وزير المالية يؤكد أهمية توفير الدعم لتمكين الجمعيات من أداء دورها

نظمت الجمعية الكيميائية السورية، مساء الثلاثاء، احتفالية بمناسبة مرور 80 عاماً من تأسيسها في فندق “داماروز” بدمشق، عرضت خلالها أعمالها وخدماتها، وإسهاماتها في تعزيز قطاع الصناعات الكيميائية في البلاد، وذلك بحضور وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية، وحاكم مصرف سوريا المركزي الدكتور عبد القادر الحصرية، وعدد من الفعاليات الاقتصادية.

وألقى برنية كلمة في الاحتفالية، أكد فيها أهمية الشراكة بين الدولة والمجتمع في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، التي تعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع.

وشدد برنية على دور الدولة في تنظيم البيئة المواتية للاستثمار، داعياً إلى تعزيز جهود المجتمع المدني والجمعيات والنقابات في دعم التنمية. كما أشار إلى أهمية تطوير المناهج ودعم المجتهدين في مجال الكيمياء، مؤكداً ضرورة تكامل جهود جميع المؤسسات لتحويل الأبحاث إلى فرص عمل.

وأعرب برنية عن أهمية تكريم المتميزين، معتبراً أن الجمعية تولد من جديد من خلال هذه الجوائز. وأبدى تفاؤله بمشاريع جديدة تم طرحها في معرض “موتكس خان الحرير” المقام في مدينة المعارض حالياً، مشيراً إلى إمكانية تحويلها إلى شركات ناجحة.

ودعا إلى توفير الدعم اللازم لتمكين الجمعيات من أداء دورها بشكل فعّال، مع الإشادة بالتكامل بين الجهات المعنية لتحقيق التنمية المستدامة.

انطلاقة جديدة

بدوره، اعتبر حاكم مصرف سوريا المركزي الدكتور عبد القادر الحصرية أن المشهد الحالي أعاد إلى الأذهان مرحلة عام 1945 حين تحرك المجتمع السوري مع الآباء المؤسسين لبناء الجمهورية الحديثة، قبل أن تنقطع تلك المسيرة لاحقاً، مشدداً على المكانة الكبيرة للنقابات المهنية وأصحاب المهن الحرة بوصفهم أصحاب معرفة يلتزمون بقواعد فنية وأخلاقية، ومسؤوليتهم لا تقتصر على العمل الفردي بل تمتد لخدمة المجتمع وصناعة الحضارة.

وأكد الحصرية أن التقدم لا يصنعه قطاع واحد بل تسهم فيه مختلف العلوم، وفي مقدمتها الكيمياء التي تقف خلف تطور المواد والصناعة والاقتصاد.

وأشار الحصرية إلى أن المرحلة الحالية تمثل انطلاقة جديدة تستدعي الانتقال من الحرية السياسية إلى الحرية الاقتصادية والمالية وبناء اقتصاد وطني منتج، مؤكداً أن هدف المصرف المركزي يتمثل في تحقيق الاستقرار النقدي بما يقود إلى نمو اقتصادي حقيقي ومستدام في الاقتصاد الفعلي وليس في القطاع المالي فقط، وبما يتيح خلق فرص عمل ودعم الإنتاج، مبينًا أن السياسات النقدية تركز على هذا المسار بالتوازي مع العمل على إصلاح القطاع المالي وتعزيز دوره كوسيط فاعل يخدم الاقتصاد الوطني ويسهم في بناء سورية الجديدة.

أقدم جمعية عربية

في كلمة الجمعية، أكد رئيس مجلس إدارتها، محمد الشاعر، أهمية هذه المسيرة الممتدة على مدار 80 عاماً، حيث تُعتبر الجمعية الأقدم في الوطن العربي.

وتأسست الجمعية في عام 1945 كمؤسسة علمية مهنية تهدف إلى تعزيز المعرفة الكيميائية والتواصل الفعّال بين الكيميائيين في سوريا.

