ما حقيقة سحب العراق لاعترافه بالشهادة السورية؟ … معاون وزير التعليم العالي: ننتظر الرد والتوضيح الرسمي.. والشهادة السورية «سمعتها جيدة» ومعتمدة في جميع دول العالم

أثار ما أشيع حول سحب الجانب العراقي للاعتراف بالشهادة السورية جدلاً وضجة كبيرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع «الوطن» للتواصل مع المعنيين في وزارة التعليم العالي والسفارة العراقية بدمشق.

وكشفت معاون وزير التعليم العالي فادية ديب أن الوزارة خاطبت السفارة العراقية لتوضيح ماهية الموضوع وأي إجراء متخذ وخاصة أن الأمر يؤثر أيضاً في الطلبة العراقيين في الجامعات السورية.

وبينما أعلنت السفارة العراقية بدمشق في بيان لها، أن الاعتراف بالشهادات السورية ملغى لطلبة «النفقة الخاصة– طلبة الابتعاث»، وليس للطلبة الحاصلين على الشهادة السورية عن طريق التسجيل في الجامعات من خلال المفاضلة العامة، قالت معاون وزير التعليم العالي: ننتظر الرد الرسمي على مضمون الكتاب وتوضيح مضمون ما أشيع وتم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي، علماً أن الوزارة لا تحصل على معلوماتها عبر المواقع وإنما بشكل رسمي، كما إن الوزارة طلبت تفسير الأمر والإجراء المتخذ بكل تفصيلاته، والأسباب وراء هذا القرار أو التوجه، لكن لم يردنا أي شيء رسمي إلى الآن.

وبينت ديب أن الشهادة السورية سمعتها جيدة ومعترف بها في جميع دول العالم، مؤكدة الاعتراف بها في مختلف الدول بشكل رسمي متبادل بين الجامعات كما يوجد اتفاقيات تعاون وتبادل ثقافي، علماً أن هناك طلبة سوريين يدرسون في العراق وطلبة عراقيين يدرسون في الجامعات السورية.

وأضافت معاون الوزير: لم يحدث على الإطلاق أن سحبت دولة ما اعترافها بالشهادة السورية حتى في ظروف الحرب، كما أن الطلبة السوريين يثبتون تميزهم وتفوقهم بمختلف الدول، وهناك علاقات تبادل ثقافي مع كل دول العالم ما تزال قائمة ومعتمدة.

علماً أن هناك شروطاً ومعايير للاعتراف بالشهادة والجامعة، مبينة أن أي طالب درس في إحدى الجامعات يتقدم للوزارة بطلب الاعتراف بالجامعة.

وقالت: قد يحدث ويردنا حالات فردية قليلة عن تزوير للشهادة يتم ملاحقتها قضائياً، مبينة أن الجامعات السورية مشهود لها في جميع الدول بمستواها العلمي، وما تزال الشهادة السورية إلى الآن معتمدة ومعترف بها، وهناك متابعة وإجراءات اتخذت وتتخذ لحماية الشهادة السورية من أي تزوير، علماً أنه تم في دمشق تطبيق علامات أمنية لحماية الشهادة.

كما كشفت معاون وزير التعليم عن مجموعة من الإجراءات المتخذة للحفاظ على سمعة الشهادة والارتقاء بتصنيف الجامعات من خلال العمل على معايير للتصنيف عبر دعم الأبحاث العلمية والنشر الخارجي ضمن مجلات معتمدة، إضافة إلى تشجيع جميع طلبة الدراسات العليا والباحثين لاتباع منهج معتمد عالمياً بطريقة النشر والبحث العلمي، معتبرة أن هذا الأمر يرفع من تصنيف الجامعة، علماً أن الشركات والمواقع التي تصنف الجامعات هي خاصة لكن شاركت فيها مجموعة من الدول وبدؤوا يعتمدونها على معايير تصنيف الجامعات، وهذا الأمر يعتمد على حجم المشاهدات والنشر وأين يتم النشر.

ولفتت إلى دعم الوزارة والجامعات للطلاب مادياً إضافة إلى المساعدة التقنية لنشر الأبحاث في كل المجالات والاختصاصات، منوهاً بوجود خطط مشتركة لتحسين التصنيف الجامعي، مع عمل الوزارة على أكثر من اتجاه يتضمن جودة الجامعات وجودة المناهج التعليمية والجوانب التطبيقية والعملي والنشر العلمي، بما يشمل الجامعات الحكومية والخاصة.

ونشرت السفارة العراقية بدمشق بياناً، قالت فيه: إنه تم إلغاء الاعتراف بالجامعات السورية الحكومية والخاصة استناداً لكتاب من وزارة التعليم العالي العراقية.

في السياق أعلنت السفارة بدمشق أن الأمر يقتصر على إيفاد الجامعات العراقية الطلاب إلى الجامعات السورية والذي يكون إما على نفقة الطالب الخاصة أو الوزارة، ولا يتعلق بعدم الاعتراف، كما أن الطلبة العراقيين المقيمين والحاصلين على تسلسل دراسي كامل فإن الشهادات أصولية ومعترف بها.

بينما أوضحت معلومات جامعة دمشق أن لا علاقة له بالاعتراف العالمي بالجامعات الحكومية والخاصة السورية، وكل دول العالم بما فيها العراق تعترف بالجامعات السورية.

وكان الكتاب الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي خلق ردود أفعال كثيرة، ولاسيما أنه استند إلى كتب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية العراق/ دائرة البعثات والعلاقات الثقافية، وفي مضمونه إلغاء الاعتراف بكل الجامعات السورية الحكومية والخاصة بما فيها (جامعة دمشق – حلب – تشرين – الأندلس الخاصة)، وذلك لطلاب البعثات والنفقة الخاصة، ليتم العمل بذلك اعتباراً من 1/9/2022، الأمر الذي اقتضى متابعة الأمر.

وللتوضيح «الوطن» تواصلت مع السفارة العراقية بدمشق، وحصلت على بيان، يؤكد أن الأمر يشمل دليل جامعات النفقة الخاصة.

وجاء في البيان أن أساس دليل الاعتمادية للجامعات العالمية من وزارة التعليم العالي العراقية يتمثل بالمعايير العالمية لتصنيف الجامعات في كل دول العالم وليس فقط في سورية، مؤكدة أن اللجنة المختصة في الوزارة العراقية اعتمدت على أول ١٠٠٠ جامعة من تصنيف جامعة شنغهاي جياتونغ الصينية/ وأول ٥٠٠ جامعة من تصنيف مؤسسة التايمز البريطانية / وأول ٥٠٠ جامعة من تصنيف الجامعات الواردة في تصنيف QS.

وأضافت: هذه التصنيفات لا يعتمدها العراق فقط، إنما كل دول العالم بما فيها الجمهورية العربية السورية لأن هذه التصنيفات هي تصنيفات عالمية.

وكشفت السفارة أن قرار وزارة التعليم العالي العراقية يشمل الطلبة العراقيين فقط بما يخص الابتعاث ولطلبة النفقة الخاصة.

الوطن

شارك