ينتهز المستثمرون الأسبوع الأخير من العام لجني الأرباح على الأسهم، ويقول محللون إن هذا سيصب في صالح الذهب، لأن المتداولين ينسحبون من الأسهم، ويعيدون الاستثمار في الأصول الأكثر أمنًا.
يقول فيليب ستريبيل، من بلو لاين فيوتشرز: “تاريخيًا نرى المستثمرين يعيدون أخطاء الماضي. وما قد يحدث هو التالي: مطاردة الأرباح على الأسهم الأمريكية، وإعادة تمركز رأس المال في أصول كالذهب.” “فربما يرى الذهب تدفقًا جديدًا من النشاط،” وفق تصريحات لموقع كيتكو نيوز.
من ناحية الموسمية، والتي تتحكم بالمعنويات والأصول، فالذهب يؤدي أداءًا طيبًا بنهاية شهر ديسمبر، وبداية شهر يناير، كما رأينا صعود الذهب العام الماضي.
يقول حسين سيد، من إف إكس تي إم: “لو أراد المستثمرون جني بعض الأرباح، لتقليل المخاطر على المحافظ الاستثمارية، سيتلقى الذهب تدفق قوي بالأيام الأخيرة لعام 2020.” “ونظل في إيجابية على المعدن الأصفر، مع استمرار العوائد الحقيقية سلبية.” ويدعم الذهب العوامل التالية:
بيئة العوائد المنخفضة_العوائد الحقيقية السلبية
مخاوف زيادة التضخم، بما يضعف الدولار ضعف الدولار الأمريكي مع استمرار عمليات الضخ والتحفيز النقدي
ولكن إلى الآن تخيب المخاوف السياسية العظمى كالتي مررنا بها على مدار سنوات، فالانتخابات الأمريكية انقضت، وتمكنت بريطانيا من التوصل لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي في اللحظات الأخيرة.
ولكن يرى محللون مثل ستريبيل فرصًا لوصول الذهب لـ 1,900 دولار للأوقية خلال الأسبوع الأخير. ولكن لاستمرارية الصعود، على الذهب الوصول لـ 1,920 دولار للأوقية، والإغلاق فوقها.
فيتابع: “يمكن الوصول لمستويات 1,904-1,905 دولار للأوقية، والاتجاه منخفض منذ أغسطس، مع ارتفاعات منخفضة، وانخفاضات منخفضة. لو وصل الذهب لـ 1,920 دولار للأوقية، سنغلق في منطقة إيجابية، وربما يكون هناك شيء أعمق من هذه المنطقة.”
بينما يقول جيم وايكوف، من كيتكو، إن ثيران الذهب لها الأفضلية على المدى القريب خلال الأسبوع المقبل.
يحدد وايكوف نقاط الدعم والمقاومة كالتالي:
ارتفاع ليلة الثلاثاء 1,889.40 دولار للأوقية، ثم 1,900 دولار.
والدعم عند انخفاض الأسبوع لمستوى 1,859.00، ثم 1,850.00.
ويحتاج الثيران لقوة جديدة لاستمرارية الاتجاه الصاعد. وسيكون الهدف التالي للثيران هو إغلاق العقود الآجلة عند ارتفاع نوفمبر، والذي تحول لمقاومة عند مستوى 1,973.00 دولار للأوقية.
وكان عام 2020 إيجابي للذهب، بارتفاع 22% للعقود الآجلة.
ويظل المحللون بحالة من الإيجابية حول الذهب للعام الجديد.
ويقول إد مويا إن مستويات الذهب العام القادم ستكون 2,300 دولار للأوقية.
التركيز الآن سيكون على فيروس كورونا الذي يتحور سريعًا مع ظهور السلالة البريطانية الجديدة التي أربكت الأسواق بداية الأسبوع الماضي.
والتركيز الآخر سيكون على لقاح فيروس كورونا، فاعليته، وتداعياته، ولوجستيات الإمداد في ظل الإصابات القياسية المسجلة يوميًا، وضعف النظام الصحي في الولايات المتحدة، وانتظار أرقام الإصابات في فترة ما بعد إجازات الأعياد.
والآن، وما يجب أن يركز عليه المستثمرين خلال الأسبوع المقبل هو: دراما ترامب الجديدة حول حزمة التحفيز.
بدأ الأمر كالتالي: الكونجرس تفاوض على حزمة تحفيز لفترة تجاوزت 6 أشهر، وفي اللحظات الأخيرة تمكنوا من توفير حزمة بـ 900 مليار دولار، تتضمن مدفوعات بـ 600 دولار للفرد الواحد، وتغطية لإعانات البطالة، كما حقق الجمهوريون آمالهم بفرض بعض قيود على الفيدرالي الأمريكي.
مرت الحزمة أخيرًا من الكونجرس، واتجهت صوب البيت الأبيض، لتوقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عليها، وتحويل الوثيقة لقانون يطلق إشارة البداية لتوزيع الحزمة.
وهنا كان ترامب عثرة غير متوقعة. خرج ترامب على تويتر، في سلسلة من تغريداته الأخيرة. فقال إن الحزمة “غير مناسبة” و”فضيحة” ولمح إلى عدم الموافقة عليها.
مرت الحزمة بموافقة ثلثي البيتين الجمهوري، والديموقراطي. ويقول ترامب إنه يريد رفع المدفوعات لـ 2,000 دولار شهريًا، وكان هذا حلم الديموقراطيين. ولكن الجمهوري ظل عثرة.
والآن سيتعين على الكونجرس الاجتماع مرة أخرى -في حالة استخدم ترامب حق الفيتو- للتصويت مرة أخرى على تجاوز فيتو الرئيس الأمريكي.
وصرحت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، إنها ستدعو مجلس النواب يوم الاثنين لعقد جلسة، لزيادة المدفوعات لـ 2,000 دولار.
ولكن كل تلك الإعاقات تعطل الحزمة التي يحتاجها المواطنون بشدة.
ويرى إد مويا أن لهذا انعكاس إيجابي على الذهب. في ظل دعم الفيدرالي المتواصل والدعم الحكومي ربما يصل الذهب لـ 2,300 دولار، بغض النظر عن توزيع اللقاح.
وننتظر أسبوع هادئ قصير آخر بلا بيانات، وتعطل التداولات بنهايته مع إجازة رأس السنة.
ولكن الأهم هو تفاصيل الاتفاق التجاري الذي احتفل به بريطانيا والاتحاد الأوروبي الجمعة الماضية.
وكالات