وأشار الشاعر إلى حرص الجمعية على ضم جميع الكيميائيين، حيث تبذل جهوداً كبيرة في تنظيم الدورات التدريبية والمعارض والمؤتمرات والندوات، مما يجعلها حلقة وصل فعّالة بين الباحثين وقطاع الصناعة.

كما أوضح الشاعر أن الجمعية تعمل على تقديم حلول مبتكرة للقطاع الصناعي، وتساهم في تطوير التعاون بين الجامعات وقطاع الصناعة من خلال أطر عمل محددة. ودعا إلى بنك التوظيف الذي يتيح للكيميائيين تقديم طلباتهم بسهولة، مما يتيح لأرباب العمل الاستفادة من السير الذاتية المتاحة.

وفيما يتعلق بالمنجزات، أكد الشاعر أن الجمعية أسهمت في تطوير العديد من الدراسات والمشاريع التي تُعزز من فعالية القطاع الصناعي. وأشار إلى دور الجمعية في تأسيس روابط قوية بين الهيئات التدريسية في الجامعات وقطاع الكيمياء، مما يُعزز من فرص البحث العلمي والتطبيق العملي.

ولفت الشاعر إلى أن الجمعية الكيميائية السورية تظل محافظةً على مكانتها كجهة علمية رائدة، تُساهم بشكل مستمر في البحث العلمي وتقديم حلول فعّالة للقطاع الصناعي، مما يعكس التزامها بالتطور والابتكار.

من جهته، ألقى معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، بهجت الحجار، كلمة في الاحتفالية شدد فيها على أهمية الصناعة الكيميائية في تاريخ سوريا ودورها في الاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن هذه الصناعات، مثل الزجاج والمواد الكيميائية، تنتشر في الدول العربية، ولها القدرة على تعزيز الاقتصاد السوري في حال الاستفادة منها بشكل صحيح.

كما أكد الحجار أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة في سوريا.

أفضل منتج كيميائي

بدورها، أكدت عضو مجلس إدارة الجمعية الكيميائية السورية، ندى غيبة، أهمية الجمعية في خدمة البلاد والصناعيين في مختلف القطاعات. واعتبرت أن هذا اليوم يمثل فرصة تحفيزية لتطوير الصناعة الكيميائية، التي تُعتبر أساس الحياة.

وأوضحت غيبة أن الكيمياء تؤثر في جميع جوانب الحياة، سواء كانت غذائية، صناعية، طبية، أو زراعية، مشددة على دورها كعنصر أساسي للمادة.

واعتبرت غيبة أن جائزة “أفضل منتج كيميائي” حدث مهم، ومن المقرر منحها اليوم في حفل خاص، وشملت عدة قطاعات، مثل التجميل، والمنظفات، والأجهزة، والسيراميك، والزيوت. وأشارت إلى أن الجائزة تهدف إلى تعزيز الصناعة الوطنية وتُعزز من صورتها العالمية، متمنية أن تساهم في دفع عجلة التطور والابتكار في القطاع الكيميائي.

وفي كلمة للرئيس التنفيذي لبنك “البركة”، عمر برهمجي، أشار إلى تسجيل 111 منشأة كيميائية جديدة خلال الربع الأول من عام 2025، مما سيخلق آلاف فرص العمل. وتصدّر قطاع الكيمياء قائمة القطاعات الصناعية بحوالي 43,600 مشروع.

وكرمت الجمعية عدداً من الأكاديميين الخبراء العاملين في القطاع الكيميائي والداعمين والصناعيين والفائزين بجوائز دولية في الأولمبياد العلمي.

كما كرّم رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها المهندس محمد أيمن مولوي، رئيس الجمعية، وقدم له درع الغرفة تقديراً لجهوده في دعم وتنمية الصناعات الكيميائية في سوريا.

شارك