سوق دمشق: الأزمة أثرت على ثقافة الاستثمار في البورصة

قال المدير التنفيذي لـ”سوق دمشق للأوراق المالية” عبد الرزاق قاسم، إن السوق لم تأل جهداً في توعية الناس وتشجيعهم على الاستثمار في البورصة، لكن قلة انتشار الثقافة “البورصوية” سببها الأزمة والحالة الاقتصادية العامة التي تمر بها البلاد.

وأضاف قاسم، أن الأزمة التي بدأت بعد فترة قصيرة من تأسيس السوق، لم تشجع على فكرة الاستثمار في الأوراق المالية كوسيلة من وسائل الاستثمار، إضافة إلى الأرباح التي يمكن أن يحققها المستثمر نتيجة تداوله في البورصة.

وتابع كلامه، بأنه رغم ذلك حرصت السوق على الاستمرار في دعم الجانب التوعوي، عبر تنظيم دورات خاصة بإعداد وسيط مالي وفق أنظمة التداول في السوق لجميع المهتمين، والتي تؤهل للعمل كوسيط مالي بعد الحصول على ترخيص من “هيئة الأوراق والأسواق المالية”.

وأكد أن السوق قدّمت العديد من المحاضرات والندوات إلى المهتمين للتعريف بآلية الاستثمار وكيفية التداول، وبلغ عدد المتدربين حوالي 300 طالب وطالبة خلال 2020، ونحو 700 طالب وطالبة خلال 2019 من مختلف الاختصاصات الاقتصادية وغير الاقتصادية، ومن الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد في سورية.

كما رعت البورصة برنامج تلفزيوني اقتصادي لتوعية الناس بالاستثمار في الأوراق المالية، وقامت بزيارات للعديد من غرف التجارة والصناعة في كافة المحافظات السورية، وتم خلالها التعريف بأهمية السوق والأوراق المالية كوسيلة للاستثمار الجيد.

واجتمعت إدارة السوق مع ممثلين من نقابات المهندسين والأطباء والمحامين، للتأكيد على أهمية الاستثمار في السوق عبر طرح أدوات مالية جديدة تغني وتنوع الاستثمارات في خزانات التقاعد وتلبي حاجة المستثمرين وتطلعاتهم، حسب كلام قاسم.

ونظمت السوق عدداً من الدورات التدريبية التخصصية في العلوم الاقتصادية، وقارب عدد المستفيدين منها 350 شخصاً من إدارات وموظفي العديد من البنوك وشركات التأمين وشركات التدقيق، الذين يشكلون شريحة مهمة لرفد الاقتصاد الوطني بالكفاءات العالية.

وطرح “الاقتصادي” مؤخراً استطلاع رأي حول الاستثمار في بورصة دمشق، فانتقدت أغلب التعليقات الفكرة لغياب الشفافية أو وجود آلية واضحة لذلك، حسب كلامها، فيما أكدت بعض التعليقات عدم معرفة أغلب السوريين بكيفية الاستثمار في البورصة.

وأُحدثت “سوق دمشق للأوراق المالية” في 2006، وتم الافتتاح الرسمي لها عام 2009 بهدف بيع وشراء الأسهم بشكل قانوني، وترتبط بـ”هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية” وتعمل تحت إشرافها.

ووصل حجم تداولات السوريين في بورصة دمشق خلال 2020 إلى حوالي 29 مليون سهم، بقيمة قاربت 22 مليار ليرة سورية، وبمتوسط حجم تداول يومي قدره 137 ألف سهم وقيمة 104 ملايين ليرة تقريباً موزعة على 211 جلسة تداول.

وتوجد 27 شركة مساهمة مدرجة في بورصة دمشق حالياً، وارتفعت قيمتها السوقية مجتمعة لتقارب 1.4 تريليون ليرة سورية مع نهاية 2020، بزيادة قاربت 36% عن قيمتها السوقية نهاية 2019.

شارك