كشف تقرير عالمي جديد عن إمكانية خسارة الاقتصاد العالمي ككل نحو تريليون دولار بسبب الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ 10 أيام تقريباً، خاصة مع انقطاع الإمدادات واشتعال أسعار سوق الحبوب والسلع الأساسية للكثير من الدول المستوردة حول العالم من هذين البلدين.
وأكد المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (NIESR) في بيانٍ له أن الحرب ستمحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ما يعادل تريليون دولار بحلول العام المقبل.
وتوقع “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي” من تأثير تداعيات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا على الاقتصاد العالمي وفي حال استمرار النزاع بين الطرفين فإن النتائج ستكون كارثية ومدمرة كما وصفوها في بيانات صادرة عنهما.
واستجاب “البنك الدولي” بشكل فوري لفرض عقوبات على روسيا وأوقف كل 4 مشاريع فيها مقابل إيقاف 11 مشروعاً في دولة بيلاروسيا، بينما يتجه “صندوق النقد الدولي” إلى وضع تمويل عاجل لأوكرانيا بقيمة 1.4 مليار دولار، وتعجيل صرف القرض المقرر لها في يوينو (حزيران) المقبل والبالغ 2.2 مليار دولار.
وتستمر تداعيات الحرب الأوكرانية باستمرار ارتفاع أسعار الطاقة حتى الآن بشكل تصاعدي حيث لم يتم حتى الآن فرض عقوبات على الطاقة الروسية نفط أو غاز ولكن الخوف بأنه إذا تم شراء النفط والغاز بعقود آجلة ثم فرضت العقوبات، عندها سيقع التاجر في مغبة أن يقف وحيداً ينتظر البدائل.
وقال “البنك الدولي” إن الحرب أدت لارتفاع أسعار الطاقة ويسعى لتأمين قرض بقرابة 350 مليون دولار لتأمين أوكرانيا، حيث سجّلت أسعار خامات النفط ارتفاعاً ملحوظاً، ووصل سعر “برنت” القياسي العالمي إلى 118 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضية وهي قفزة بـ20% منذ 24 فبراير (شباط) الماضي وهو اليوم الذي دخلت فيه روسيا إلى أوكرانيا.
بالمقابل، تضع وكالة “موديز” العالمية للتصنيف الائتماني العالم في حيرة من أمره وحالة عدم اليقين بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي حتى لو تم توفير إمدادات إضافية خاج روسيا، لكن السوق ستكون مضطربة ودائماً ستجتمع “أوبك” وحلفاءها من أجل السعي لتزويد العالم باحتياجاته النفطية.
وسجّلت أسعار الغذاء عالمياً وسط الحرب الروسية الأوكرانية ارتفاعاً حاداً، فالأمن الغذائي مهدد عالمياً، وقال “بنك جي بي مورغان” الأميركي إن روسيا وأوكرانيا تمثلان نحو 29% من صادرات القمح عالمياً، وزادت أسعار القمح عالمياً الأسبوع الماضي 60% وسجّلت أعلى مستوى لها منذ 14 عاماً، حيث تعد مصر المستورد الأول من القمح عالمياً.
وتمد روسيا وأوكرانيا دول العالم من احتياجاته من زيت عباد الشمس بنحو 60% وتستورد دول العالم من هذين البلدين ما نسبته 80% من زيت عباد الشمس.
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” أن أسعار الغذاء ارتفعت عالمياً بنحو 21% على أساس سنوي خلال فبراير (شباط) 2022، خاصة ارتفاع أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان.
وأوضح “برنامج الغذاء العالمي” أن معدلات الجوع العالمي ستأخذ بالارتفاع بشكل ملحوظ عالمياً، وخاصةً أنه تراكمياً بعد جائحة كورونا، حيث تستورد دول عربية ما يفوق الـ60% من احتياجاتها للحبوب من روسيا وأوكرانيا من قمح وذرة وغيرها.
ويترقب العالم ككل والعالم العربي بشكل خاص وفق تقارير دولية، أزمة معيشية خانقة في ظل الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت منذ 24 فبراير (شباط) المقبل.