زيادة في الأسعار ترافق طرح فئة الـ 5000 ومخاوف من مغبّات جديدة

بالتوازي مع ما اعترى الشارع السوري من تخوّف وتوجس من ارتفاع جديد في أسعار السلع والمواد الاستهلاكية، بما يتناسب مع فئة الـ5000 التي طرحها مصرف سورية المركزي مؤخراً، والتي ستؤدي برأيهم لتآكل العملة النقدية ذات الفئات الصغيرة وإبطال التعامل بها، أكد مدير الخزينة في مصرف سورية المركزي أنه سيجري العمل على سحب الأوراق النقدية التالفة من التداول، وأن كمية الأوراق النقدية من الفئة الجديدة تساوي كمية الفئات النقدية التالفة التي ستسحب من التداول، ولن يكون هناك عرض نقدي أكبر من العرض النقدي الحالي، وأن كل ما يشاع عن مخاوف حول انهيار العملة غير صحيح.

آثار تضخمية

ومع نفي المصرف المركزي لشائعات ارتفاع الأسعار جرّاء هذه الخطوة، كانت الأسواق اليوم خير شاهد على صحة هذه المخاوف التي تكشّفت بارتفاع غير مبرر بأسعار جميع المواد، ليأتي الترجيح هنا للحالة النفسية للمستهلك، إذ أكد الخبير الاقتصادي محمد كوسا أن الأثر السلبي لطرح هذه الفئة سيصيب أصحاب الدخول الصغيرة بسبب توقع ارتفاع أسعار السلع الرخيصة لعدم وجود الأوراق النقدية الصغيرة وتآكلها شيئاً فشيئاً، مشيراً إلى أن غاية المصرف من طرح هذه الفئة هي ضغط حجم الكتلة النقدية الموجودة بالتداول، لاسيما وأن التداولات الكبيرة تحتاج لمبالغ كبيرة، وبالتالي المستفيد الأكبر من هذه العملية هو أصحاب الشركات ورؤوس الأموال، خاصة في ظل غياب مسألة الدفع الالكتروني، لكن في المقابل يستبعد طباعة العمولات من فئات أخرى متدنية “فئة الـ 100 و200″، وبالتالي سيقوم المنتج برفع قيمة المادة المباعة بما يتناسب مع الفئات المطروحة، وأبدى كوسا قلقه حيال طباعة الأوراق النقدية الصغيرة، خاصة أنها تلعب دور المثبط لارتفاع أسعار السلع الرخيصة، والتي تعتبر البديل الوحيد للفقراء لتلبية أدنى احتياجاتهم من المواد والسلع الغذائية الضرورية، في ظل انخفاض الدخول، وتناقص قدرتها الشرائية، فنحن مع المركزي في إصدار فئات نقدية أعلى لتخفيض الآثار التضخمية للتواجد الكثيف للأوراق النقدية لمختلف الفئات في التداول، لكن قانون الأسماك يفعل فعله، فالأوراق الكبيرة ستبتلع الصغيرة، ووفقاً لمزاجية السوق والمستهلك على حد سواء، فإن سعر الصرف سيتغير هبوطاً لليرة السورية، وتصبح السلع الرخيصة معادلتها بالأوراق النقدية الأكبر.

ضخ نقدي

بدورها الدكتورة لمياء عاصي، “وزيرة سابقة وخبيرة اقتصادية”، أكدت بدء التأثير السلبي على الأسواق بارتفاعات جديدة في أسعار السلع اليوم بعد طرح المركزي هذه الفئة، مشيرة إلى عدم وجود معطيات لديها حالياً تؤكد أن هذا الإجراء لن يرفع معدل التضخم، مشيرة إلى أن إجراء المركزي هذا إذا كان مقابل عملة تالفة سيتم سحبها من التداول، ولن تزيد الكتلة النقدية الموجودة في السوق، فإنها لن تؤثر على سعر الصرف، ولا على سعر المواد والسلع الاستهلاكية، ولكن إذا كان طرح هذه الفئة ضخاً نقدياً يحل محل فئات أخرى من العملة السورية، فإن الوضع المعيشي سيزداد سوءاً!.

البعث

 

شارك