وجيه عشائري واجتماعي برتبة رجل أعمال..

النادر: مؤمنون بعودة الخير والانتعاش الاقتصادي لبلادنا؛ ومبادراتنا خطوات على الطريق

تسهم العشائر في تعزيز العلاقات بين الناس وتقوية النسيج الاجتماعي

يحمل الشيخ فؤاد محمد  النادر، بصفته وجيها عشائريا واجتماعيا، هما وطنيا تجاه سورية، التي يقول إنها ظلت حاضرة في قلبه، بالرغم من كثرة أسفاره وأشغاله، لذا عمل طوال سني الأزمة على تعزيز التلاحم الاجتماعي والمصالحات بين السوريين، على اختلاف توجهاتهم ومناطقهم، كما أنه قدم عديد من المبادرات الخيرية والاجتماعية، التي تخدم هذا الهدف ..، فمن هو النادر، وما طبيعة أعماله، وكيف يرى دور عشائر سورية في الوصول إلى الوئام الاجتماعي، وتحقيق استقرار البلاد وإعادة إعمارها ..؟

*الشيخ فؤاد محمد  النادر.. أنت معروف بأنك ابن قبيلة السادة النَّعيم المعروفة في العالم العربي، والمنحدرة من سلالة آل بيت رسول الله  (ص)، نشأتَ في عشيرة توارثت الوجاهة القبلية والعشائرية، جيلا بعد آخر، ماذا يمكن أن تخبرنا عن نشأتك؟

**بداية أود أن أشكر هيئة تحريرموقع ومجلة”المال”السورية  على هذه اللفتة الكريمة، وأحيي قراءها ومتابعيها.. أما بالنسبة لنشأتي، فقد كانت في ريف دمشق، في منطقة أشبه ما تكون بلوحة رسمت بيد فنان تشكيلي بارع، حيث عشت طفولتي في ناحية الكسوة، وتحديداً قرية الزريقية، التي سميت كذلك لوفرة الماء العذب فيها.. هناك نشأت وترعرعت في كنف عائلتي، عائلة النادر،والمنحدرة- كما ذكرتم- من آل البيت الأشراف الأطهار، وكانت تلك الفترة مهمة جداً بالنسبة لي، منها تعلمت القيم والمبادئ، التي اهتديت بها طوال حياتي، وما زلت أحصد نتائجها حتى الآن.

*بعد دراستك في سورية هاجرت إلى السعودية، وما زلت هناك متنقلاً بأعمالك ما بين جدة ودبي وبيروت، حدّثنا عن طبيعة عملك في هذه المرحلة بالذات، كونك من رجال الأعمال المعروفين في تلك البلدان؟

*صحيح، فقد كانت السعودية أولى محطات رحلتي خارج سوريةالحبيبة، ومن هناك بدأت مشواري أعمالي في المقاولات وتجارة السيارات، ومنها توسعت إلى بيروت، ثم دبي وجدة.

 

 

 

 

 

 

*شيخ فؤاد،ذاع في الأعوام الأخيرةصيتكم،عبر دخولكم في مصالحات كثيرة بين الطوائف والعشائر في لبنان والأردن وسورية والعراق والسعودية، كيف لشاب في عمرك أن يحقق ذلك كله؟

**من دون شك أن هذا السؤال طرح على مسمعي غير مرة، أما إجابتي عليه فهي: أنا رجل قَبلي،أي ابن قبيلة وعشيرة، ومن عائلة يحكم قبيلتها عرف عشائري يرسخ سعيها لإصلاح ذات البين وحل الخلافات، وبالتالي أنا ابن هذه العائلة وحفيد زعمائها وشيوخها، فمن الطبيعي أن أكون كذلك.

*ما الذي يجعل رجل الأعمال المتمتع بوجاهة عشائرية واجتماعية، مختلفاً عن غيره من رجال الأعمال الآخرين؟

**أعتقد أن ذلك بسبب الكم الهائل من العلاقات المتجذرة بين جميع أطياف المجتمع، أضف الى ذلك بالنسبة لي، أنها تربطني مع أبناء قبيلتي وقبائل أخرى على مستوى الدول العربيةعموما، علاقات مميزة، ما يسهل أعمالي في هذه الدول، ويجعلني مختلفاً نوعاً ما.

