أسلوب جديد لإعطاء الدروس والذكاء الصنعي لتقويم الأداء من خلال منظومة هي الأولى في المنطقة… سورية تدخل العالم الافتراضي الثلاثي الأبعاد في التعليم

افتتح وزير التربية دارم طباع المختبر الافتراضي السوري الثلاثي الأبعاد يوم أمس.

وأكد الوزير خلال الافتتاح أهمية المختبر في تحقيق خطة تحويل التعليم الذي يعزز استخدام التكنولوجيا بطريقة ممتعة وتوظيفها في تطبيقات المناهج والحياة أيضاً، مشيراً إلى أن سورية تعد من أوائل الدول التي وضعت إستراتيجية للتحول في التعليم وبدأت بتطبيقها من المنصات التي تعمل منذ أكثر من خمس سنوات إلى التعليم المتمازج إلى المختبر الثلاثي الأبعاد الذي يضم أحدث التقانات، وسيتمكن الطلاب من مرحلة التعليم الأساسي والثانوي وطلاب المعاهد والجامعات من توظيف تلك التقانات.

وفي تصريح لـ«الوطن» بين مدير المختبر الافتراضي والمنصات التربوية محمود حامد أن هذا المختبر هو الأول من نوعه في المنطقة من ناحية اعتماده على اللغة العربية، حيث يعتمد على تقنيات متنوعة منها الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، التي تتيح تصميم النماذج من البداية حتى إخراج الشكل أو الدرس بشكله النهائي، ويعرض الدرس بعدة طرق منها طريقة ٣٦٠ درجة، طريقة 3D عبر نظارات الواقع الافتراضي، ويمكن أن يتم عقد اجتماعات بتقنية «الميتافرس» لجميع الطلاب مهما تباعدت أماكنهم الجغرافية، وبالتالي يقوم الذكاء الصنعي بعملية تقويم لأدائهم التعليمي.

وبين حامد أن التجهيزات من أفضل ما أنتجته التكنولوجيا في العالم في مجال التعليم، حيث تقوم تلك التجهيزات بالعمل متزامنة بالاعتماد على خطوط الإنترنت السريعة، حيث يتاح للطالب إمكانية تنزيل نماذج الدروس المخصصة له على الموبايل، واستخدامها فيما بعد من دون الحاجة إلى النت.

وأشار رئيس قسم ضبط الجودة في المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور أحمد علي لـ«الوطن» إلى أن هذه الخطوة تعد مؤشراً مهماً من مؤشرات تحسين جودة التعليم في سورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يتم من خلال هذه المخابر تأمين بيئة تقنية وتكنولوجية حديثة جداً توظف أهم تقنيات التعليم المستخدمة في العالم، وبالتالي تسمح للطلاب بدخول عالم التحول في التعليم الافتراضي الذي يشكل مستقبل التعليم في المرحلة القادمة، كما يوفر المختبر بيئة آمنة للطلاب للتعبير عن إبداعاتهم وتوظيف مهاراتهم بالشكل الصحيح، إضافة إلى أنه يشكل فرصة للمدرسين لتحسين قدراتهم للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وتوظيف تقنيات التعليم الافتراضي المعزز في تقديم الدروس بطريقة أكثر قرباً من ذهن الطالب، وهذا كله سينعكس إيجاباً على مخرجات التعليم في بلادنا.

وخلال الافتتاح تحدث المغترب السوري خضر الدرا الذي كان له دور في تقديم مساهمات مادية للمختبر الافتراضي لـ«الوطن» بأن شركته تأسست بالكويت وهي مختصة بتطبيق تقنيات الواقع الافتراضي المعزز في مجال التعليم والصحة والنفط والغاز والدفاع المدني، وخلال السنوات الماضية سعت لنشر تقنيات التعليم من خلال إرسال دعوات إلى أكثر من 500 مؤسسة تعليمية في الوطن العربي، وكانت سورية من أولى الدول العربية التي استجابت وأبدت استعدادها لتطبيق تقنية الواقع الافتراضي المعزز، والعمل على تطوير المناهج التعليمية على الرغم من التحديات الكبيرة التي تمر فيها.

وأضاف الدرا: تعتبر تكنولوجيا الواقع الافتراضي المعزز من إحدى الطرق في إعداد وتطوير المناهج الدراسية، فهي تقوم بتجسيد الأحداث والحقائق التعليمية إلى واقع مرئي ومسموع وملموس بتوفير ميزة التفاعل والتشارك والانغماس والحضور عن بعد والقدرة على التعديل، وهي بذلك تساعد الطالب على التعليم بشكل أسرع وبتذكر المحتويات بشكل أكبر بسبب تفاعله مع البيئة التعليمية المكونة من الصف والمنهاج والمعلم، وتساعد هذه التقنية في بناء أجيال بشرية واعدة ومتفوقة في جميع المجالات، لتساهم في بناء المخزون البشري السوري الذي يقوم بتأسيس مستقبل سورية، وإعادة البناء في زمن قياسي إذا ما قورن بالطرق التقليدية التي يحصل فيها طلابنا اليوم على التعليم.

ويتكون المختبر من ثلاث قاعات رئيسة هي قاعة الإبداع للتصميم والعرض، قاعة المستقبل للتدريب والتصميم، قاعة الاستكشاف للبحث المجهري، وتتضمن كل قاعة شاشات تفاعلية ونظارات ثلاثية الأبعاد وأجهزة حاسوبية متطورة ومجاهر حديثة تتيح إمكانية تسجيل ما يتم فحصه بدقة كبيرة والاحتفاظ بنتائج جميع العمليات المخبرية.

وكانت «الوطن» التقت عدداً من الطلاب في المرحلة الثانوية ممن بدؤوا بالعمل في هذا المختبر، والذين أصبحت لديهم الخبرة لإفادة غيرهم من الطلاب باستخدام هذه التقنية في المناهج التعليمية، وخاصة التي تحتاج إلى تفاعل مثل العلوم والرياضيات، ويستطيع الطالب أن يصمم دروساً تفاعلية من خلال هذا المختبر ووضعها بين أيدي الطلاب في سورية لكي تساعدهم بفهم الدروس في المناهج التعليمية.

شارك