مستشار هندسي يطرح حلولاً عملية كخارطة طريق إلى التنمية المستدامة

قطاع البنية التحتية، بدءاً من فعالية التخطيط، مروراً بالتحديات الاقتصادية وصولاً إلى الحلول الذكية والتمويل البديل، أهم ما استعرضه المهندس الاستشاري محمد العويس، وأزاح في حديثه لـ”الثورة” الستار عن العديد من القضايا الجوهرية.

المهندس العويس، تحدث بداية عن أهمية الخطط الهندسية في تحقيق التنمية المستدامة ضمن مشاريع البنية التحتية، مشيراً إلى ضرورة الاطلاع على التجارب العالمية لتجنب الأخطاء وتكرار العقبات.

وأوضح أن أبرز التحديات الاقتصادية يعود إلى صعوبة الوصول إلى تمويل ميسر، وتطوير حلول ذكية تتضمن استقطاب الاستثمارات والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.

ضبط الميزانيات والإنفاق

وأكد أهمية توافق كفاءة الإنفاق في المشاريع مع العائد الاقتصادي المتوقع، مشيراً إلى أن ذلك من خلال الأدوات مثل: (ضبط الهدر، وإعادة تقييم البنود التعاقدية، وإيجاد حلول محلية بديلة وإعادة استخدام الردم الناجم عن بعض الأبنية المهدمة بعد خلطها وطحنها واختبارها وتعديل نظام العقود المجحف وفق القانون 51)، لأن العقود غير المتكافئة لا تدوم.

المستشار الهندسي لفت إلى ضرورة إيجاد توازن بين الدراسات الهندسية واستخدام المواد المحلية من دون التأثير على جودة المشروع وذلك من خلال مراجعات هندسة قيمية لبنود الأعمال value engineering، مع مراعاة الديمومة والاستثمار الأمثل للموارد.
وتطرق إلى أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعتبر حجر الأساس للنجاح، مبيناً أهمية تكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات لتحقيق أعلى كفاءة ممكنة في تنفيذ المشاريع الهندسية.

وشدد المهندس العويس على ضرورة رفع مستوى تأهيل الكوادر المحلية ووضع خطط تدريبية عملية في المشاريع الجاري إنجازها، كي تسهم في تعزيز قدراتها لمواكبة المعايير العالمية، وإعادة النظر في مناهج الهندسة بتفعيل الجانب العملي بالجامعات.

وأضاف: يمكن استخدام خطط الاستجابة للمخاطر وخطط الطوارئ والمرونة في التخطيط، لمواجهة الأزمات الاقتصادية الراهنة وضمان استمرارية تنفيذ المشاريع.

نماذج تمويل بديلة

وفي معرض حديثه أشار العويس إلى تجارب بعض الدول في إنشاء صناديق تمويل بديلة، وأهمية الاستفادة منها لتسريع وتيرة إعادة الإعمار وتنفيذ المشاريع الكبرى، وعرض فرص واعدة للمستثمرين، وفق الأولوية للاحتياجات الفعلية للمجتمع و تقديم تسهيلات مشجعة لهم.

وسلط الضوء على ضرورة الاستفادة من دروس وتجارب الدول الأخرى في المنطقة، وأهمية إقامة بنك معلومات وطني في هذا الخصوص يكون نواة لمرحلة إعادة الإعمار.

شارك