معروف عنه أنه يعرف مايفعل، لأن نصيحته “الذهبية” للمستثمرين أن الخظر ينشأ عندما لا يدرك المرء ما يفعله. إنه وارن بافيت أغنى مستثمر في وول ستريت، الذي لطالما شجع على الاستثمار الطويل الأمد، في الشركات المتواجدة في السوق.
هو ذات الشخص الذي لم يتأثر بفقاعة الإنترنت في عام 2001، عندما خسر العديد من المستثمرين أموالا هائلة في شركات Silicon Valley الناشئة.
لكن ما الذي تغير في استثمارات بافيت في 2020؟
يتزعم بافيت شركة بيركشاير هاثاواي. حيث بدأ استثماره فيها منذ العام 1962.
بنى الملياردير سمعته، خلال رحلته الطويلة في عالم المال والأعمال، على أساس أنه لا يهاب الدخول والشراء عندما يكون الخوف و الهلع مسيطران.
في 2020 انطلقت الكثير من التساؤلات حول الطريقة التي أدار بها الملياردير الأميركي استثماراته، خصوصا ما اعتبره الكثيرون مفاجأة لهم، ألا وهو الاستثمار في الذهب .. !
نعم إنه المعدن الأصفر البراق، الذي لا يفضله بافيت، إلى درجة أنه يصفه بعديم الفائدة. لكن بدا للبعض، أن تصرف بافيت جاء مثل معظم الاخرين، الذين كان يخالفهم الرأي. وقد يكون السبب له علاقة بتأثير الجائحة الصادم على مفاصل الاقتنصاد العالمي.
الملفت هو تزامن شراء بافيت في صيف 2020 ،لأسهم في شركة “باريك غولد”، مع وصول سعر أوقية الذهب إلى ما فوق 2000 دولار. و من ثم التخارج منها في نفس العام، وهو ما بدا غريبا لشخص يفضل الاحتفاظ باستثماراته لفترات طويلة.
عدم حماس بافيت للذهب قديم، يعود إلى العام 1998حين قال ” الذهب يُستخرج من الأرض في إفريقيا، أو في أي مكان آخر. ثم نذوبه، ونحفر حفرة أخرى، و نردمها مرة أخرى ، وندفع للناس للوقوف حولها لحراستها. وهذا كله عديم الفائدة ولا يحقق ثروة..! ”
لكن ذلك الموقف من الذهب، مختلف كليا من وجهة نظر الملياردير المصري، نجيب ساويرس. الذي يصف نفسه بالمستثمر طويل الأجل في المعدن الأصفر. الذي يعود اهتمامه به إلى العام 2012.
يرأس ساويرس مجلس إدارة مجموعة “لامانشا”، أكبر مستثمر في شركة “إنديفور” للتعدين وتمتلك مناجم ذهب في أفريقيا. أعلنت “لامانشا” في يوليو الماضي من 2021، عن إنشاء صندوق استثماري متخصص في مجال تعدين الذهب.
وسيدير الصندوق أصولا بأكثر من 1.4 مليار دولار، وسيكون متاحا لمستثمرين آخرين.
يرى ساويرس أن هناك فرصا واعدة في قطاع تعدين الذهب. حيث يراه بحسب تعبيره “لا يزال مفتتا ويحتاج إلى مزيد من الاندماجات”. يعود اهتمام الملياردير المصري بالذهب لما قبل العام 2015، حيث كان يتوسع بشراء حصص بشركات تعدين الذهب في دول عديدة،أهمها أفريقيا.
لكن هل يشتري ساويرس أونصات ذهبية؟
أوضح ساويرس في مقابلة مع CNBC، أنه يستثمر في أسهم شركات تعدين الذهب فقط،. هو يعتبر أن “تكلفة إنتاج الأوقية أقل بكثير من سعر المعدن نفسه”. أشار كذلك إلى أنه يمكن أن يرفع المستثمرون نسبة استثماراتهم في المعدن الثمين، لنسب ما بين 20% إلى 30%.
في عام 2018، أعلن ساويرس أن نصف ثروته تتشكل من استثمارات في قطاع الذهب، متفائلا بمستقبل المعدن النفيس، الذي راهن على ارتفاع أسعاره بشكل كبير. بجانب توقعه حدوث عملية تصحيح في أسواق الأسهم العالمية، بعد رحلة صعودها الطويلة.
هل بافيت يكره الذهب فقط أم كل المعادن النفيسة؟
تتركز وجهة نظر بافيت، على أن الذهب تحديدا لا يصنع ثروة. لكن هذا الأمر لا ينطبق على الفضة. ففي العام 1997 اشترى الرجل نحو 111 مليون أوقية من الفضة. كتب في ذلك العام ،في خطابه للمستثمرين، أن سبب الشراء هو لأن المعروض من الفضة قد انخفض، موضحا أن توقعات التضخم لا تلعب أي دور في حساباته لقيمة الفضة.
لكن يضع ساويرس أيضا التضخم في حساباته، في تحديد شكل استثماراته للذهب. حيث ينصح المستثمرين بأن مركزهم الاستثماري آمن باستحواذهم الذهب،في حال انهيار الأسواق المالية، أو ارتفاع التضخم.
إذا التضخم هو كلمة السر لكلا الرجلين. وهو كذلك لعدد كبير من الناس. فهناك زيادة في المخاوف من زيادة الأسعار لأغلبية السلع حول العالم.
بحسب قسم التحليل في دويتشه بنك ، فإن الكثير من الناس باتوا يضعون كلمة “التضخم” في محركات البحث على الإنترنت، بشكل متكرر،و هذا يتخطى أعلى مستويات في البحث عن تلك الكلمة منذ أكثر من عقد من الزمن.
وكالات