طرطوس.. الأبقار تموت في الشوارع بسبب الجدري

 

مربو الأبقار في طرطوس يبكون حالهم وأحوالهم، فالأبقار تنفق بمرض جدري الأبقار، والسبب عائد برأيهم لعدم وجود لقاح خاص بمرض جدري الأبقار، والإهمال والتقصير من قبل المعنيين في وزارة الزراعة، وعدم وجود الكادر البيطري الكافي كي يغطي مساحة المحافظة المصابة بكاملها،

فاللقاح الذي تلقح به الأبقارهو عبارة عن لقاح الجدري للماعز والأغنام، إضافة إلى توقيت إعطاء اللقاح من قبل وزارة الزراعة غير مناسب على الإطلاق وسرعة انتشار المرض كبيرة ولمسافات بعيدة تزيد /50-60/ كم على الرغم من اكتشاف المرض منذ عام 2012-2013 ولم تجد له الوزارة اللقاحات الفعالة التي تستطيع الوقوف بوجه جائحة المرض وانتشاره بسرعة فائقة ليحصد الكثير من أبقار المنطقة، ويتسبب بخسائر اقتصادية بملايين الليرات السورية.

مرض الجلد العقدي للأبقار المعروف “محلياً ” الجدري” مرض فيروسي يصيب الأبقارفقط وينتشر في البلدان الإفريقية مصر والأردن ولبنان والعراق وتركيا وفلسطين وأخيراً سوريّة وهو عبارة عن جائحة وباء جديدة، قديمة أدت لإصابة عشرات الرؤوس ونفوق عدد آخر وينتقل عن طريق الحشرات راشفات الدم الحشرية كالذباب والناموس وممكن أن يصل إلى مسافة بين /50-65/ كم ،وهذا ما يؤكد أهمية المكافحة بالمبيدات الحشرية.

رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس مضر أسعد أكد على وجود تقصير كبير من قبل المعنيين في وزارة الزراعة إضافة للتأخير بالتدخل والمعالجة السريعة عن طريق القيام بحملات تلقيح، أضاف دخل المرض سوريّة منذ عام 2013- حسب وزارة الزراعة -على الرغم من سرعة انتشاره واكتشافه من قبل الوزارة “منذ سنوات عديدة ” فلم تستطع إيجاد العلاج الخاص حتى تاريخه ، وما زالت المعالجة قاصرة والسبب يعود _حسب رئيس اتحاد الفلاحين – لتقاعس الجهات المعنية إيجاد اللقاح المناسب لمرض جدري الأبقار،

أضاف أسعد حتى هذا التاريخ مازال العلاج يقتصرعلى اللقاح المخصص لمرض جدري الماعز والأغنام بدلاً من إيجاد اللقاح الخاص بمرض جدري الأبقار سواء استيراده من خارج القطر في حال عدم إمكانية تصنيعه محلياً من قبل الفنيين في وزارة الزراعة، وتساءل الأسعد عن دور الوزارة في تأمين اللقاح الخاص بالمرض؟ولماذا لم تقمْ باستيراد اللقاح حتى هذا التاريخ للمحافظة على ثروتنا الحيوانية كثروة اقتصادية تدفع بعجلة النمو الاقتصادي الوطني نحو الأمام؟

أضاف أسعد كما تأخرت الوزارة بإعطاء لقاح جدري الماعز والأغنام لمرض الأبقار المصابة، على الرغم من نفوق عشرات الأبقار بهذا المرض، مع التأكيد أن التوقيت غير مناسب لإعطاء اللقاح فيجب أن يعطى اللقاح خلال الشهرين الأوّل والثّاني والثالث من العام، وليس في أشهر الخامس والسادس بعد ارتفاع درجة حرارة الجو، فاللقاح يعطي حرارة أيضاً للبقرة الملقحة، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج غير سليمة.

وحمّل رئيس الاتحاد الوزارة نتائج التأخير في إعطاء اللقاح مع ملاحظة ” الحديث لأسعد ” أن عدد الأبقار المصابة بالمرض هي عشرة أضعاف الأبقار المصرح عنها ” رسمياً” من قبل الوزارة والزراعة، الأمر عائد – حسب رأي رئيس الاتحاد – إلى وجود حالات نفوق لدى المربين غير مصرح عنها رسمياً – لأن المربي وأثناء إصابة بقرة يملكها يقوم ببيع بقية الأبقار المصابة – خشية موتها.

مدير الزراعة في طرطوس المهندس علي يونس قال : إنه تمّ تسجيل أوّل إصابة في سوريّة منذ سبع سنوات بين 2012-2013 وأكد قيام وزارة الزراعة باتخاذ الإجراءات الوقائية بالتحصين الوقائي ضد المرض، علماً أن نسبة الإصابة بالمرض تصل إلى 50% ونسبة النفوق منخفضة ضد المرض في سوريّة، وعالمياً تصل إلى /10/ فقط وترتفع هذه النسبة في الحيوانات الفتية وكبيرة السن،

وأضاف يونس: تصل فترة حضانة المرض إلى /15/ يوماً، وحدد أهم أعراض المرض بـ :
ارتفاع حرارة جسم الحيوان ” البقرة ” إلى/41/ درجة مئوية، وضعف الشهية لتناول الطعام لدى الأبقار المصابة وهزال الجسم، وقلة إنتاج الحليب وأحياناً إجهاد مع تعب .