*سمعنا أيضاً عن عديد المبادرات الخيرية التي قمتَ بها مؤخراً، بدءاً بمبادرة الطفل السوري الذي اغتصب في لبنان، إلى المساعدات الطبية،إلى الطفل السوري المتفوق، وشحنات المساعدات للمتضررين من إنفجار بيروت. ما الذي يدفعك إلى القيام بذلك كله؟

**تربطني علاقات مميزة مع مؤسسات خيرية في دول كثيرة، ولكن في الفترة الأخيرة، عمدت إلى إظهار ما أقوم به إلى العلن، وذلك لإنعدام حس المسؤولية- مع الأسف- لدى بعض الناس، وتشجيعاً على الأعمال الخيرية في المجتمع.أما بالنسبة لمساعدات بيروت الأولى، فكانت كرد جميل للحكومة اللبنانية على ما قامت به في قضية إلقاء القبض على مغتصبي الطفل السوري. فيما كانت شحنة المساعدات الأخيرة، بعد تفجير مرفأ بيروت المؤسف والمدمي، فقد كانت لفتة من أجل اثبات قوة ومتانة العلاقات السورية اللبنانية، في أصعب الظروف.

 

*هل تفكر بالعودة والاستقرار في وطنك الام يوماً ما؟

**من المؤكد أن عودتي إلى الوطن الأم باتت قريبة جداً، محملة بمبادرات ومشاريع تنموية تخدم شرائح المجتمع جميعا.

*في المستقبل، إذا أردت إخبار أولادك عن وطنك ماذا تخبرهم، وكيف تصفه كوطن تغربت عنه لسنواتٍ طويلة؟

**جوابي مختصر ومفيد: سأحدثهم عن أمي، وعندها سيفهمون ما الذي تعنيه لي ولهم سورية الحبيبة، التي هم أمنا جميعا.

*عشائرياً.. أودُّ أن أسألك عن مدى تأثيركم على أبناء العشائر الموجدين في المناطق الحدودية، التي تفصل سورية عن كل من لبنان والأردن والعراق، وما مدى قوة العلاقات فيما بينها بما تمثله هذه العشائر من عوامل قوة واستقرار لهذه الدول؟

**نعم، تربطني علاقات قوية ومتينة مع أبناء هذه العشائر، وأنا أعدهم خط الدفاع الخارجي الأول. وكان لهذه العلاقات القوية الأثر الكبير في  مساعدتنا على اقناع سكان المناطق الحدودية، أن يقفوا يدا واحدة ضد عبور الإرهابيين في الفترة الاخيرة الى بلادنا الحبيبة.

*كيف لكم أن تسهموا من خلال مبادراتكم، في التخفيف من تداعيات ارتفاع  الأسعار غير المسبوق على الأسواق المحلية؟

**إن مثل هذه المساهمة غير ممكنة في هذا الوقت الحالي، نظرا لوجودي خارج البلاد. ولكن عند عودتي، بمشيئة الله، سأقدم عديد من المبادرات في هذا المجال، فهذا واجب وحق لأهلنا علينا.

*””كورونا”،هذا الفيروس مالئ الدنيا وشاغل الناس، كيف تأثرت به أعمالكم؟

**نحن، كما الجميع، تأثرنا به بشكل كبير، ولكن أقدار الله وثقتنا بها وعدم استسلامنا للواقع، ساعدتنا بأن نجتاز هذه المحنة بأقل الاضرار البشرية والمادية. أما أكبر وأفدح الأضرار التي أصابتنا مؤخرا، فهي تفجير مرفأ بيروت، هذه المنشأة الاقتصادية المهمة لاقتصاد لبنان الشقيق واقتصادات المنطقة، وما زلنا ننتظر النتائج وأجوبة شركات التأمين.

*ما هي آخر مشاريعكم وخططكم؟

**لدينا مشاريع قائمة في مجال أعمال المقاولات والصيانة في السعودية والإمارات، وكم أتمنى وجود مثل هذه المشاريع في بلادنا، وأنا على ثقة أن الأمن والسلام سيعمان ربوعها، وستعود إليها مشاريع التنمية والإعمار بإذن الله من جديد.

شارك