أ.د. حيان أحمد سلمان .
تصنف دول العالم على سلم القوة الاقتصادية العالمية على مؤشر قيمة الناتج المحلي الإجمالي بشكل عام والناتج الصناعي منه بشكل خاص ، أي على صافي قيمة السلع والخدمات التي تنتجها دولة ما خلال سنة كاملة ، وانطلاقاً من ذلك ظهرت مصطلحات اقتصادية تعبر عن مستوى الدول، ومن هذه المصطلحات مصطلح ( مجموعة الدول السبع الصناعية ) أو اختصاراً (مجموعة السبع) التي تشكلت سنة /1976/ ، وتضم كلاً من (الولايات المتحدة الامريكية – فرنسا – ألمانيا – إيطاليا – اليابان- المملكة المتحدة – كندا) ، وتغير المصطلح لاحقاً ليصبح ( الدول الثماني ) بعد انضمام ( روسيا ) إلى هذه المجموعة ، ولكن مع زيادة الخلافات السياسية بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة أخرى تم تجميد عضوية روسيا سنة /2014 / بحجة تدخلها في أوكرانيا واستعادة جزيرة القرم لوطنها الأصلي أي إلى روسيا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن اقتصاد هذه الدول الثماني يشكل نسبة /65%/ من اقتصاد العالم ، ولكن منذ مطلع الألفية الجديدة وتحديداً منذ سنة 2010/ بدأت تغيرات كبيرة في اقتصاديات هذه الدول ، وبعض منها خرج من قائمة ( مجموعة السبع ) وحالياً يعاني اقتصاد هذه الدول من مشكلات كثيرة، وفي مقدمتها ( الركود والكساد ) الاقتصاديين ، وفعلاً تحول الركود الاقتصادي فيها إلى كساد تجسد في تراجع الإنتاج والاستثمار والإنتاجية والصادرات وارتفاع معدل البطالة والتضخم وغيرها ، وحسب تقرير لصندوق النقد الدولي لسنة /2020/ أكد فيه أن تغيراً اقتصادياً كبيراً حصل على اقتصاديات دول العالم ، ولم تعد بعض هذه الدول السبع هي الأولى على الساحة العالمية ، وأن دولاً أخرى مهددة بالتراجع أيضاً عن ترتيبها الاقتصادي العالمي.
وأكد التقرير مثلاً أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لسنة 2020 و حسب التسلسل هي كما يلي: (أمريكا / 22,3/ تريليون دولار ولا تزال الدولة الأولى في العالم ، واحتلت الصين المركز الثاني /15،3/ تريليون دولار ، ولكن الاقتصاد الصيني سيتجاوز الاقتصاد الأمريكي بسبب معدل نموه السريع بالمقارنة مع الاقتصاد الأمريكي ، وحلت اليابان في المركز الثالث عالمياً /5،4/ تريليون دولار ، وفي المركز الرابع ألمانيا بناتج إجمالي متوقع /4،5/ تريليون دولار ، واحتلت الهند الموقع الخامس بناتج /3،3/ تريليون دولار و حالياً يعتبر الاقتصاد الهندي هو الاقتصاد الأسرع نمواً في العالم حسب معدل النمو الاقتصادي، وستحل بريطانيا في المركز السادس بناتج إجمالي محلي قدره /3،2/ تريليون دولار، وستكون فرنسا في المرتبة السابعة بناتج قدره /3،1/ تريليون دولار ، وإيطاليا في المركز الثامن بناتج /2،3/ تريليون دولار ، والبرازيل في المرتبة التاسعة بناتج /2،2/ تريليون دولار ، وكندا في الموقع العاشر بناتج قدره /1،9/ تريليون دولار)، أي ستخرج من المجموعة كل من ( إيطاليا وكندا ) وتحل محلهما ( الصين والهند ) فهل يعاد النظر بمصطلح مجموعة السبع من قبل خبراء وعلماء الاقتصاد ؟!، وهل سيترتب على هذا تغيرات اقتصادية على الساحة العالمية وخاصة مع ظهور أقطاب اقتصادية قوية مثل( البرازيل وروسيا) وهل ستصبح الصين الأولى عالمياً وهي تصنف حالياً ضمن مجموعة الاقتصاديات الناشئة ؟!، ،وهل تنتهي السيطرة الاقتصادية الغربية ليحل محلها مجموعة الدول الشرقية كما حلت أمريكا بدل المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى ؟!، وهل تحل مجموعة البريكس وفي مقدمتها الصين وروسيا بدل مجموعة السبع ؟!، كل المؤشرات الاقتصادية تدل على ذلك وخاصة قيمة الناتج ومعدل النمو الاقتصادي السنوي ، وإن غدا لناظره قريب ؟!.
تشرين