العدي : الحديث عن الأثر على التضخم وهمي … دحدوح: طرح الفئة النقدية الآن لسهولة التداول والتخزين وتوفير الطباعة

أعلن مصرف سورية المركزي أمس طرح الفئة النقدية الجديدة 5000 ليرة سورية في التداول جنباً إلى جنب مع باقي الفئات النقدية المتداولة، مبيناً أن الوقت أصبح ملائماً لذلك وفق المتغيرات الاقتصادية الحالية، وللتوسع حول الموضوع وأثر ذلك على التضخم والأسعار رئيس قسم المحاسبة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور إبراهيم العدي حيث اعتبر أن النقود وسيلة تداول (أوراق) وليس لها قيمة بحد ذاتها وإنما تمثل قيمة وأن طرح فئة نقدية جديدة من قيمة 5 آلاف ليرة أمر طبيعي في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، وفي حال المقارنة بين الوضع قبل الحرب على سورية وحالياً ففي العام 2010 كان أعلى فئة نقدية مطروحة للتداول هي ألف ليرة وفي حينها كانت تعادل نحو 20 دولاراً في حين الفئة النقدية الجديدة حالياً 5 آلاف ليرة قيمتها أقل من ذلك بكثير.
وعن سبب طرح مثل هذه الفئة حالياً بين العدي أن هناك خيارين الأول أن تكون الحكومة أو المصرف المركزي طرح هذه الفئة كإصدار نقدي جديد، فإن ذلك يسهم في رفع معدلات التضخم، في حين أن الخيار الثاني في حال كان طرح هذه الفئة بديلاً من فئات نقدية أخرى تود سحبها من التداول لأسباب مختلفة منها اهتلاك هذه الفئات وتعرضها للتلف فإنه في هذه الحالة يكون طرح الفئة الجديدة طبيعياً وليس له أثر على معدلات التضخم والسوق.
وأوضح أن الحديث عن أثر واسع لطرح مثل هذه الفئة أمر مبالغ فيه لأن الاقتصاد والإنتاج هو من يحدد قوة العملة وسعر الصرف، وليس الأوراق النقدية وأن معظم الأثر وهمي وسببه الخوف من حالة غلاء جديدة في الأسعار وهنا لابد أن يكون هناك إجراءات حكومية حازمة على التوازي مع طرح الفئة النقدية الجديدة لضمان عدم استغلال هذا الإجراء من بعض التجار والباعة برفع الأسعار لتحقيق أرباح على حساب المستهلك خاصة أن المواطن اعتاد استغلال وتسويق الأزمات من قبل التجار والباعة لمصلحة رفع الأسعار وعدم تقيدهم بقرارات وتعاميم الجهات المعنية بضبط السوق والأسعار.
وبين أنه في لبنان خلال الفترة الماضية عندما تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية إلى حدود 1500 ليرة لكل دولار كان لديهم فئة 100 ألف ليرة لبنانية ولم يؤثر ذلك على قوة الليرة أو سعر الصرف لأن قيمة التداول للعملة هو انعكاس لقوة الاقتصاد والإنتاج ومنه لابد من التركيز حالياً على المعالجات الأساسية للاقتصاد ومنح التسهيلات للاستثمار والصناعة ورفع معدلات الإنتاج والتصدير والحفاظ على القطع الأجنبي عبر تخفيف فاتورة المستوردات ومكافحة التهريب وغيرها من الإجراءات التي تصب في دعم الاقتصاد الوطني وتسهم في قوة الليرة السورية.
واعتبر أن حالة التضخم الحاصلة حالياً يدفع ثمنها الفقراء وأصحاب الدخل المحدود لأن معظم دخولهم نقدية وبالتالي تتآكل فوراً عند أي حالة تضخم جديد، في حين معظم ممتلكات الأغنياء هي عينية وممتلكات مادية وبالتالي تتماشى قيمها مع التضخم الذي وصفه حالياً بالتضخم الجامح (المرعب).
