برزت قيمة الذهب في الأشهر الماضية بشكل لافت بسبب جائحة كورونا، فأصبح الحديث عن الأونصة وتقلباتها وتحقيقها لأرقام تاريخية غير مسبوقة هو حديث الساعة، فسطع نجم المعدن الثمين وحاز على كل الأضواء.
لكن في تلك الفترة كان هناك عنصر استثماري آخر يتطور ويبرز بالتدريج بدون أي ضجة، ألا وهو العملات الرقمية وعلى رأسها البتكوين.
حيث غزت عملة “بيتكوين” سوق العملات المالية بشكل مفاجئ حتى باتت اليوم تنافس عملات مالية لها باع وتاريخ طويل في الأسواق المالية.
فبعد انهيار سعر البيتكوين في أذار العام الماضي، تمكنت العملة الافتراضية من استعادة ما خسرته وحتى أنها نجحت بتسجيل سعر قياسي جديد، متجاوزة عتبة 35 ألف دولار، مما جعل من السوق المالي الافتراضي يصعد ويصبح مؤثرا برأسمال إجمالي يبلغ أكثر من 640 مليار دولار أمريكي.
لكن انتعاش البتكوين لم يكن مجرد صعود ومكاسب لعملة ما، بل حمل معه طابعاً مميزاً ودلالات تلقفها الخبراء وفهموها تشير بوضوح إلى بداية عصر اقتصادي جديد تظهر فيه العملات الرقمية كبديل محتمل عن النظام المالي الحالي، وخصوصاً عن الذهب.
ويقول الخبير المالي ومدير شركة “Morgan Creek” مارك يوسكو لموقع “فينو أبزور” الروسي أن الارتفاع غير المسبوق للعملة الافتراضية بات يجذب المستثمرين الذين يرون في هذه العملة بديلا مشجعا للعملات المالية الورقية وصولا إلى الذهب.
ويقوم المستثمرون عادة بشراء الذهب في الأزمات للتعويض عن خسائرهم أو لإنقاذ ثرواتهم المالية من خلاله، لكن الملفت في القترة الأخيرة هو انفتاح المستثمرين على الأسواق المالية الافتراضية من خلال شراء عملات البيتكوين الصاعدة لكن بحذر شديد.
لذلك فالتحدي القادم أمام العملات الرقمية حالياً يكمن في كسب ثقة السوق وإبراز كفاءتها لتكون نظام مالي حديث يفي بالغرض لمتطلبات الاقتصاد العالمي الهائلة.
وكالات