لا يزال نقص المازوت يرخي بظلاله السوداء على الواقع الخدمي والإنتاجي والسياحي والتنموي في محافظة طرطوس إضافة لما يرافق ذلك من خلل وفساد وسوق سوداء وارتفاع في الأسعار تحت حجة تأمين المادة من هذه السوق بأسعار تفوق السعر الرسمي أو الصناعي بعدة أضعاف، مع تأكيد أن استمرار هذا النقص بعض النظر عن أسبابه سيفاقم الأمور سلباً في مختلف المجالات المتعلقة بالنقل العام ونقل البضائع من المرفأ إلى مقاصدها والإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي والحياة المعيشية بشكل عام.
اليوم نتوقف مع مشكلة المازوت مع الشاحنات التي تنقل البضائع الواردة عبر مرفأ طرطوس بعد أن تكررت حالات الانتظار عند مكتب تنظيم نقل البضائع عدة مرات مع بقاء الشاحنات محملة بضائعها ليوم أو يومين أو ثلاثة لأسباب تتعلق بنقص المادة وبالبطاقة وبالآلية المتبعة في التعبئة، فقد وصلت(الوطن)عدة اتصالات من سائقي شاحنات حول ما تقدم وقامت بزيارة للمكان الأسبوع الماضي ووجدت أن عشرات الشاحنات المحملة تنتظر تعبئة المازوت، ولدى سؤال بعض السائقين شكوا من هذا الواقع المر وطالبوا بتأمين المادة لهم وتعبئة ما هو مخصص للشاحنة إما داخل المرفأ وإما من محطات على الأوتستراد وليس من مكتب تنظيم نقل البضائع كما يحصل الآن، حيث يطلب من كل سائق أن يحمّل البضاعة من المرفأ ثم يسلك طريقاً طويلاً ليلف ويأتي إلى مكتب الدور وينتظر إما بسبب عدم توافر المازوت أو بسبب عدم فتح البطاقة ما ينعكس سلباً على البضاعة وزمن إيصالها وغير ذلك إضافة لما تسببه الشاحنات المنتظرة من ازدحام وأزمات مرورية في المنطقة الممتدة من الأوتستراد باتجاه البلاطة وجسر البلاطة وصولاً لمكتب نقل البضائع.
رئيس نقابة النقل البري وائل حسين في طرطوس أوضح أن المشكلة تم حلها بزيادة كمية المازوت الأسبوع الماضي أما بشأن الآلية المتبعة حالياً فدافع عنها وأكد أنها الأنسب لأسباب كثيرة.
وبسؤال مدير مكتب نقل البضائع في طرطوس محمد عبد الرحمن عن اقتراحه للتخلص من منظر الشاحنات المنتظرة لأيام من الآن وصاعداً ولاسيما أن عدداً من السائقين أكدوا أنهم ينتظرون وسياراتهم محملة منذ يومين أو ثلاثة أيام عند مكتب الدور قال: اقترحنا أن تتم عمليه تعبئة المازوت على الحمل وليس على الخمسة أيام ضمن الكمية المخصصة للسيارة خلال شهر وليكن 1400 لتر شهرياً وهو المقترح الأمثل والأصح وهكذا نلغي هذا المظهر من أرتال السيارات التي تنتظر إلى أن تفتح بطاقتها للتعبئة وهي خمسة أيام وتتم عمليه الشحن بصورة أسرع ما يعطي اقتصادية وتقليل الوقت بعملية شحن البواخر التي تشحن حمولات القمح والذرة والصويا والتجاري منها، وختم بالتأكيد أن تجاوب وزير النقل مع اقتراح زيادة كمية المازوت المخصصة للشحن أدى لمعالجة المشكلة الأسبوع الماضي وتعبئة 850 شاحنة كانت محملة من المرفأ للقطاع العام.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في مجلس المحافظة حسان ناعوس أكد لـ«الوطن» أن المحافظة تبذل جهداً كبيراً لنقل ما يرد من البضائع عبر مرفأ طرطوس إلى مقاصدها في المحافظات من دون تأخير ومن دون ترتب غرامات بالقطع الأجنبي لمصلحة السفن الناقلة وتعمل مع وزير النفط لزيادة كمية المازوت لهذا الغرض.
أما بالنسبة للآلية المتبعة فرأى ناعوس أنها هي الطريقة الأنسب ولا بديل منها علماً أن شرط تعبئة المازوت لأي شاحنة هو أن تكون محملة من المرفأ والحمل على ظهر الشاحنة والبطاقة مفتوحة.