أسباب عودة العملات الرقمية للارتفاع

رغم موجة الخسائر التي مُنيت بها سوق العملات الرقمية منذ نيسان الماضي، إلا أنها تمكّنت من تحقيق مكاسب قياسية مؤخراً، مدفوعة بعدة تطورات. تأتي تلك المكاسب بينما لا تزال تواجه سوق العملات الرقمية حملات تضييق واسعة تُهدّد مسارها، في ظل مواقف دول بعينها، من بينها الصين ودول أوروبية، فضلاً عن المواقف المعلنة من قبل العديد من كبار المستثمرين، والتي تؤثر بشكل أساسي على مستقبل تلك العملات التي شهدت في الشهور الماضية نزيفاً متواصلاً وصدمات عديدة.

ورفعت المكاسب الأخيرة التي حققتها العملات الرقمية قيمتها السوقية (مجتمعة) بنسبة تفوق الـ27%، بأرباح أكثر من 328 مليار دولار أميركي، طبقاً لما تظهره بيانات “كوين ماركت كاب”. فيما يعزو محلّلون عودة العملات الرقمية للارتفاع في الفترة الأخيرة، إلى تصريحات رئيس شركة تسلا، إيلون ماسك، بخصوص انفتاح الشركة على قبول عملة “البيتكوين” للدفع، فضلاً عما يدور من تكهنات حول احتمالية دخول أمازون في القطاع، رغم نفي عملاق التجارة الإلكترونية اتجاهه لاستقبال مدفوعات باستخدام “بيتكوين” كما أثير مؤخراً.

إن الارتفاعات التي تشهدها سوق العملات الرقمية لا تتمّ وفق آليات معينة أو معطيات واضحة، ولا يمكن للمستثمر الذي يريد تقنين أوضاعه الاستثمارية أن يجد مبررات للانخفاض والارتفاع ونسبة المخاطرة.

حققت “بيتكوين” مكاسب قياسية بلغت نسبتها مؤخراً نحو أكثر من 30%، بعدما وصل سعرها مؤخراً إلى أكثر من 38 ألف دولار صعوداً من مستوى 29 ألف دولار، لتصل قيمتها السوقية إلى 729 مليار دولار.

وحقّقت عملة “إيثريوم” مكاسب أسبوعية بنسبة أكثر من 31%، ليصل سعرها إلى 2343 دولاراً. وسجلت عملة “بينانس كوين” مكاسب بنحو 17.5%، لتصل إلى مستوى 310 دولارات. وسجلت “كاردانو” مكاسب بنحو 19% تقريباً، ليصل سعرها إلى 1.26 دولار. كما سجلت “إكس ريبل” مكاسب بنسبة 37% تقريباً، ليصل سعرها إلى 0.72 دولار. تلتها عملة “يو إس دي كوين” بارتفاع نسبته 1.9% تقريباً، ليصل سعرها عند دولار واحد. وربحت “دوغ كوين” 17%، مسجلة 0.2 دولار.

إن نسبة المخاطرة المرتفعة في تلك العملات تأتي أيضاً من إمكانية تدخل العنصر البشري بصورة مباشرة فيها، سواء بالتحويلات أو الأنشطة والعمليات غير المقنّنة دولياً، وهو ما يفسّر تراجعاتها ثم ارتفاعاتها المفاجئة.

(وكالات)

شارك