الدفع الالكتروني قاب قوسين.. خبير مصرفي: حل مشكلة الازدحام تفصيل بسيط بالنسبة لحجم المشروع.. مواطنون: لا نملك التقنية المناسبة

قاب قوسين أو أدنى تدق ساعة الصفر لبدء العمل بالدفع الالكتروني مع بداية العام القادم، فلا تكاد لا تمر ساعة دون تلقي رسالة sms”” من شركتي الخلوي على أجهزة المشتركين لتفعيل الخدمة، ولاشك أن عملية الدفع الالكتروني أداة من الأدوات الحضارية المتطورة والغاية منها تخفيف حركة الأموال النقدية ومواكبة التطور التكنولوجي.

ضعف في الثقافة الالكترونية
إلا أن القيمين على التجربة نسوا أن الثقافة العامة بالمجتمع تجاه هذا النوع من الدفع مازالت ضعيفة، إضافة إلى تخوف المواطنين من التطبيق الالكتروني لعدم الأريحية باستخدام الأجهزة المرافقة للدفع ، كما أن الجهات المعنية كثيراً ما استفاضت بحديثها عن أهمية الدفع الالكتروني إلا أن هنالك مفاصل مهمة غابت في ظل انعدام البنى التحتية والفنية.
صحيفة الثورة حاولت استطلاع الآراء وصدى تعميم الدفع الالكتروني في عدة أماكن متفرقة بدمشق وريفها، ومن مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية.

تأخرنا بالتطبيق
وقال إبراهيم يوسف موظف: عمليات الدفع الالكتروني ليست وليدة اللحظة وموجودة بأغلب دول العالم وخاصة المتقدمة منها، ونحن تأخرنا بتطبيقها بسبب ظروف الحرب التي مرت بها البلاد، وأدت لخلق واقع من سوء الخدمات المرتبط بتفعيلها كسوء شبكة الانترنت، وسوء التغذية الكهربائية
و كمثال للدفع الالكتروني السيئ الجهاز القارئ لقطع الخبز عند المعتمدين حيث تفعل البطاقات بعد عدة ساعات بسبب ضعف شبكة الانترنت.

مشكلة ضعف الانترنت
أبو علاء صاحب متجر رأى أنه قبل الإقدام على هذه الخطوة يجب أن توضع ثقافة التوعية بسلم الأولويات من قبل الجهات المعنية، فكثير من الناس لا تمتلك معرفة الكثير عن تفعيل هذا النوع من الخدمة، إضافة إلى عدم وجود انترنت على جميع أجهزة الخلوي للقيام بعملية الدفع الالكتروني أو امتلاك جهاز خلوي متطور للقيام بعملية الدفع الالكتروني بسبب غلاء أسعارها وتلك مشكلة أخرى.

رصيد الدفع الالكتروني مربك
مريم ربة منزل اعتبرت أن الدفع الالكتروني خطوة استباقية غير صحيحة رغم إيجابياتها، إضافة فضعف شبكة الانترنت وضعف مستوى المعيشة لا تسمح للجميع بوضع أرصدة للدفع في شركات الخلوي، إضافة وخاصة من هم غير موظفين.
عدد من المواطنين اتفقوا على أن الخطوة ممتازة وهي توفر وقتا وجهدا وتخفف من الازدحام على كوات دفع الفواتير، و بإمكان المواطن الدفع في أي وقت وبالمكان الذي يتواجد فيه حتى لو بعد ساعات وأيام من صدور فواتير الهاتف الأرضي والكهرباء والمياه المرسلة، عبر رسالة.
تفاؤل بالتطبيق
أحد موظفي شركات الخلوي كان أكثر تفاؤلاً موضحاً أن عملية الدفع الالكتروني تتم عن طريق إحدى شركتي الخلوي العاملتين بالسوق السورية وبشكل غير معقد، وبمجرد تفعيل خدمة حساب كاش بوضع رصيد بسيط عن طريق أجهزة الخدمة في إحدى الشركتين، أو عن طريق زيارة لهما كل شهرين أو ثلاثة أشهر يودع من خلالها المستخدم مبلغا يختار قيمته بما يناسب استهلاكه من الخدمات.
مضيفاً: أن إيداع المبلغ ليس عليه رسوم، ويمكن دفع الفواتير بعدها عن طريق تطبيق خاص بإحدى الشركتين بواسطة الموقع المخصص لهم، إما عن طريق جهاز الكمبيوتر أو رمز مخصص على الخلوي يسدد من الرصيد الذي أودعه المستخدم سابقاً ويشمل المبالغ المستحقة الدفع سواء الهاتف والكهرباء والمياه والعمولة تكاد تكون بسيطة قياساً بإضاعة الوقت والجهد بالدفع المعتاد التقليدي.

