تزداد ظاهرة سرقة الكابلات الكهربائية يوماً بعد يوم في محافظة حمص (مدينة وريفاً) وما تسببه هذه الظاهرة من انقطاع للتغذية الكهربائية عن آلاف منازل المواطنين في المواقع التي تحدث فيها السرقة لأيام عديدة.
عشرات الشكاوى وصلت إلى الصحيفة خلال الآونة الأخيرة من عدد كبير من المواطنين في أحياء ومناطق مختلفة على امتداد المحافظة تحدثت بمجملها عن تعرض الكابلات المغذية لأحيائهم أو قراهم للسرقة وانقطاع التيار الكهربائي عن تلك الأحياء والقرى لعدة أيام متتالية من دون أن يكون لهم أي ذنب، مطالبين بضرورة قمع هذه الظاهرة وإلقاء القبض على هؤلاء اللصوص.
بدوره أكد مدير عام شركة كهرباء حمص صالح عمران تعرض الشبكة الكهربائية العامة بالمحافظة يومياً للسرقة من قبل لصوص وبعض الخارجين على القانون، وأنه يتم تنظيم ما بين 5 و6 ضبوط سرقة بشكل يومي ويتسبب ذلك في انقطاع التيار الكهربائي عن مئات المنازل السكنية وآلاف المواطنين لأيام متتالية، علاوة على إلحاق أضرار وانهيارات في الشبكة وخسائر مادية كبيرة بالشركة، لافتاً إلى أن نحو 90 بالمئة تقريباً من أحياء وقرى المحافظة تعرضت للسرقة.
وأشار إلى أن الشبكة الكهربائية تعرضت خلال العام الماضي لمئات السرقات والتعديات، ووصل عدد ضبوط السرقة خلاله إلى ما يزيد على 300 ضبط سرقة، وتضمنت هذه السرقات سرقة أمراس كهربائية نحاسية وكابلات مختلفة المقاطع ومراكز تحويل وبارات، وتركزت في عدد من أحياء المدينة، إضافة إلى العديد من المناطق والقرى.
وأوضح عمران أن إجمالي طول الشبكة النحاسية المسروقة خلال العام الماضي بلغ نحو 125 كم وبوزن 62 طناً بقيمة مالية تقدر بنحو 7 مليارات ليرة سورية، وأن مجموع أطوال الكابلات الكهربائية المسروقة من مقاطع مختلفة وصل إلى ما يزيد على 3 آلاف متر بقيمة مالية تزيد على 1.5 مليار ليرة سورية.
ولفت إلى أن القيمة المالية الإجمالية للأضرار والخسائر التي لحقت بالشركة نتيجة تلك السرقات تزيد على 10 مليارات ليرة سورية، منها 8.5 مليارات ليرة سورية ثمن المواد المسروقة، وما يزيد على 1.5 مليار ليرة أضرار انهيارات متلاحقة للشبكة وقيمة أعمال نقل الأمراس الجديدة وتركيبها مع حركة العمال وغير ذلك.
وكشف عمران عن إلقاء القبض على 70 شخصاً بجرم سرقة كابلات وأمراس وبارات نحاسية وغيرها وتم إيقافهم من قوى الأمن الداخلي وتحويلهم إلى القضاء المختص، وتتم حالياً ملاحقة شركائهم، مشيراً إلى أنه تم الادعاء عليهم من الشركة العامة لكهرباء حمص ومطالبتهم وفق الأنظمة والقوانين بتعويض الخسائر والأضرار من مواد وأعمال.
وبيّن أن قيمة المطالبات المالية ضد اللصوص المعلومين الذين تم إلقاء القبض عليهم تقدر بنحو مليار ليرة سورية، فيما تقدر قيمة المطالبات المالية ضد لصوص مجهولين بحوالي 6.5 مليارات ليرة سورية، منوهاً إلى أن الشركة كانت قد خاطبت جميع الجهات المعنية ذات الصلة لمعالجة ظاهرة السرقات وما تسببه من أضرار على الشبكة والمواطنين، مشدداً على أهمية تعاون المواطنين مع الشركة من خلال الإبلاغ عن أي عناصر غريبة تقوم بالصعود على الأعمدة والعبث بالشبكة.
وأضاف عمران: إن عناصر الضابطة العدلية وعمال دائرة المشتركين بالشركة قاموا خلال جولاتهم العام الماضي على واقع الاستجرار غير المشروع للتيار الكهربائي والتعدي على الشبكة في مختلف مستويات التوتر وفي جميع الأحياء والمناطق من (سكن عشوائي- مناطق صناعية أو حرفية- أسواق- مناطق سكنية) بتنظيم 2398 ضبط استجرار غير مشروع بحق المعتدين منها 2358 ضبط عدادات أحادية و38 ضبط عدادات ثلاثية وضبطان بمراكز تحويل.
وبيّن أن كمية الكهرباء المستجرة نتيجة هذه التعديات قدرت بما يزيد على 8 ملايين و467 ألف كيلو واط ساعي بقيمة مالية تقدر بنحو 254 مليون ليرة سورية، مشيراً إلى أن قيمة تحصيلات الشركة من ضبوط الاستجرار غير المشروع خلال العام الماضي حوالي 112 مليون ليرة سورية، فيما وصلت قيمة التحصيلات من تلك الضبوط خلال العام الماضي وما قبل نحو 192 مليون ليرة سورية.
الوطن