السيارات الكهربائية.. مخاوف التصنيع وارتفاع الأسعار يحدّان من انتشارها

في وقت يستعدّ العالم لاستقبال السيارات الكهربائية، حذّر البعض من خطورتها والآثار السلبية المترتبة على مقتنيها، لتغدو السيارة نسخة مصغرة عن الهاتف أو صفحة فيسبوك من ناحية جمع البيانات ومخاوف التصنيع.

الدكتور مظهر حمو، مهندس مختص في الطاقات المتجدّدة، بيّن أن السيارات الكهربائية (EVs) من الابتكارات المهمّة في مجال النقل، وتقدّم حلاً محتملاً لمشكلات التلوث البيئي وتغيّر المناخ. ومع ذلك، فإن تطورها يواجه العديد من التحديات التي تؤدي إلى تأخير انتشارها على نطاق واسع، حيث لا تزال البنية التحتية لمحطات الشحن غير كافية في العديد من المناطق، ما يحدّ من قدرة المستخدمين على شحن سياراتهم بسهولة، ولاسيما أنها تحتاج لوقت طويل لشحن البطارية بالكامل، مما قد يكون غير مريح للمستخدمين، كما أنها تعتبر أغلى بكثير من السيارات التقليدية، وهذا يقلّل من عدد الأشخاص الذين يمكنهم تحمّل تكلفتها، والأهم من ذلك كله أن التحكم المركزي يتمّ من قبل الشركات المصنّعة، إذ تعتمد السيارات الكهربائية بشكل كبير على البرمجيات التي تتحكم فيها الشركات المصنّعة، الأمر الذي يمنع المستخدمين من إجراء تعديلات أو إصلاحات بأنفسهم.

وبالنسبة للتحكم المركزي الذي أثار مخاوف المستخدمين، أشار حمو إلى أن هذا التحكم يمكّن الشركات المصنّعة من جمع بيانات المستخدمين واستخدامها لأغراض تجارية، أما عن المخاطر المتعلقة بالبطاريات، فقد أكد حمو أن بطاريات الليثيوم “أي ون” المستخدمة في السيارات الكهربائية تحتوي مواد كيميائية قابلة للاشتعال في حالة حدوث تسرب أو تلف في البطارية، ويمكن أن تتفاعل هذه المواد بشكل يؤدي إلى حرائق أو انفجارات، إضافة للحرارة الزائدة الناتجة عن الشحن السريع أو الاستخدام المكثف التي تسبّب ارتفاع درجة حرارة البطارية وحرائق محتملة.

وبيّن المهندس حمو  احتواء البطاريات مواد كيميائية سامة مثل الليثيوم والكوبالت، والتي يمكن أن تتسرّب في حالة تلف البطارية، مشكلة خطراً على الصحة والبيئة، ويمكن أن يؤدي التسرّب الكيميائي إلى تآكل الأجزاء المعدنية في السيارة، مما يؤثر على سلامة هيكلها العام، في وقت حذّر حمو من أن بطاريات السيارات الكهربائية تعمل بجهد عالٍ، ما يعني أن أي تلف أو تسرّب يمكن أن يؤدي إلى صدمة كهربائية خطيرة للسائق أو الفنيين الذين يتعاملون مع السيارة، علاوة على ذلك فإن البطاريات تتطلّب صيانة دقيقة ومراقبة مستمرة لضمان عدم حدوث أي تسرّب أو تلف يمكن أن يؤدي إلى صدمة كهربائية.

شارك