برمجية بسيطة
وأشار إلى أنه يمكن استخدام تطبيقات شركات الخلوي بحالة برمجية بسيطة مع قادم الأيام إذا تم الاتفاق مابين المصارف وشركات الخلوي، فيصبح بحساب المستخدم حساب بنك الانترنت المشترك فيه وهو حساب الراتب الكلي من خلاله يستطيع المستخدم بعملية تحويل بسيطة إلى إحدى تطبيقات شركات الخلوي للدفع والتسديد عن طريق حساب بنك الانترنت.

موظفو القطاع العام
وأوضح مصدر في المصرف العقاري أنه بالنسبة لموظفي القطاع العام الموطنة رواتبهم بإحدى المصارف أنه مع اقتراب التطبيق قريباً على أرض الواقع سيكون لدى الموظفين ميزة الذهاب إلى فرع المصرف الذي منحه بطاقة الصراف ويتم تقديم طلب تفعيل حساب بنك الانترنت على حساب الموظف ليتم تفعيل الحساب والتزود باسم المستخدم وكلمة سر تفعل عن طريق الموبايل والكمبيوتر لفتح الرابط مع اسم المستخدم وعليه يوجد أيقونات دفع فواتير كهرباء- هاتف- مياه، كما يمكن اتباع طرق أخرى مستقبلاً من خلال تفعيل الخدمة بطريقة أخرى من عبر الراتب الموجود بحساب المستخدم بالصراف الآلي قبل سحبه يستطيع التسديد بشكل روتيني من دون الدخول بتطبيق الشركات.

مهندس في مجال الاتصالات أوضح أن عملية الدفع الالكتروني موجودة أساساً في سورية ومفعلة على أغلب الأجهزة ولكن تطبيقها كان بشكل اختياري من قبل المواطنين، ومع دخولنا مرحلة التنفيذ ستكون خطوة إيجابية و مريحة توفر تكاليف على مستوى بلد بكاملها من ورقيات وحبر وأجهزة طابعات إضافة إلى أنها توفر على المواطن التنقل وعناء الانتظار الطويل.
وعن طريقة تفعيل الخدمة أوضح أنها تتم عبر رمز بسيط مكون من أربعة أرقام على أزرار الموبايل يمكن لأي صاحب محل أن يفعل التطبيق على أجهزة الأندرويد وعندها يصبح للمستخدم كلمة مرور ترسل برسالة sms على جهاز المستخدم يؤكد الحساب وهذا يرتبط برقم الهاتف والرقم الوطني .

متاجر لخدمات الدفع الالكتروني
وبالنسبة للذين يعانون من ضعف استخدام بالخدمة كالكبار بالعمر مثلاً، قال: يمكنهم الاستعانة بمحلات يمكنها التعامل مع خدمات الدفع الالكتروني موجودة في كل الأحياء، مشيراً إلى أن التعامل مع التطبيق الجديد لا يحتاج شخصاً محترفاً بالبرمجيات فكلها موجودة مسبقاً على جهاز الموبايل.
ونوه بأن شركات الخلوي تقدم خدمات أكثر للدفع الالكتروني من الخدمات المقدمةً عن طريق حساب بنك الانترنت التي يمكن أن تتطور مع الأيام وتصبح مجالاتها للدفع أكثر، وكذلك الأمر بالنسبة لشركات الانترنت الخاصة بتطبيق الدفع الالكتروني عن طريق تطبيقات الخلوي ف٩٠٪؜ منها قادر على دفع كل الفواتير،منوهاً أن تطور الخدمة مستقبلاً يمكن أن يمتد ليصل إلى شركات النقل مثلاً الكترونياً مما يوفر عناء الذهاب والانتظار.

