وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال سامر الخليل قال في تصريح خاص لـ«الوطن»: نشاهد اليوم سورية الحقيقية التي رغم تعرضها لكل أنواع الضغوط من حرب وإرهاب وتدمير المقومات الاقتصادية الهامة وكوارث طبيعة وتأثرها بمنعكسات الأزمات الإقليمية والدولية المختلفة الأشكال، ينبعث جسدها المنهك دوماً بالإرادة والأمل، فإن توقف الإنتاج في مطارح وتراجعه كثيراً في مطارح أخرى، كانت إرادة التصميم على استئناف العمل في الأنشطة الاقتصادية لم تتوقف، فاستمر المنتج السوري على مدى أكثر من ثلاثة عشر عاماً يرسم مسار العزيمة، ويكون شاهداً على الإصرار وتعافي قطاعات الإنتاج المختلفة، مؤكداً ذلك بأمثلة حاضرة ونماذج حية تعكس جودة المنتج السوري، وتنافسيته انعكست بأهمية التشارك في التحضير والنجاح بين الحكومة والفعاليات الاقتصادية التي تمتعت بمرونة وديناميكة مرتفعة.
ونوه الخليل بأن المعرض يقام في سورية للمرة الأولى بهذا الشكل للمنتجات السورية التصديرية، كان هناك سابقاً تجربة معرض خان الحريري في مجال الصناعات النسيجية والألبسة، لافتاً إلى أن بعض القطاعات أهلت نفسها ولو بشكل جزئي، وكان القطاع الغذائي في المرتبة الثانية بالحيوية والتعافي. اليوم عندنا منشآت غذائية بحجم إنتاج يفوق حاجة الاستهلاك المحلي، وكذلك الأمر في بعض الصناعات الكيميائية والهندسية، الأمر الذي استدعى التفكير بمعرض تصديري لكل هذه الجهات بدلاً من اضطرار الشركات للتسويق الخارجي، ودعوة مستوردين من الدول الأخرى والإضاءة على طبيعة المنتج السوري وقدرته التنافسية لجهة الجودة والسعر عبر مساحة كبيرة تعكس اهتمام المنتجين من كل القطاعات.
ونوه الخليل أيضاً بأهمية التصدير لأنه مورد أساسي للقطع الأجنبي، كما أنه يسهم في عودة منتجاتنا إلى أسواقها في الخارج يتيح للمنشآت العمل بطاقة أعلى ومن دون أن يكون لديها كساد بالمخازين، من خلال التعاون والدعم الحكومي ومعرفتهم بطبيعة الأسواق في الخارج والمنتجات التي تحتاجها، وخاصة أن هناك دولاً اعتادت المنتج السوري كدول في شمال إفريقيا والدول المجاورة مثل العراق والخليج وغيره.
ونوه الوزير بالجهود التي بذلت في العام الماضي والتي كان نتيجتها طفرة بالتصدير عن السنوات التي قبلها بقيمة صادرات قاربت مليار يورو وهو أعلى رقم تصديري خلال السنوات العشر الأخيرة، وإن كان ما زال غير كبير مقارنة بما قبل الحرب حيث كانت تصل القيم التصديرية إلى 8 ملايين يورو، ومن المهم الإشارة إلى تحسن طبيعة هيكل الصادرات بالسنوات الأخيرة حيث زادت الصادرات الصناعية على حساب الزراعية وهذا يعني قيماً مضافة أعلى، مشدداً على أهمية التوجه الحكومي في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما لها من دور كبير في دعم الصادرات، حيث يعتبر هذا المعرض بوابة كبيرة لتسويق منتجاتها.
من جهته عبر وزير الصناعة عبد القادر جوخدار في تصريح لـ«الوطن» عن سعادته بافتتاح معرض إكسبو سورية بمشاركة أكثر من 600 منشأة متخصصة شاركت في العديد من القطاعات الهندسية والكيميائية، مبيناً أن هذا المعرض يدل على حالة من النمو الاقتصادي وإصرار الصناعيين على الاستمرار بالعمل وهذا نتيجة الدعم الحكومي المتواصل لكل الفعاليات الاقتصادية، من خلال تأمين المواد الأولية الداخلة في الإنتاج والقطع التبديلية التي تدخل في العديد من خطوط الإنتاج.
