مشكلة مزمنة والحل صعب.. بين معمل الإسمنت ومجبل الخدمات الاتهامات متبادلة … مدير بيئة طرطوس : المعمل كارثة بيئية إنسانية والحل مركزي

الأصوات ترتفع كل يوم والناس أنهكت من الشكوى والخوف، والسؤال واحد إلى متى غبار معمل الإسمنت بطرطوس؟ فقد عانى المواطنون من كثرة الأمراض الصدرية.

سنوات وسنوات والشكاوى مستمرة ووزارة الصناعة تصر على دوره الاقتصادي وإن كان كارثة بدوره الإنساني والصحي والبيئي.. فأي جدوى اقتصادية مقابل ألم يجب أن يتحمله المواطن؟

حيث أكد المواطنون لجريدة «الوطن» أن الوضع يزداد سوءاً والغبار بات كثيفاً جداً ودائماً ويغطي الشجر وصدور البشر، فلم تعد الحياة مقبولة في المنطقة أبداً، وهي البقعة الجميلة التي تطل على البحر والجبل.

متسائلين أليس من الأفضل تحويل المنطقة إلى موقع سياحي جميل يحقق إيرادات كبيرة للحكومة والمواطن من معمل يحقق إيراداً لوزارة واحدة ويصب بالخسائر على المواطن والوزارات الأخرى نتيجة الأمراض والخسائر الزراعية والسياحية؟

فالغبار الأبيض والأسود يدخل المنازل ويخيم عليها وعلى الأشجار.. والأمراض تزداد خاصة منها السرطانات والخوف بات على الأطفال التي تنشأ وسط هذا الجو الملوث والتي ستكون تداعياته عليهم في قادم الأيام.

مدير عام شركة إسمنت طرطوس هلال عمران أكد أن سبب زيادة نسبة الغبار هي حالات الفصل لعمل الأفران ما يؤدي لزيادة نسبة الغبار المتصاعد عند بداية الإقلاع إضافة إلى نوعية الشوائب الموجودة بالحجر الكلسي في البلوك الثاني ومن ثم في الأفران.

وعن إمكانية تبديل الفلاتر الموجودة، لفت إلى أن الأمر مرهون باستملاك البلوك الثالث وفقا للجدوى الاقتصادية لأن قيمة هذه الفلاتر القماشية ضخمة وتقدر بأكثر من أربعين مليار ليرة، لأن الاستملاك يمد بعمر المعمل الزمني إلى أكثر من عشرين عاماً أما إذا لم يتم الاستملاك فان عمره من 5 إلى 7 سنوات.

وبخصوص الصيانات الدورية أوضح عمران أن الصيانات مستمرة ونسبة أداء الفلاتر الحالية ٧٠ بالمئة كاشفاً أن تعويض المزارعين للمناطق المحيطة بالمعمل يبلغ مئات الملايين سنويا وهي مدفوعات مرهقة للمعمل نتيجة الدعاوى التي يرفعها المزارعون المتضررون بحيث تكون تعويضاتهم وفقاً للمساحة ونوعية الزراعة.

من ناحية أخرى طالب عمران بالانتباه إلى مشكلة مجبل الخدمات الفنية القريب من المعمل والذي يتسبب وفق ما أوضح بغبار كثيف وعلى ارتفاع منخفض بعكس المعمل الذي يكون غباره مرتفعاً، وفي بعض الأحيان يعتقد الناس أن الغبار صباحاً سببه المعمل وهو في الحقيقة من المجبل.

يبدو أن الغبار بات من كل حدب وصوب، ولم تعد المشكلة عائقاً وإنما غياب التفكير بالحلول، والدليل زيادة الطين بلة وإقامة المجبل في المنطقة.

حيث تواصلت «الوطن» مع مدير الخدمات الفنية بطرطوس أحمد سليمان الذي رفض أن يقارن غبار المجبل بغبار المعمل، فالمجبل يعمل ٤ ساعات يومياً وضمن الفترة الممتدة من الشهر الخامس إلى نهاية الشهر العاشر فقط.

وعلى الرغم من ذلك فإن المديرية أعلنت مرتين عن طلب شراء فلاتر للمجبل بقيمة لا تتجاوز ١٠٠ مليون ليرة، ولكن لم يتقدم أحد وعليه فان المديرية تدرس إمكانية تقديم عروض لشركات القطاع العام.

مدير البيئة بطرطوس علي داوود أكد «للمرة المليون» وفق كلامه، أن معمل الاسمنت كارثة بيئية وإنسانية، وكل الجهات المحلية والمركزية المعنية تعلم بالأمر، والكتب الرسمية باتت بالعشرات وكلها تشير إلى أن نسب التلوث فوق حدود التلوث المسموح بها بمراحل كثيرة.

وعن الحل لفت إلى أن الأمر مرهون برئاسة مجلس الوزراء أو بفرض عقوبات من المجلس الأعلى للبيئة، والحل مركزياً فقط.

وبخصوص المجبل أكد أنه من خلال جولة تفتيش رفعت مديرية البيئة جملة من المقترحات والتوصيات إلى محافظة طرطوس من أجل وضعه البيئي، ولكن لم ينفذ منها شيء.

شارك