شهدا: ليس سلعة نبيعها
الخبير الاقتصادي والمصرفي عامر شهدا بين أن ثقافة ومفهوم الدفع الالكتروني غاية في الأهمية وعلى درجه عالية، فلا يمكن أن نتعامل معه كبيع سلعة ما!.
وقال: “أكثر ما يلفت توضيحات حول الدفع الالكتروني، وبعض المقالات، معظمها تشير إلى أن هدف الدفع الالكتروني هو حل مشكلة الازدحام،” معتبراً هذه المشكلة تفصيل بسيط بالنسبة لمشروع بهذا الحجم.
ورأى “أنه قبل كل شيء نشر ثقافة الدفع الالكتروني يرتبط بالثقافة المصرفية وبمدى ثقة المجتمع بالقطاع المصرفي، وثقته بنمطية الفكر المهني المصرفي المسؤول عن رسم السياسة النقدية، وثانياً نشر هذه الثقافة مرتبط تنظيم وتوضيح البيئات الأشد فقرا بالمعلومات المصرفية، ومن ضمنها معلومات الدفع الالكتروني.
وثالثاً بحسب– شهداـ هو مرتبط بالهدف الرئيسي من اعتماد الدفع الالكتروني وانعكاس فوائده على المجتمع ورابعاً بتوضيح مدى ارتباط عمليات الدفع الالكتروني بالسياسة النقدية، الهادفة للحفاظ على قيمة العملة الوطنية، وآلية مراقبة حركة الكتلة النقدية في التداول، مما يستوجب أن يكون هناك إجراءات معينة بخصوص فوائد الإيداعات وانعكاسها على العمولات واستخدامها في عملية التشجيع لاعتماد الدفع الالكتروني اجتماعيا وهذا الأمر بحاجة إلى فكر مصرفي مهني.
وأما خامساً- والكلام لشهدا- ارتباط الدفع الالكتروني في خلق قواعد بيانات دقيقة للقطاعات التي تشكل الاقتصاد الوطني، ومعرفة الكتلة النقدية الموظفة بكل قطاع ونسب نموها، وسادساً الجدوى الاقتصادية من استثمار الدفع الالكتروني إن كان على مستوى استثمار الشبكة أو على مستوى تكاليف إصدار (طباعة ) الفئات النقدية أو العملة الوطنية بشكل عام، وجدواها بالنسبة للحد من التضخم،ورفع القوة الشرائية لليرة، والحد من عمليات تبييض الأموال، والمضاربة على العملة الوطنية لافتاً إلى أنه هذا بعض ما يجب العمل عليه لنشر ثقافة الدفع الالكتروني.
وتابع: فإن التوضيح للمجتمع أن موضوع دخول شركات الاتصالات بالدفع الالكتروني ليس حصر العملية بهذه الشركات كما فهم معظم المجتمع، وإنما هو احد القطاعات التي تقدم هذه الخدمة، فالمجتمع فهم الحصرية نتيجة عدم دراسة الإعلان الذي نشرته شركات الاتصالات بسورية، و لم يظهر الإعلان أن الاتصالات احدي الخيارات للاشتراك بالدفع الالكتروني، أي مصرف أو شركة اتصالات أو مؤسسات صرافة وحتى الشركات المالية يحق لها أن تقوم بتقديم هذه الخدمة.
ورأى الخبير المصرفي أن الدفع الالكتروني لا يقتصر على استخدام أجهزة الخلوي فقط هناك أيضاً جهاز ال pos الذي تستخدمه بعض محطات الوقود ، وهذا الجهاز سينتشر في المولات والمستشفيات والمحال التجارية والفنادق، وبالمناسبة موضوع الدفع الالكتروني بسورية ليس وليد جديد، فدراسته والعمل عليه بدأ من عام ٢٠٠٤.
وختم بالقول: “التسويق للدفع الالكتروني ونشر ثقافته لا يمكن التعامل معه كتسويق أي منتج أو سلعة، وهو بحاجة لاختصاص وخبرة ومهنية نظرا لحساسيته وأهميته وعليه يجب الانتباه من تشويه هذا الوليد الجديد بمجتمعنا.”

الثورة

شارك