من جهته أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم علي في تصريح عقب الافتتاح أن المعرض يعتبر واحداً من أهم المعارض الاقتصادية على المستوى الإقليمي.. ويمتاز بالمشاركة واسعة الطيف في فعالياته من مختلف القطاعات الإنتاجية من زراعية وصناعية، وكذلك الخدمية لاسيما السياحية منها.
واعتبر أن مشاركة 600 شركة محلية تصنع بضائعها في سورية يجعل المعرض علامة فارقة سورية، وحدثاً اقتصادياً كنافذة تتيح لكل الزوار والمشاركين الاطلاع على مشهد الاقتصاد السوري بأبعاده الجديدة، وملامح التعافي المتسارع الذي تجسده مختلف المكونات التنموية في سورية بكل القطاعات العام والخاص والمشترك.
وبين الوزير علي أنه وانطلاقاً من توجيهات وكلام الرئيس بشار الأسد فالأولوية المتقدمة اليوم للإنتاج وتوفير فرص العمل لمعاودة بناء الاقتصاد والإقلاع بأدوات التنمية عموماً، وأنه يجب أن نتكامل بكل الأدوار والقطاعات على اختلافها لدعم الإنتاج وتعزيزه حسب الإمكانات المتاحة بكل طاقاتنا والارتقاء به.. لاسيما بعد تحرير الجزء الأكبر من الأراضي في سورية من الإرهابيين وضرورة تمكين وإعادة المناطق المحررة إلى المضمار التنموي.
وقال: نسعى جميعاً لتظهير نتائج طيبة للمعرض على الرصد الضروري لواقع التعافي الاقتصادي المتدرج في بلدنا، ثم تعزيز تدفق المنتج السوري إلى الأسواق الخارجية بما ينطوي عليه من مقومات جودة وميزات جاذبة، معتبراً المعرض فرصة لعرض نتائج الإصرار والإرادة السورية في معاودة الانتعاش وترميم ما خربته سنوات الحصار والحرب على بلدنا الحبيب سورية.
مهارات وطنية
من جانبه محافظ دمشق طارق كريشاتي أكد في تصريح لـ«الوطن» أهمية هذا المعرض لكونه الأول من نوعه الذي يضم المصدرين من تجار وصناعيين وخاصة بعد السحابة السوداء التي مرت بها سورية، منوهاً بأن مساحة المعرض تزيد على 50 ألف متر مكعب تضم منتجات سورية مختلفة معدة للتصدير ومنتجة بمهارات وطنية، معتبراً أن ذلك يدل على تعافي سورية وأنها ستعود كما كانت.
السفير الإيراني بدمشق قال لـ«الوطن» على هامش المعرض: رغم العقوبات الاقتصادية التي طالت سورية تشهد اليوم تطوراً كبيراً يؤكد أن هذا البلد حي وشعبه حي وأن القيادة السورية حكيمة، ونحن متفائلون بمستقبل أفضل لهذا البلد الشقيق.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عمدة مدينة طهران علي رضا زاكاني: إن معرض إكسبو سورية هو جزء بسيط من إمكانات سورية وهو خطوة على الطريق الصحيح يمكن استغلالها في مجال التبادل التجاري بين البلدين بعيداً عن التعامل بالعملة الأجنبية بأن يكون هناك عملة معتمدة بين البلدين.
دور مميز
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية غزوان المصري أن إقامة معرض «إكسبو سورية» يعتبر خطوة من أهم خطوات الترويج للمنتج السوري لما سيؤدي من دور مميز في التعريف بالصناعات والمنتجات السورية لاستعادة موقعها في الأسواق التصديرية، مبيناً أن القطاع الصناعي تجاوز مرحلة التعافي.
