بين محافظ ريف دمشق معتز أبو النصر جمران أن واقع المحافظة صعب في بعض القطاعات الخدمية، معيداً صعوبة الواقع للحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة، مؤكداً أن المحافظة على الرغم من ذلك تسعى للارتقاء بالواقع الخدمي وفق المكونات المتاحة.
وقال جمران موجهاً كلامه لمديري المؤسسات الخدمية الذين حضروا جلسة اليوم الثاني من جلسات مجلس المحافظة من كهرباء ومياه وتموين ومحروقات وزراعة: إن المواطن يعلم هذا الواقع لكنه يطلب من هذه الإدارات الصدق معه وموجهاً سؤالاً مباشراً لمعاون مدير المياه هل عندنا مياه للشرب كافية وكانت معاون المدير قد أجابت إن المصادر المائية متاحة وجيدة ولكن المشكلة في الطاقة وأنه تم الانتهاء منذ فترة من إنهاء مشكلة المياه الشرب في كل من ببيلا وسيدي قداد وعقربا وبيت سحم.
لا حلول
وأصر محافظ الريف على حل الموضوع، مؤكداً أن الريف عطشان وأن المحافظة لم تصل إلى حلول لإنهاء هذه المشكلة مع شركة الكهرباء ولا مع مؤسسة المياه وحتى بيت سحم التي تحدث عنها المعاون لا تزال تعاني من مشكلة فهناك سوء في توزيع مياه الشرب. فضاحية قدسيا كانت تأتيها المياه يوم بيوم ثم أصبحت كل يومين والآن كل عشرة أيام، علماً أن الجواب لديكم كمديرين أنه لا مشكلة مياه وأن المنطقة تغذى من بردى وآبار جديدة يابوس ووادي مروان الذي أصاب مولدات التغذية عطل ثم فوجئ من مدير المياه بأن آبار جديدة يابوس خرجت عن الخدمة.
وهنا أجاب مدير كهرباء الريف أن آبار جديدة يابوس تتغذى من مخرجين ولا يعمل سوى مخرج واحد وهذا المخرج بعد إصلاحه عاد وتعطل بعد انفجار الكبل.
جواب مدير الكهرباء أثار استغراب المحافظ عن الكيفية التي ضرب بها الكبل بعد إصلاحه بأربعة أيام مؤكداً وجوب خروج المحافظة من مطبي مياه الشرب والكهرباء.
وانتقل محافظ الريف في نقاشه إلى مدينة الحجر الأسود، متسائلاً عن الكيفية التي سيعود بها الأهالي للمدينة ما دامت الكهرباء لم تصل والمياه لم تضخ في الشبكة وهنا بين مدير كهرباء الريف أن الشركة جاهزة لتركيب المحولات بدءاً من اليوم إذا كان هناك توجيهات فالشبكة مدت الكبل في المرة الأولى لكن تمت سرقته وهو بطول 600 متر «ومن ثم قمنا بمده للمرة الثانية ووصله بالتيار حتى لايجرؤ أحد على سرقته».
وأجاب معاون مدير المياه بأنه تم تأهيل بئرين لتكون مناهل للأهالي وأنه تم وضع مجموعة توليد لعملهما جواب مدير الكهرباء ومعاون مدير مياه الشرب استدعى من المحافظ تحديد مهلة خمسة أيام لكي تركب المحولات وتعمل المناهل وتعبأ الخزانات بالمياه لكي يعود الناس.
الأجهزة غير متوافرة
وانتقل نقاش المحافظ بناء على تساؤلات أعضاء مجلس المحافظة لمناقشة واقع الخبز مبيناً أنه حتى في رغيف الخبز المواطن غير مرتاح وموجهاً سؤاله لمدير التموين لبيان الواقع وخصوصاً في ظل عدم توافر أجهزة لتوزيعها على المعتمدين.
وكشف مدير تموين الريف نائل إسمندر في حديثه عن المخابز الخاصة أن 85 ألف ربطة تباع خارج البطاقة الذكية، وموضحاً أن رئيس بلدية ما يتصل به ليبلغه أن عملية بيع مادة الخبز خلال أيام معينة تمت خارج البطاقة الذكية لعدم وجود تغطية هاتفية لكي تعمل أجهزة المعتمدين وأن البلدية اضطرت لتوزيع الخبز ربطتين لكل بطاقة حتى توفر المادة المستهلكين، موضحاً أنه وعند السؤال أين ذهبت البطاقات ومن قطعها تبين أنها ذهبت إلى المخابز وقطعت كطحين.
