أكد المغترب ورجل الأعمال السوري غسان هيتو، أن المغتربين السوريين يشكلون رصيداً بشرياً، واقتصادياً، ومالياً، وثقافياً، وسياسياً أساسياً في بناء مستقبل سوريا، مشدداً على ضرورة تأمين بيئة داخلية مستقرة لتفعيل هذا الدور الحيوي.
وخلال محاضرته التي ألقاها في كلية الحقوق بجامعة دمشق، ضمن ندوة نظمتها بالتعاون بين مركز عمران للدراسات، والمنتدى السوري، ومركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة، سلط هيتو الضوء على حجم الاغتراب السوري، حيث قدر عدد المهجرين واللاجئين بنحو عشرة ملايين نسمة، فيما تعلن الأرقام الرسمية عن 6,6 ملايين فقط.
وأشار إلى أن الجاليات السورية في دول الاغتراب أثبتت حضورها الفاعل في مختلف القطاعات الاقتصادية، والعلمية، والتكنولوجية، والطبية، وحصلت على مكانة متميزة في مجتمعاتها الجديدة، وركز في عرضه على المجالات التي يمكن للمغتربين أن يلعبوا فيها دوراً محورياً:
من خلال الدور السياسي، بممارسة الضغط على قوى اتخاذ القرار الدولي لدعم قضايا الوطن، والمشاركة في إعادة صياغة المستقبل السياسي والتوازن الوطني لسوريا الجديدة.
ويكمن الدور الاقتصادي من خلال تشجيع التحويلات المالية المباشرة إلى سوريا عبر تسهيلات خاصة، وتحفيز الاستثمار السوري في الداخل وربط السوق المحلية بالأسواق الدولية، والاستفادة من خبرات المغتربين في مختلف القطاعات.
وفي الدور الاجتماعي والثقافي يعمل على تعزيز التواصل مع أبناء المغتربين لنقل قيم الوطن الأصلي، وتبني التجارب والقيم الجديدة لتعزيز المجتمع المدني والتواصل الثقافي.
رؤية متعددة
وعرض هيتو رؤية متعددة الأبعاد للاستفادة من طاقات المغتربين، داعياً إلى:
* إنشاء مجالس استشارية وتمثيلية للمغتربين في المؤسسات الرسمية.
* تأسيس منصات للحوار الوطني يشارك فيها المغتربون للمساهمة في رسم ملامح المستقبل.
* تشكيل لوبي سوري مؤثر في الخارج للترويج لصورة إيجابية عن سوريا والدفاع عن مصالحها.
* إطلاق صناديق استثمارية مخصصة للمغتربين، مع منحهم إعفاءات وحوافز استثمارية مشجعة.
* توجيه جزء من التحويلات المالية نحو مشاريع تنموية منتجة.
* جذب الكفاءات والعقول السورية للعودة إلى الوطن عبر تأمين كافة التسهيلات والحوافز اللازمة.
توفير بيئة حاضنة
اختتم هيتو بالتأكيد على أن تنفيذ هذه الرؤية يتطلب عملاً جاداً من أجل توفير بيئة تشريعية وقانونية مستقرة، وخلق مناخ استثماري جاذب، يضمن حقوق المستثمرين ويشجع المغتربين على المساهمة بفاعلية في عملية التنمية المستدامة وإعادة إعمار سوريا المستقبل.
يمثل هذا الطرح رؤية متكاملة تأمل في تحويل تجربة الاغتراب السوري إلى عامل قوة فاعل في بناء مستقبل سوريا الجديد.