ولفت المصري إلى أن المعرض يضم كل القطاعات الصناعية عبر أجنحة مدينة المعارض ليكون الأضخم من حيث المساحة والتنوع والزوار، مؤكداً أن المعرض لا يقل أهمية عن المعارض الموجودة في أوروبا ودبي وغيرها للترويج للمنتج السوري الذي يعرفه الجميع وليعود إلى مكانته التي كان عليها في السابق، لافتاً إلى أن المعرض يستهدف رجال الأعمال السوريين المغتربين والعرب، ويؤدي إلى إنعاش الاقتصاد السوري بالمجمل.
ونوه المصري بما سيقدمه هذا المعرض المهم المعبّر عن تعافي الصناعة السورية ومواكبة التطورات العالمية في عالم الصناعة بشكل يليق بمكانة سورية الصناعية والزراعية والتجارية.
وأشار إلى أن الشركات الصناعية السورية تضع في أولوياتها النشاط التسويقي والترويج لمنتجاتها ليعكس ذلك قدرة وجودة منتجاتها في الأسواق المحلية والتصديرية، معتبراً أن المعرض سيؤدي دوراً مهماً بالتعريف بالمنتج الوطني ويسلط الضوء على فرص التصدير للمنتجات السورية، وهذا ما تطمح إليه الشركات الصناعية ليعود ألق الصناعة السورية إلى ما كان عليه، واسطة العقد في المنطقة.
من جهته رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد أبو الهدى اللحام أشار في حديثه للوطن إلى أهمية المعرض في فتح أسواق جديدة للصادرات السورية، مشيراً إلى أنه سوف يسهم في فتح قنوات تصديرية للمنتجين السوريين في تنويع وعرض منتجاتهم أمام المصدرين ورجال الأعمال العرب والأجانب الزائرين ما يؤدي إلى رفع حجم وتشغيل المنشآت الصناعية وتأمين المزيد من فرص العمل وزيادة الواردات من القطع الأجنبي ما يعود بالفائدة على الصناعة بشكل خاص والاقتصاد السوري بشكل عام.
التشاركية
مدير هيئة دعم وتنمية الصادرات ثائر فياض، بيّن في تصريح لـ«الوطن» أن الفكرة الأساسية من معرض إكسبو سورية هو التشاركية بين القطاعين العام والخاص، وأن الرؤية مختلفة هذا العام بالتوجه نحو إقامة معرض تصديري شامل لكل القطاعات التصديرية.
وأشار إلى أن دور الهيئة يتمثل بالدعم المعنوي والمادي، لأنها إحدى الجهات التابعة لوزارة الاقتصاد، علماً أن قيمة الدعم المادي لم تتحدد حتى الآن حيث عقدت اجتماعات مع وزارة الاقتصاد والاتحادات والمؤسسة العامة للمعارض، وتمت الموافقة على تقديم الدعم المادي ولكن ترك أمر تقدير مبالغ الدعم حتى انتهاء المعرض، وذلك لمعرفة قيمة الفواتير الحقيقية ليكون الدعم تعويضاً عن نسبة من العجز الناجم عن الفروقات بين النفقات والواردات.
من جهتها أشارت مدير هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ثريا إدلبي في تصريح لـ«الوطن» إلى مشاركة عدد كبير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المعرض تحت نطاق مؤسسة الوفاء التنموية، مبينة أن المشاركات مختلفة وتضم العديد من الصناعات اليدوية والمنسوجات المحاكة من قبل بعض النساء الريفيات اللواتي وجدن ضمن الجناح المخصص للهيئة.
واعتبرت أن هذا المعرض لأنه التصديري الأول في سورية سيكون بوابة لتلك المشاريع للتعريف بها وبمنتجاتها أمام زوار المعرض العرب والأجانب، متفائلة بأن يحقق لهم بعض الانتشار في الخارج من جهة التصدير لدول أخرى.