وحول طرق انتقال المرض أضاف مدير الزراعة : تمّ انتقال المرض من الدول المجاورة (تركيا) إلى سوريّة حيث سجلت أوّل إصابة في سوريّة العام الماضي في منطقة كسب في محافظة اللاذقية ، كما ظهرت بؤرتا إصابة خلال العام الماضي في منطقة صافيتا – قرية حكر زهية– وظهرت إصابة جديدة في قرية بيت السخي ” منطقة بانياس نقلت عن طريق تجار المواشي ، وأكد مدير الزراعة أنه ظهرت إصابة جديدة في 20-5-2020 في منطقة القدموس وأخرى في منطقة الصفصافة الحدودية ” العزيزية ” وأوضح أنه يتم التحصين الوقائي ضد المرض حسب الخطة الإنتاجية لوزارة الزراعة والبرنامج الزمني المعد لذلك،

وأن اللقاح منتج محلياً من قبل مخابر وزارة الزراعة ومديرية الصحة الحيوانية ” وهو عبارة عن لقاح جدري الأغنام والماعز المعتمد من قبل منظمة الأوبئة العالمية / OIEl/وهو لقاح غير نوعي ويعطي مناعة تصالبية تصل بين /60-70/ وهو لقاح آمن ومختبر أصولاً .
/ 600/ حالة إصابة

المهندس يونس كشف أنه قد وصل عدد الحالات المصابة بمرض التهاب الجلد العقدي في طرطوس والمعروف ” محلياً- “بجدري الأبقار ” إلى/ 600/ حالة ،منها / 526/ حالة قيد العلاج و/15/ حالة نفوق غير معلن عنها من قبل المربين، ووصل عدد حالات النفوق المسجلة أصولاً لدى الزراعة إلى خمس حالات ،وعدد حالات الذبح الاضطراري /54/ حالة .

وطلب مدير الزراعة من المربين عدم الانجرار وراء الشائعات وبيع حيواناتهم لأشخاص غير معروفين لكون هذه الحيوانات مصدر حياتهم ورزقهم وعيشهم، وضرورة المحافظة على هذه الثروة الاقتصادية الوطنية ،لافتاً إلى أن جميع الفنيين والبيطريين بإمكاناتهم المتاحة ” كزراعة في خدمة المربين”

رئيس دائرة الصحة الحيوانية في زراعة طرطوس الدكتور نزيه سليمان قال : وصل المرض إلى محافظة حلب منذ أربع سنوات، ثم انتقل بعدها إلى اللاذقية وحمص وبعدها إلى محافظة طرطوس عن طريق تجار المواشي وشراء أبقار مصابة من خارج المحافظة ،و أضاف : وجدنا بؤر إصابة في القدموس والدريكيش والصفصافة وسهل عكار مع وجود إصابات في بقية المناطق الأخرى، وتمّت معالجتها وتتماثل للشفاء بشكل طبيعي،

كما أضاف : تقوم العناصر الفنية البيطرية في مديرية الزراعة بزيارة لمربي الأبقار مع التأكيد على جميع الإجراءات السابقة المذكورة أعلاه للمساهمة في الحفاظ على صحة القطيع، ومن الإجراءات الوقائية أيضا المشاركة في عملية رش المبيدات الحشرية ، وتقديم الرعاية الصحّية البيطرية – حسب الإمكانات المتوفرة .

ومن الإجراءات الوقائية أيضاً – حسب الدكتور سليمان – توعية المربين بضرورة الاهتمام بصحة أبقارهم وتغذيتها التغذية الجيدة لرفع مناعتها ضد العدوى، إضافة إلى إعطاء الفيتامينات والمتممات العلفية للوصول إلى خليطة عليقة متوازنة ومناعة ضد المرض .

مع ضرورة حجر الأبقار المصابة والتخلص من الأبقار النافقة بطريقة فنية كي لا تنقل العدوى إلى الأبقار السليمة .

عندها طلبت المساعدة من الزراعة لإنقاذ أبقار مزرعتي التي دفعت الغالي والنفيس من أجلها، فلم يستجب فنيو الوحدة الإرشادية في قرية بيت كمونة ، ما اضطرني للاستنجاد بالأطباء البيطريين في القطاع الخاص للمساعدة واستدانة المال اللازم لمعالجة بقراتي المصابات علني أستطيع إنقاذها لكن دون جدوى، ثم نفقت الواحدة تلو الأخرى ،حتى نفقت جميعها باستثناء واحدة فقط وهي مصابة، ونتابع معالجتها مع البيطريين ،مع ملاحظة أن البيطريين في زراعة طرطوس كانوا يعلمون بوجود إصابات بالجدري في الحي الذي أقطن فيه، ولم أعلم بالأمر إلا بعد موت بقراتي …؟!!

وبعد المعالجة الطويلة والمكلفة من قبل البيطريين في القطاع الخاص وخسارتي لجميع أبقار مزرعتي وصلت خسارتي لأكثر من /20/ مليون ليرة ما بين أدوية ولقاحات وأجرة طبيب بيطري، نفقت البقرات الست في مزرعتي خلال فترة أقل من شهرين، وأصبحت على الحديدة ” والبقرة السابعة قيد المعالجة.

وأكد للجميع أنه لم تكن عنده أيّة إصابة قبل اللقاح …وكنت كلما نفقت بقرة أخبر الزراعة والوحدة الإرشادية من أجل نقل البقرة النافقة بطريقة آمنة كي لا تنتقل العدوى إلى أبقار أخرى، لتأتي الردود بعدم الإمكانية أو “التطنيش” كلياً على الموضوع، لأقوم بنقل البقرات النافقة إلى مكب القمامة بوادي الهدة وحرقها كي لا تنقل العدوى إلى غيرها.

تشرين

 

شارك