أربكت الحرب الروسية الأوكرانية المشهد الاقتصادي العالمي بآثار مباشرة على كافة المستويات الاقتصادية والغذائية والطاقية، وشهدت الأسواق المالية العالمية والعربية تراجعات كبيرة وانخفاضات متتالية جعلت العالم الاقتصادي يدقّ ناقوس الخطر لتدارك تلك الآثار، ولكن يبدو أن الوضع في بورصة دمشق مختلف تماماً، كونها بورصة محلية ولم تصنّف بعد كبورصة ناشئة، وذلك أن جميع المستثمرين فيها هم من المستثمرين المحليين ضمن شركات وقطاعات اقتصادية محلية، وإن تواجد شركاء أجانب استراتيجيون فليس من السهولة الخروج من السوق أو بيع الأسهم، وبالتالي فالتأثيرات الاقتصادية العالمية جاءت محدودة التأثير، وفق ما أكده مدير عام السوق الدكتور عبد الرزاق قاسم.
قاسم أرجع سبب ذلك إلى عدم وجود مستثمرين أجانب في السوق، أو أموال عالمية ساخنة كالتي تستثمر في أسواق معنية وتخرج منها في حال وجود مخاطر، مبيناً أن التأثيرات تمثلت بانخفاض بسيط لمؤشر السوق DWX بنسبة 4.35% ولمؤشر DLX بنسبة 4.11% منذ بداية العملية.
وعن سبب هذا الانخفاض في المؤشرين، أوضح قاسم أنه ناتج عن ارتفاع المؤشر لمستويات عالية في فترات سابقة، وذلك الارتفاع ينتج عنه لاحقاً بيع المستثمرين للأسهم المشتراة والتي هي عبارة عن حصة بإحدى الشركات بأسعار منخفضة وبيعها بأسعار عالية لتحقيق أرباح فينخفض المؤشر، وهي مرحلة طبيعية، لافتاً إلى أن المستثمرين يتجهون عادة في أوقات الحروب إلى الأصول ذات الملاذ الآمن، ويساهم ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية في تعزيز ذلك التوجّه.
وفيما يتعلق بأخبار السوق، بيّن قاسم أن إدارة السوق أصدرت الموافقة الأولية على إدراج البنك الوطني الإسلامي، وقريباً سيتمّ إدراجه بعد استكمال كافة الموافقات اللازمة، ولفت إلى أن قيمة التداول في سوق دمشق للأوراق المالية خلال الأسبوع الثاني من شهر آذار للعام الحالي بلغت نحو 3.5 مليارات ليرة سورية وبحجم تداول بلغ 2.3 مليون سهم موزعة على 898 صفقة. كذلك بلغت القيمة السوقية الكلية لجميع الشركات المدرجة في السوق 3.49 تريليون ليرة في نهاية الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، حيث ارتفعت بنسبة 1.7% عن الأسبوع السابق، كما انخفض مؤشر سوق دمشق للأوراق المالية DWX بنحو -40 نقطة عن الأسبوع السابق، إذ أغلق على قيمة 19.679 نقطة بنسبة تغيّر سالبة قدرها –0.2%، بينما أغلق مؤشر الأسهم القيادية DLX على قيمة 2.322 مرتفعاً بنسبة وقدرها 3.6% مقارنة بالأسبوع السابق، وتصدّر سعر سهم الشركة الأهلية للنقل (السهم الأكثر ارتفاعاً) خلال الأسبوع الثاني من آذار بنسبة ارتفاع 15.7% عن الأسبوع السابق ليغلق سهمه على سعر 3.532 ليرة، أما السهم الأكثر تراجعاً فكان سهم شركة اسمنت البادية، منخفضاً بنسبة 6.45% عن الأسبوع السابق ليغلق سهمه على سعر 7.028 ليرة.
وكان لسهم بنك سورية الدولي الإسلامي النصيب الأكبر من التداولات، حيث حقّق قيمة تداول تجاوزت 2 مليار ليرة نتيجة تنفيذ صفقة ضخمة عليه بقيمة 2 مليار ليرة سورية.
البعث