“الخاروف” علامة تجارية أقلعت معاملها منذ 1830…. الحلاوة والطحينة منتجان سوريان بامتياز

“نفخر بأن جدنا هو من أدخل صناعة الحلاوة والطحينة إلى سورية، ونجح بإعطائها الهوية الوطنية، بعد أن كانت تسمى -فيما مضى- بالحلاوة الإستنبولية، لتصبح واحدة من المنتجات الشامية العريقة، تطلب بالاسم والجودة، اللذين ميّزا هذه الصناعة لسني طويلة”.. بثقة كبيرة اختصر محمود الحلواني –الستيني وحفيد مؤسس هذه الصناعة- قصة نجاح مميزة بكلمات قليلة..

 يقول الحلواني إن معامل الحلاوة لديهم لم تتوقف منذ أن أقلعت، عام 1830، وأصبحت الشركة لديهم مدرسة خرجت صناعيين كثرا أسسوا، بعد أن تركوا العمل فيها، مصانعهم الخاصة بهم، سواء داخل البلاد أم خارجها، مشيرا إلى أن شركتهم هي الأم لـ”حلواني إخوان”، التي أسسها أحد أفراد العائلة، قبل أن تشتريها مجموعة سعودية، واليوم تنتج حوالى ألف صنف..

 يستعرض المدير العام للشركة فريز الحلواني المراحل التاريخية لهذه الصناعة، وكيف تطورت حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، فقد كانت الطبخة تحضر على الحطب، قبل أن تصبح المواد النفطية متاحة، وكانت مراحل الإنتاج كلها تتم بطرق بدائية، وقبل عقود قليلة كانت العبوات من الصفيح، حيث تباع العبوة زنة تسعة كغ (النصية) بـ 75 قرشا سوريا، وزنة 3.5 كغ بـ 25 قرشا، فيما عبوة الكغ الواحد بعشرة قروش.. !

  كانت صناعة الحلاوة تعتمد، بشكل رئيس، على السمسم الحوراني وسمسم الجزيرة، ثم توقفت زراعته في هاتين المنطقتين، لتعتمد على المستورد، السوداني بالدرجة الأولى، وهو أقل جودة ومذاقا، علما بأن الحلاوة تتكون، إضافة للسمسم، من الناطف (خلطة من السكر وحمض الليمون، وشرش الحلاوة) والمكسرات.

ويوجد في دمشق وريفها حاليا بين 15-20 مصنعا لإنتاج الحلاوة، وقد دخل الغش، وفقا للحلواني، هذه الصناعة كغيرها من الصناعات، ولعل اللون الأبيض والزيت، الذي يرشح على سطح المنتج داخل العبوة، دليلان على هذا الغش، فاللون الطبيعي للحلاوة هو المائل للسمرة، أما البياض، فدليل على خلط المنتج بمادة الزنك، وهي مادة كيميائية تستخدم في تركيب الدهانات، وبالتالي هي مادة مسرطنة، كما تغش الحلاوة بتركيب خلطة من فول الصويا والذرة البيضاء والفستق السوداني والزيت النباتي.. !

 هي إذن قصة صناعة غذائية مهمة، تخطت حدود المذاق والجودة، لتؤشر على عراقة الصناعات الوطنية، وعلى علامة تجارية توراثتها العائلة، وعملت على حفظها وتطويرها، طوال 190 عاما، وهنا يجب ألا نستهين بالصناعات الغذائية، فالكثير من الدول الفقيرة، حول العالم، قادتها مثل هذه الصناعات إلى مصاف دول صناعية، وتكفي للدلالة على ذلك الإشارة إلى أهمية الأجبان والألبان لاقتصاديات البلدان الإسكندنافية، والبيتزا للاقتصاد الإيطالي، والهامبورجر واللحوم البفارية للألماني، والقائمة تطول.. 

“المال”- تيماء حيدر:

شارك