اليورو يتراجع والدولار يرتفع بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك

تراجع اليورو إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع في تعاملات يوم الإثنين، بينما حقّق الدولار مكاسب طفيفة، بعد أن هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من اثنين من أكبر شركاء أميركا التجاريين، اعتباراً من الأول من أغسطس آب.

في سوق العملات المشفّرة، قفزت «بتكوين» إلى مستوى قياسي جديد، متجاوزة حاجز 120,000 دولار، مع تنامي الرهانات على تحقيق مكاسب تنظيمية طال انتظارها للقطاع هذا الأسبوع.

وسجّلت العملة الرقمية الأكبر في العالم ارتفاعاً بنسبة 2.6% لتتداول عند 122,248.59 دولاراً، بينما ارتفعت «إيثر» بنسبة 2% لتصل إلى 3,052 دولاراً.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن يوم السبت عن الرسوم الجمركية الجديدة عبر رسالتين منفصلتين وجّههما إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم، ونشر نصّهما عبر منصته «تروث سوشال».

وقد وصفت كلّ من المكسيك والاتحاد الأوروبي هذه الرسوم بأنها «غير عادلة ومزعزعة للاستقرار»، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي تمديد تعليق الإجراءات المضادة التي كان يعتزم اتخاذها رداً على الرسوم الأميركية حتى أوائل أغسطس آب، مؤكّداً استمراره في الدفع نحو تسوية تفاوضية، بحسب رويترز.

وبالرغم من لهجة التهديد في قرارات ترامب الأخيرة، فقد كانت ردود فعل الأسواق الآسيوية في سوق العملات محدودة نسبياً، إلا أن اليورو تراجع إلى أدنى مستوياته في نحو ثلاثة أسابيع في وقت مبكر من الجلسة.

وعاود اليورو لاحقاً تقليص خسائره، ليتداول أخيراً منخفضاً بنسبة 0.13% عند 1.1676 دولار. وفي المقابل، ارتفع الدولار مقابل البيزو المكسيكي بنسبة 0.28% ليبلغ 18.6763.

أما الجنيه الإسترليني، فقد تراجع بنسبة 0.15% إلى 1.3470 دولار، في حين صعد الين الياباني هامشياً إلى 147.31 مقابل الدولار.

وبدا أن المستثمرين باتوا أقل حساسية تجاه سيل التهديدات الجمركية التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ لم تؤدّ قراراته الأخيرة إلى زعزعة أسواق الأسهم الأميركية التي واصلت تسجيل مستويات قياسية، كما لم تدفع الدولار لتحقيق مكاسب كبيرة سوى بقدر محدود.

وفي هذا السياق، قالت كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في «كومنولث بنك أوف أستراليا»: «يبدو أن الأسواق المالية أصبحت غير مبالية بتهديدات الرئيس ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، بعد تكرارها مرات عديدة خلال الأشهر الماضية».

وأضافت: «وبالنظر إلى رد الفعل المحدود في السوق، قد تكون رؤية المستثمرين أن التهديد الأخير من ترامب مجرد مناورة للحصول على المزيد من التنازلات».

وفي أسواق العملات الأخرى، تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.12% إلى 0.6566 دولار، بينما انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.37% ليصل إلى 0.5987 دولار.

استقالة رئيس الفدرالي

وبعيداً عن أنباء الرسوم الجمركية، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، بأن استقالة رئيس الفدرالي جيروم باول ستكون «أمراً رائعاً»، في خطوة جديدة تُعد تهديداً لاستقلالية البنك المركزي، بينما واصل مطالبته بخفض معدلات الفائدة.

ويترقّب المتعاملون صدور بيانات التضخم الأميركية لشهر يونيو حزيران غداً الثلاثاء، بحثاً عن إشارات أوضح بشأن مسار السياسة النقدية. وتشير التوقعات إلى ارتفاع طفيف في أسعار المستهلكين الشهر الماضي.

وتُظهر تسعيرات السوق حالياً أن المستثمرين يراهنون على خفض بنحو 50 نقطة أساس في معدلات الفائدة بحلول ديسمبر كانون الأول.

وفي آسيا، أظهرت بيانات نُشرت اليوم الإثنين أن صادرات الصين استعادت زخمها خلال يونيو حزيران، بينما سجّلت الواردات انتعاشاً ملحوظاً، في ظل تسارع وتيرة الشحنات الاستباقية من جانب المصدّرين للاستفادة من الهدنة الهشّة في الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، قبل المهلة المحدّدة في أغسطس آب للتوصّل إلى اتفاق.

ومع ذلك، لم تؤدّ البيانات التجارية القوية إلى تحريك اليوان بشكل يُذكر، إذ استقرّ سعر اليوان المحلي عند 7.1706 مقابل الدولار، بينما ارتفع نظيره الخارجي بشكل طفيف إلى 7.1710.

ويترقّب المستثمرون صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني يوم الثلاثاء المقبل، للحصول على صورة أوضح حول مدى متانة الاقتصاد الثاني عالمياً.

وتشير التوقعات إلى أن نمو الاقتصاد الصيني تباطأ خلال الربع الثاني مقارنة بالبداية القوية للعام، وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وتزايد الضغوط الانكماشية.

شارك