أ.د. حيان أحمد سلمان
تتسارع ومنذ مطلع سنة «2021» خطوات الاندماج والتكامل الاقتصادي بين دول الاتحاد الأوراسي أي الأوروبي الآسيوي (EurAsEC) الذي يضم كلاً من: (روسيا – كازاخستان- بيلاروس – قيرغيزستان أرمينيا)، وعدد سكانه «190» مليون نسمة، ويتم تفعيل الاتحاد الجمركي الأوراسي الذي تأسس سنة «2010» من قبل كل من (روسيا وبيلاروس وكازاخستان) لكنه بدأ العمل بشكل فعلي سنة «2015» على قاعدة الانتقال إلى مستوى الاتحاد الاقتصادي من قبل دول الاتحاد الخمس، وعلى قاعدة (رابح – رابح ), ويتم تنسيق السياسات الاقتصادية لمواجهة التحديات المستقبلية, وفي مقدمتها الإرهاب الاقتصادي الأمريكي الأوروبي المفروض على دول الاتحاد، فهل نسرع الخطا في سورية للانضمام إلى هذا الاتحاد خلال سنة «2021»، وخاصة أن سوق دول الاتحاد ملائمة لمنتجاتنا, وهي سوق ضخمة جداً يمكن أن تستوعب المنتجات السورية كلها، وتتمتع سورية وحسب بيان الاتحاد بميزات تفضيلية حيث يمكنها الاستفادة من خصم جمركي مقداره «25%» عند تصديرها إلى أي دولة من دول الاتحاد، وهذا سيساعد في تسهيل نفاذ الصادرات السورية إلى الأسواق الخارجية, ويشجع المنتجين السوريين للوصول مباشرة إلى أسواق هذه الدول مبدئياً، ومن ثم التوسع الأفقي في الدول الأخرى، لكن تحقيق ذلك يتطلب التقيد بالمواصفات القياسية لدول الاتحاد وخاصة مراعاة التنافسية بركنيها الأساسيين (الجودة والسعر)، وهنا نقترح تأسيس شركات تصدير متخصصة، تعتمد برامج تنفيذ واضحة سواء من ناحية سبر الأسواق وتنظيم عقود تصديرية وتوقيع العقود والتقيد بها, والتأكد منها قبل عملية شحن البضاعة ومراعاة مواعيد التسليم وغيرها, وفي رأينا أن هذا هو مدخلنا لزيادة صادراتنا, وبالتالي تأمين القطع الأجنبي وتحسين الميزان التجاري ميزان المدفوعات، ومن جهة أخرى فإن هذا يساعدنا في الاستفادة من منجزات دول الاتحاد, ولاسيما أنها تسعى للوصول إلى سوق مشتركة للطاقة والنفط والغاز والكهرباء والصحة والبنية التحتية والجوانب التكنولوجية والإطار القانوني…إلخ، ويساعدنا في هذا أن دول الاتحاد أكملت تنظيم سياساتها الاقتصادية في «53» قطاعاً خدمياً, وحالياً يتم الاتفاق لإضافة «5» قطاعات أخرى، وعندها نضمن تسريع عملية إعادة الإعمار والبناء, ونتحدى الإرهاب الاقتصادي الأمريكي وآخره إجراءات «قيصر»، ويتم هذا من خلال تشجيع الاستثمار, وضمان حرية انتقال السلع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة ..الخ ، وخاصة أنّ دول الاتحاد كلها داعمة لسورية في مواقفها السياسية والاقتصادية، وهنا نتوقع أن عام «2021» سيكون عاماً متميزاً لدول الاتحاد, وخاصة بعد عقد عدة اجتماعات مع الصين في نهاية سنة «2020» لتعميق العلاقة في قطاعات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل وغيرها, ومعروف أن الصين تخطط لتكون الاقتصاد الأول في العالم خلال السنوات القادمة القريبة، ولسورية أهمية خاصة في المبادرة الصينية (حزام واحد، طريق واحد) التي تركز على ممرات التجارة والنقل الحالية, وبناء ممرات جديدة تربط أكثر من «60» دولة في آسيا وأوروبا وأفريقيا ومنها سورية، كما نجد أن الكثير من دول العالم تتسابق للانضمام إلى هذا الاتحاد منها: ( مصر – كوريا – أوزبكستان- قيرغيزستان ) وغيرها، وكل مصلحتنا في الانضمام, وعدّ هذا من أولويات سياستنا الاقتصادية, وبما يدعم التوجه شرقاً، وخاصة أن دول الاتحاد وقفت معنا ضد الإرهاب وتوءمه الليبرالية الحديثة المتوحشة، ونحقق ذاتنا على الساحة العالمية التي تشهد توتراً كبيراً، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد في بتاريخ 7/12/2020 في الاجتماع الدوري للعلماء والعالمات في وزارة الأوقاف في جامع العثمان بدمشق: (وأشبّه العالم الذي نعيش فيه بمحيط كبير هائج، أمواجه عاتية تضرب بكل الاتجاهات، تضرب بالاتجاه الأمني عبر الإرهاب، وبالاتجاه الاقتصادي عبر الحصار والتجويع، وبالاتجاه الفكري عبر دفع المجتمعات إلى الدرك الأسفل) فهل نبدأ بالخطوة الأولى, وكما يقال مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة, والزمن لا يرحم وأعداؤنا يخططون لزيادة متاعبنا والاتحاد الأوراسي صديقنا, ويمكن الاعتماد عليه.
تشرين