هل فقد المعدن الأصفر بريقه؟

تراجع الذهب من ذروته التاريخية يوم الثلاثاء، مسجلاً أسوأ انخفاض يومي له منذ 12 عاماً بعد موجة صعود غير مسبوقة.

ومع ذلك، ما تزال أساسيات العرض والطلب للذهب قوية، حتى عند المستويات “المُبالغ في شرائها” على المدى القصير، وفقاً لمذكرة صادرة الثلاثاء عن محللين في بنك لومبارد أودييه السويسري.

وقال كيران كوشيك، الخبير الاستراتيجي العالمي في أسواق الصرف الأجنبي، ولوكّا بينديلي، رئيس قسم استراتيجية الاستثمار في البنك، إن «الإشارات التقنية تواجه تحدياً في ظل البيئة الأساسية الحالية التي تتسم بتسارع الطلب وتقييد العرض».

وتراجع الذهب الفوري إلى نحو 4064 دولاراً للأونصة، بعد أن بلغ مستوى قياسياً عند 4381.21 دولاراً للأونصة يوم الاثنين، بحسب بيانات LSEG.

ارتفاع أسعار الذهب

وارتفعت الأسعار بنحو 60% منذ بداية العام، إذ لجأ المستثمرون، من البنوك المركزية إلى الصناديق الخاصة، إلى المعدن الأصفر كوسيلة تحوّط ضد التضخم المستمر، واتساع العجز المالي، والمخاطر الجيوسياسية، فيما ظل المعروض محدوداً.

ومن المرجح أن يواصل هذا التوازن دعم الأسعار، إذ يمثل الطلب الرسمي من البنوك المركزية عاملاً رئيسياً لاستقرار سوق الذهب.

وأضاف المحللان أن «البنوك المركزية ما زالت تخلق أرضية سعرية أعلى للذهب»، مشيرين إلى أن المؤسسات المالية واصلت زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس منذ عام 2008.

وجاء في المذكرة أن «الذهب، على مدى قرون عديدة، قدّم —وما زال يقدم— خصائص شبيهة بالعملات، إذ يعمل كوسيط للتبادل ووحدة للحساب ومخزن للقيمة».

وتُعد هذه الخصائص جذابة بشكل خاص في الوقت الراهن، نظراً لارتفاع الدين الحكومي الأميركي الذي يضغط على سندات الخزانة، وهي أصل احتياطي أساسي للبنوك المركزية.

ويرى المحللان أن «قيمة الذهب ستظل إما غير متأثرة بحالة عدم اليقين المالي، أو ستستفيد من ضعف محتمل للدولار الأميركي»، مؤكدين أنه ما زال هناك مجال أمام البنوك المركزية لمواصلة تنويع احتياطياتها بالذهب.

كما أشارا إلى أن مخاوف العقوبات المالية الأميركية، والمخاطر الجيوسياسية الأوسع، وسياسات الرسوم الجمركية غير المتوقعة في ظل إدارة ترامب، تمثل عوامل إضافية تدعم الطلب الرسمي على المعدن النفيس.

واختتم المحللان بالقول إن «الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية ستظل بيئة مواتية لمزيد من الطلب على الذهب»، رافعين توقعاتهم لسعر الذهب خلال 12 شهراً من 3900 إلى 4600 دولار للأونصة.

ويأتي هذا التقييم في الوقت الذي شهدت فيه أسعار الذهب انخفاضاً حاداً، مع إقدام المستثمرين على جني الأرباح بعد موجة ارتفاع قوية تعد من بين أكثر الصفقات ازدحاماً هذا العام.

وقد دفع هذا الارتفاع الهائل والتراجع المفاجئ الملياردير الأميركي بيل غروس، الملقب بـ«ملك السندات»، إلى القول إن الذهب بات «يُظهر سلوكاً شبيهاً بأسهم الميم والأسهم المعتمدة على الزخم».

شارك