم الاستثمار بلغ ٨٣٣ مليار ليرة سورية وعدد المنشآت المنتجة ٩٦٠ من مختلف أنواع الصناعات ( غذائية – هندسية – كيميائية – نسيجية)، لافتاً إلى تقديم كل التسهيلات للصناعيين والمستثمرين السوريين والعرب والأجانب من خلال تسهيل إجراءات التخصيص بمقاسم مخدمة بالبنى التحتية وبسعر التكلفة وبالتقسيط، إذ يصل التقسيط في بعض المشاريع إلى عشرين عاماً، إضافة إلى تسهيل إجراءات الترخيص للبناء والترخيص الإداري وسرعة إنجاز المعاملات من خلال مبنى النافذة الواحدة الذي يضم ممثلين عن معظم الجهات العامة التي يحتاجها المستثمر لإنجاز معاملاته.

*استثمارات عربية واجنبية

وعند سؤاله عن عودة الاستثمارات العربية والأجنبية وحتى الصناعيين الذين هاجروا إلى دول عربية وأجنبية تحت تأثير الحرب وتداعياتها بين مدير الاستثمار في المدينة الصناعية أن الاستثمارات العربية والأجنبية ما زالت مستمرة في المدينة الصناعية، إضافة إلى تقديم التسهيلات للمستثمرين السوريين في الخارج لنقل مشاريعهم إلى المدينة الصناعية بحلب.

*تخصيص مواقع لمشاريع الطاقة

وفيما يخص الاستثمار في مشاريع الطاقة البديلة أكد فتال انه تم تخصيص عدة مواقع للاستثمار في مجال الطاقة البديلة، علماً انه تم خلال آخر اجتماع لمجلس المدينة الصناعية بحلب الموافقة على طرح موقع للاستثمار بموجب مزايدة علنية وفق دفتر شروط معتمد، إضافة إلى الموافقة على إعداد دفتر شروط لموقع آخر بمساحة ٣٥ هكتار.

شارك