صّياغ دمشق يعانون ارتفاع ضريبة الانفاق الاستهلاكي

الذهب هو رأس مال احتياطي للدولة سواء في الخزينة أو في حوزة المواطن، فهو مخزون ثابت له قيمته. هذا ما أوضحه لـ« تشرين» غسان طنوس عضو مجلس إدارة جمعية الصياغة في دمشق عن أهمية المعدن الأصفر في حياتنا الاقتصادية، مؤكداً أنه رغم الحصار و الحرب ما زلنا نصدر المشغولات الذهبية السورية إلى دول الجوار، كالخليج العربي و غيرها لجودة التصنيع ونحضر بدلاً منه الذهب الخام .

ضعف الإنتاج

وبيَّن أنه طرأ على حرفة الذهب تغييرات أثرت سلباً في حركة سوق الذهب بسبب الجمود الذي أصابه ولضعف القيمة الشرائية، ما أدى إلى نقص كبير في ورشات التصنيع وبالتالي ضعف الإنتاج و أبدى طنوس أمله في تخفيف العبء عن الحرفي الصائغ، لأنه رغم قلة إمكاناته يعاني من ارتفاع ضريبة الإنفاق الاستهلاكي، متمنياً إعادة دراسة الموضوع من قبل الجهات المعنية، أما إلياس ملكية نائب رئيس جمعية الصياغة في دمشق  أن سبب ارتفاع سعر غرام الذهب رغم استقرار سعر الصرف في السوق هو ارتفاع سعر الأونصة الذهبية عالمياً، حيث ارتفع لأيام ثم انخفض، واصفاً الحركة التجارية لسوق الذهب بأنها نشطة قليلاً بعد أن سيطر الركود عليه سابقاً، وأشار إلى أن بعض ضعاف النفوس استعملوا الذهب المغشوش وتم ضبطهم من قبل الجمعية من خلال فريق يتابع باستمرار .
وفي هذا المجال أوضح رئيس الجمعيات الحرفية في دمشق عصام الزيبق أن حرفة الذهب اليوم تعاني صعوبات كغيرها من المهن نتيجة الحصار الاقتصادي، فارتفاع سعر الذهب ليس محلياً فحسب وإنما مرتفع عالمياً أيضاً ما جعله سبباً في جمود الأسواق . وعن شكوى أصحاب محال الذهب من ارتفاع الضرائب المالية يرى الزيبق أن البعض قد يراها مجحفة بحقه ولكنها في الحقيقة منصفة وإن كانت عالية قليلاً لأنه من الطبيعي أن تكون هناك ضريبة على البيع والأمر يتطلب منا جميعاً في هذه الفترة العصيبة الوقوف إلى جانب الدولة من جهة دفع الضرائب على الذهب وغيره لأنها تشكل بنيان الدولة حسب رأيه.

أمان اقتصادي
والباحث الاقتصادي حسام خضير يؤيد ما قيل سابقاً عن أهمية الذهب الاقتصادية ما يشكله من قيمة مضافة في الاقتصاد عبر تداوله لمواجهة تذبذب سعر الصرف وخاصة وقت الأزمات والحصار و هو يمثل عامل أمان اقتصادي لدعم الكتلة النقدية في البنك المركزي و مؤشر هام يسهم في حماية العملة الوطنية وتقويتها بما يعادل قيمتها من الذهب عدا عن ذلك فإنه يمثل نشاطاً تجارياً رابحاً سواء شراءه بسعر منخفض أو بيعه بسعر مرتفع ما يحقق ريعية اقتصادية.

وللمواطنين آراؤهم
حسن منصور صاحب أحد محلات الصاغة أوضح أن المهنة في تراجع و السوق في حالة جمود بسبب ارتفاع الضرائب المالية على التصنيع والغلاء و عدم وجود طلب على الذهب ما جعل بعض الورشات تغلق أبوابها والبقية عملها محدود، أما آراء المواطنين فقد توافقت على ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق ما ترك آثاره السلبية اقتصادياً و اجتماعياً على المجتمع، إذ يعد ضرورة لازمة في الزواج مثلاً ، ما أدى إلى عزوف الكثير من الشباب عن الزواج لعدم القدرة على تأمينه وأجمعوا أنه حالياً ينصح بالبيع وتأجيل الشراء إلى وقت لاحق تنخفض فيه قيمة الغرام من الذهب.

السيدة كوثر معضماني : الشراء بالنسبة لها حالياً مستحيل بسبب ارتفاع غير منطقي في سعر غرام الذهب الذي كان يوم أمس 113 ألف ليرة ليرة عيار ٢١ في ظل الوضع الاقتصادي الصعب .
منار قاسم يرى أن المواطن المضطر للشراء سيشتري مهما كان الذهب غالياً كذهب الزواج مثلاً وبالنسبة للبيع ففيه مردود مالي جيد لمن اشتراه سابقاً بسعر منخفض.

تشرين

شارك