ومن جانبه اعتبر الدكتور حسين دحدوح من كلية الاقتصاد أن طرح فئة 5 آلاف ليرة حالياً له مبرراته ويمثل ضرورة اقتصادية لجهة سهولة التداول النقدي للعملة وسهولة التخزين والحمل والأهم توفير تكاليف الطباعة للفئات المتدنية التي معظمها بات متردياً ومهترئاً، وعن الحاجة لهذه الفئات المتدنية في التداول اليومي خاصة في دفع أجور المواصلات بين أنه طباعة فئة نقدية جديدة لا تعني سحب الفئات المتدنية نهائياً خاصة أن الطلب على الفئات المتدنية في التداول بات أقل والحاجة له تراجعت بسبب ارتفاع معظم المواد والسلع وأن المتاح من الفئات النقدية المتدنية يفي إلى حد ما الطلب على هذه الفئات خاصة لأجور النقل والمواصلات.
وأكد أنه ليس هناك أي أثر اقتصادي لطرح هذه الفئة الجديدة خاصة أنها طبعت في العام 2019 وطرحها المركزي بناء على تقديرات وضرورات تخدم حالة التداول وتحقق وفراً اقتصادياً لجهة الطباعة، في حين استبعد الدكتور حسين أن يكون هناك طرح لفئات نقدية جديدة غير فئة 5 آلاف ليرة التي تم طرحها وأن الكثير من الأحاديث حول ذلك لا يستند لتحليل وإنما لحالة قلق غير مبررة لأن الأهم هو تحسن مؤشرات الإنتاج.
وكان مصرف سورية المركزي أوضح في بيان له على حسابه على الفيس والتلغرام أن مصرف سورية المركزي وجد أن الوقت قد أصبح ملائماً وفق المتغيرات الاقتصادية الحالية لطرح الفئة النقدية الجديدة وبذلك يكون أضاف فئة نقدية جديدة سيتم تداولها جنباً إلى جنب مع باقي الفئات النقدية المتداولة حالياً اعتباراً من تاريخ 24/01/2021.
مع الإشارة إلى أن المصرف المركزي يعمل على التوازي لإيجاد حلول للنقود من مختلف الفئات من خلال العمل على تحضير البنى اللازمة لعمليات الدفع الإلكتروني بالتنسيق مع الجهات المعنية، وأن الأوراق النقدية من فئة 5000 ل.س تتمتع كما سابقاتها بمزايا أمنية عالية يصعب تزويرها أو تزييفها ويسهل تمييزها، ومن هذه المزايا طباعة نافرة تضفي على الورقة خشونة متميزة منها (رقم الفئة – النقوش – التواقيع – علامة للمكفوفين على طرف كل عرض من الورقة النقدية- علامة بشكل نجمة في أسفل يسار الورقة تظهر بلون موحد عند النظر إلى الورقة بشكل مباشر). يظهر رقم الفئة 5000 بألوان متعددة عندما تلوى الورقة وعلامة على شكل نجمة تكتمل معالمها الموجودة على وجهي الورقة عند النظر إلى الورقة عبر الضوء وأن رقم 5000 مطبوع بحبر مرئي متغير اللون ذي تأثير حركي يتموج شاقولياً بلون ذهبي ذي خلفية ذات لون أخضر فاتح. ويظهر التموج في منتصف رقم الفئة في حال النظر إليها مباشرةً وعند إمالة الورقة النقدية يتحرك هذا التموج صعوداً ونزولاً من منتصف رقم الفئة وعلى الوجه الخلفي للورقة تخريم مجهري للرقم 5000 يظهر بشكل عمودي في وسط الجهة اليسرى من الورقة عند النظر إليها بمواجهة الضوء، والصورة المائية (العقاب): شعار الجمهورية العربية السورية ورقم الفئة يظهران عند النظر إلى الورقة في مواجهة الضوء، وشريط عمودي فضي لامع ذو تأثيرات حركية ويحتوي على كتابة لأحرف (CBS) مكررة تتحرك عند إمالة الورقة وعند النظر إلى الشريط بمواجهة الضوء يظهر رقم 5000 إضافة إلى مزايا أخرى خاصة بالمصرف المركزي.

الوطن

شارك