ما قاله مدير التموين استدعى من المحافظ طرح السؤال عن السبب بعدم تنظيم الضبط التمويني اللازم أو بالأحرى لماذا لم ترسل دورية تموين للبلدية لمعرفة ما إذا كان هناك تغطية أم لا ووجهه لعمل اجتماع في قاعة المجلس مع رؤساء الوحدات الإدارية والمعتمدين للوصول إلى نتائج وآليات عمل بحلول الخميس القادم، وأنه سيقوم شخصياً بمناقشتها مع وزير التموين لحل مشكلة الخبز في الريف إما بتوفير الإمكانات أو بإلغاء التوطين وخصوصاً في ظل عدم توافر أجهزة لتوزيعها على المعتمدين.
الربط المكاني
وانتقل محافظ الريف في نقاشه مع أعضاء مجلس المحافظة إلى موضوع المحروقات، وخصوصاً محطات الوقود وعمليات الإغلاق التي تجري لها، مبيناً أن هذا الأمر يؤثر في عملية الربط المكاني لوسائل النقل مع محطات الوقود لتسهيل حصولها على مخصصاتها مشركاً بالحوار مدير المحروقات الذي بين أنه يتم إغلاق المحطات بناء على تعميم وزير التموين وأنه يمكن لمدير التموين الاكتفاء بضبط التموين، دون الإغلاق الكامل للمحطة مبيناً أن عملية الربط المكاني للسرافيس تجري الآن في التل ومحيطها حيث تم ربط 255 سرفيساً بواقع 30 سرفيساً في كل محطة وعددها 11 محطة وقود.
مداخلات
وكان مجلس المحافظة قد بدأ مناقشات جلسته برئاسة رئيس المجلس صالح بكرو وحضور نائب المحافظ يوسف حمود وركز أعضاء المجلس على موضوع الخبز مبينين في مداخلاتهم أن سعر الربطة وصل إلى ألفي ليرة وأن بعض المعتمدين «قبروا الفقر» على حد تعبير أحد الأعضاء وبين آخر أنه لا أجهزة وأن المعتمدين يتناوبون عليها كل أربعة معتمدين بجهاز واحد وأن شريحة واسعة من المستهلكين لا تحصل على كامل مخصصاتها وأن بعض المعتمدين يقتطع نصف المخصصات، وخصوصاً من يحق له أربع ربطات لا يعطى سوى ربطتين مطالبين بزيادة الدوريات على الأفران وخصوصاً في جديدة الخاص والغزلانية بسبب تدني جودة الرغيف والوزن مبينين أن إغلاق الأفران نتيجة الضبوط التموينية يضر المواطن بالدرجة الأولى.
وطالب عضو آخر بإعادة تقييم المعتمدين فصاحب الفرن أصبح مثل صاحب محطة الوقود يتحكمان بلقمة المواطن وأن هناك سلطة خفية تتحكم بكل فرن وكل محطة وقود وانتقد عضو آخر عمل وزير التموين، مبيناً أن الوزير يعتقد أنه في المدينة الفاضلة فقبل التوطين كان أبناء المحافظة يحصلون على مخصصاتهم من مادة الخبز وأما الآن فلا أجهزة ولا خبز فإذا كان لا يوجد لديهم أجهزة في التموين فليلغوا التوطين.
وكشفت عضو مجلس عن وجود خطوط ذهبية في الكهرباء مبينة أن وضع الكهرباء في مرج السلطان صعب ويجب تحسينه حتى إن استطاعتها متدنية.
واقع التوليد
بدوره بين مدير الكهرباء بسام المصري أن واقع التوليد حالياً على مستوى القطر 1900 ميغا انخفض إلى 1500 ميغا لأنه خرجت خلال الأيام الماضية أربع محطات عن الخدمة بسبب عدم توافر الوقود وهي محطات بانياس 1و 2 والزارة ومحردة وتدنى الإنتاج إلى أقل من 1500. لكنه عاد إلى هذا الرقم بسبب خروج معمل السماد عن الخدمة.
وبين المصري أن كمية الريف من التوليد نحو 400 ميغا 250 ميغا للمخارج المعفاة من التقنيين منها 70 ميغا للآبار فإن المتبقي لا يتجاوز 100 ميغا وهذا ما يتم توزيعه للمشتركين في حين أن حاجة الريف 1400 ميغا.
وكشف المصري أن لا يمكن تحديد برامج للتقنين وأن التوزيع يتم وفقا للحالة الإسعافية وذلك حسب كمية التوليد، مبيناً أن 4 آلاف مركز تحويل بحاجة لإعادة تأهيل في حين أن الإنتاج الداخلي لا يتجاوز عدد الأصابع من المحولات، كاشفاً عن تعرض 400 مركز تحويل للسرقة منذ شباط ما أدى لتوقف الخطة الاستثمارية للشركة.