افتتحت وزيرة الثقافة د.لبانة مشوّح اليوم المؤتمر الدولي لبحث آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال” الذي تقيمه وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع وزارة السياحة في القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق بحضور السيد وزير السياحة م.محمد رامي مرتيني وكوكبة من علماء الآثار الأجانب.
كما افتتح معرض “ترميم” على سور حديقة المتحف الوطني والذي استعرض أهم أعمال الترميم التي نفذت من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف في عدد من المباني الأثرية، وكرم عالم الآثار الإيطالي باولو ماتييه من خلال زراعة شجرة حمضيات باسمه في حديقة المتحف الوطني.
كلمة وزيرة الثقافة د . لبانة مشوح خلال افتتاح المؤتمر
أهلا وسهلا بكم جميعاً، رؤساء البعثات الأثرية العاملة في سورية، وباحثين، ومنقبين أساتذة وطلاباً…
يسعدني أن أرحب بكم في هذا المؤتمر العلمي عن الآثار السورية والأضرار التي ألحقها بها الزلزال.
وهي ليست المرة الأولى التي تنظم فيها المديرية العامة للآثار والمتاحف مثل هذه المؤتمرات التي تتيح للبعثات الأثرية العاملة في سورية عرض أعمالها وما توصلت إليه، وتبادل الرأي في أمور تعود بالفائدة العلمية والخبرة العملية على المشاركين، وتضيف جديداً إلى معارفنا عن الإنسان السوري الذي سكن على هذه الأرض وجعلها مصدر إشعاع حضاري عمراني وفني. بنى المدن، واخترع الأبجدية، وأنبت الزرع، وابتكر أساليب الري والتصريف. رفع الحصون والقلاع والمعابد، وكان جسر تعارف وسلام بين الشعوب.
أهلا وسهلا بكم جميعاً، رؤساء البعثات الأثرية العاملة في سورية، وباحثين، ومنقبين أساتذة وطلاباً…
يسعدني أن أرحب بكم في هذا المؤتمر العلمي عن الآثار السورية والأضرار التي ألحقها بها الزلزال.
وهي ليست المرة الأولى التي تنظم فيها المديرية العامة للآثار والمتاحف مثل هذه المؤتمرات التي تتيح للبعثات الأثرية العاملة في سورية عرض أعمالها وما توصلت إليه، وتبادل الرأي في أمور تعود بالفائدة العلمية والخبرة العملية على المشاركين، وتضيف جديداً إلى معارفنا عن الإنسان السوري الذي سكن على هذه الأرض وجعلها مصدر إشعاع حضاري عمراني وفني. بنى المدن، واخترع الأبجدية، وأنبت الزرع، وابتكر أساليب الري والتصريف. رفع الحصون والقلاع والمعابد، وكان جسر تعارف وسلام بين الشعوب.
هذه إذن ليست المرة الأولى التي ننظم فيها مثل هذه المؤتمرات. لكنها بالتأكيد المرة الأولى منذ بداية الحرب الإرهابية الشرسة على وطننا، التي يشارك فيها هذا العدد المهم من الشخصيات العلمية والبعثات الأثرية الأجنبية التي تعمل في سورية. بعضها لم يغادرها في أحلك وأصعب الظروف التي مرت عليها، وأصر على الاستمرار في البحث وفي تأهيل الكوادر والطلاب (كالبعثة الهنغارية التي تابعت أعمالها في قلعتي الحصن والمرقب. وبعضها الآخر عاد إليها عام 2019. وهناك خمس بعثات إيطالية تعمل في عدد من التلال (تل إيبلا وطوقان، وفرزت ريف دمشق، وعمريت، وتل الكزل كركوس… وإننا إذ نرحب بكل جهد شريف مخلص يقدَّم لنا لمساعدتنا في تأهيل كوادرنا والكشف عن كنوزنا الحضارية، ندرك الضغوط التي مورست على الكثيرين من محبي سورية والعقبات التي حالت دون تواجدهم فيها لمشاركتنا الدفاع عن تراثها الإنساني العظيم.
العقبات ما تزال قائمة، والضغوط ما تزال تمارس وبمختلف الأشكال، لكن تواجدكم الذي يتزامن وبداية مرحلة التعافي هو دليلُ رغبتكم، أفراداً علماء وباحثين ومؤسساتٍ علمية، بمدّ يد العون لسورية التي عانت من حرب فرِضت عليها، نال تراثَها ما نالَه من ويلاتها ومن تبعات حصار أحادي يريد أن يستنزف طاقاتِنا وصبرَنا، كما يستزف خيرات وطننا، وأن يُضعِف إرادتنا. لكن وجودكم هنا اليوم أكبر دليل على أن سورية ليست وحيدة في سعيها لحماية تراثها، فكل غيور على الحق والحقيقة، كل مدرك لقيمة هذا التراث الفريد في تنوعه وغناه، ولموقعه المرموق على خريطة التراث العالمي، يقف إلى جانبنا ويدعم جهودنا.
أتمنى لمؤتمركم هذا بالتوفيق، وأن تخرجوا بنتائج وتوصيات تُفيد في إيجاد حلول لما استعصى من مشكلات في ترميم المواقع التي تضررت بالزلزال، وأن تقدِّموا عبر جهودُكم ونتائجِ أعمال بعثاتكم إضافات حقيقية للكشف عما خَفي من عظمة التراث الثقافي السوري.