ما من قاعدة واضحة كما الأيام السالفة في سوق الذهب المحلي فحركة البيع والشراء غير مفهومة وتخضع لمزاج المستهلك لا السوق كما كان حالها، والطلب مختلف اختلافاً جذرياً عما مضى، فالطلب يتركز منذ أشهر على ذهب الادخار من ليرات وأونصات على الرغم من تساوي أجرة الصياغة للقطع الفنية (المعروفة اصطلاحاً بين أبناء المهنة بالقطع المتقنة) مع صياغة الليرات و الأونصات وتتجاوزها أحياناً وهي ناحية يجهلها الزبون.
جولة في السوق
الثورة وفي جولة لها على مدى الأيام الثلاثة الماضية في أسواق الذهب في الحريقة (بأسواقها الثلاثة) وشارع العابد والمزة سجلت غياباً تاماً لأي من الليرات والأونصات في حين تتوفر وبكثافة مختلف القطع الفنية والتي بيعت بعض تصاميمها لدور الأزياء والذهب العالمية، أما عن سبب ذلك فيعود بحسب الصاغة أنفسهم الى أمرين اثنين: أولهما أن الطلب الكثيف على ذهب الادخار يجعل الكميات تنفد خلال زمن قياسي من طرحها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن سكب الليرات والأونصات لم ينخفض ككمية عن ذي قبل بل هو ذاته ولكن الطلب الكثيف مقابل الإنتاج المحدد بكمية معينة لم يتغير منذ سنوات يجعل هذه النوعية من المصوغات مفقودة وخلال يوم على الأكثر من طرحها وتوزيعها.
الأمر الثاني في هذه المعادلة هو تقييد النقابة لسعر المبيع بالنسبة للغرام وإلزام الصاغة بالبيع وفقاً له في حين أن السعر الحقيقي يتجاوز المعلن عنه في النشرة الرسمية بمبلغ لا يقل عن 100 ألف ليرة سورية، وبالنسبة لسعر اليوم المحدد بمقدار 703 آلاف ليرة فإن السعر الحقيقي للذهب تبعاً لتقلبات سعر الصرف هو 800 ألف ليرة ، الأمر الذي لا يحفز على زيادة الكميات المنتجة من الليرات والأونصات عن الكمية المحددة منذ طرح الليرة والأونصة السورية.
أجرة الصياغة
أمر آخر أشار إليه الصاغة وهو أجرة الصياغة بالنسبة لذهب الادخار، حيث يقبل المواطن على الليرات والأونصات اعتقاداً منه بأن صياغتها تقل عن القطع الأخرى، في حين أن الصياغة هي هي ولا اختلاف عليها، فالليرة الذهبية تقابلها أجرة صياغة تصل إلى 4010 ألف ليرة في حين أن أجرة الأونصة المحلية تصل إلى 2,5 مليون ليرة سورية، وهي ناحية تتقاطع مع الكمية المنتجة إذ إن تقييد سعر المبيع يعني (وفقاً للصاغة أنفسهم) خسارة في القطعة الواحدة تتراوح بين 800 ألف ليرة لليرة الذهبية ونحو 4 ملايين ليرة في الأونصة، تبعاً لكون السعر الرسمي أقل من الحقيقي بمبلغ 100 ألف ليرة، وعلى اعتبار وزن الليرة الذهبية 8 غرامات والأونصة حوالي 40 غراماً (38,5 غراماً) فإن الخسارة في كل غرام تكون 100 ألف ليرة وبضرب غرامات الوزن بمبلغ 100 ألف يكون المبلغ النهائي للخسارة في كل قطعة، بحسب صاغة وباعة الذهب في السوق.
وفيما يتعلق بارتفاع سعر الذهب محلياً مقابل استقراره عالمياً قال نقيب الصاغة غسان جزماتي أن السعر المحلي وكما هو محكوم بالسعر العالمي إلا أنه كذلك محكوم بتقلبات سعر الصرف لافتاً إلى أن هذه التقلبات واضحة للجميع والأسعار في الأسواق متقلبة كما سعر الصرف بالنسبة لكل السلع ولا يخرج الذهب عنها بحال من الأحوال، منوهاً بما تقوم به النقابة من إلزام اعضائها بالبيع بالسعر الرسمي رغم عدم التزام كل السلع الموجودة في السوق بهذه المعادلة.
غرام الذهب 703 آلاف ليرة
وبالنسبة لأسعار الذهب اليوم قال جزماتي إن غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً سجل سعر 703 آلاف ليرة سورية في حين بلغ سعر غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً 602571 ليرة أما الليرة الذهبية السورية فبلغ سعرها 6 ملايين ليرة لتسجل الأونصة الذهبية السورية سعر 26,1 مليون ليرة، كما بلغ سعر الليرة الذهبية الانكليزية من عيار 22 قيراطاً 6,4 ملايين ليرة، أما الليرة الذهبية الانكليزية من عيار 21 قيراطاً فبلغ سعرها 6 ملايين ليرة سورية، أما عالمياً فقال نقيب الصاغة إن سعر الأونصة بلغ 1916 دولاراً مبيناً أنه سعر مستقر منذ أسبوع مضى وحتى اليوم.
الثورة